أكد مسؤول استخباري أميركي أمام (إيلاف) أن السعودية والولاياتالمتحدة بحاجة إلى بعضهما البعض في مناطق كثيرة من العالم، ولا يمكن اختزال العلاقة بينهما في موضوعي النفط وإيران. واشنطن: قال مسؤول عالي الرتبة في جهاز المخابرات الأميركية إن العلاقات مع المملكة العربية السعودية استراتيجية ومن الصعب اختصارها بإيران وتصدير النفط الى أميركا الذي اصبح للأميركيين اكتفاء ذاتيا منه مما يجعل بعض الخبراء يعني نهاية عقد الصداقة الاميركي مع الرياض". وأضاف ان كون الرياض دولة رئيسة ومصدرة للنفط والبتروكيماويات حجر أساس في علاقاتها بالرياض للثقل المهم لدى الأخيرة في لعبة التوازن مع الصين وشرق آسيا. وحاولت تقارير (بائسة) في الشهرين الأخير الإلقاء بظلال سوداء على العلاقات الأميركية - السعودية، لكن صانعي القرار في الرياضوواشنطن سارعوا إلى الرد على تلك التقارير في شكل حاسم وواضح. ولاحظ المراقبون مسارعة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لزيارة مفاجئة للرياض في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 للتحادث مع القيادة السعودية والتأكيد للرأي العام العالمي ان "العلاقات بين البلدين استراتيجية وقوية ومستمرة وتشمل نطاقا واسعا من القضايا الثنائية والإقليمية". تأكيدات كيري والفيصل وحينها التقى كيري العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز حول قضايا مصيرية تخص إقليم الشرق الأوسط وفي مقدمها الأزمة السورية وإيران ومفاوضات السلام. ومن جهته، شدّد وزير الخارجية السعودي الفيصل على أن لا توجد مشاكل بين السعودية والولاياتالمتحدة، مشيرا إلى أن "دولتينا الصديقتين" منشغلتان بالتعامل مع قضايا صعبة مثل سورياوإيران وعملية السلام في الشرق الأوسط. وأوضح وزير الخارجية السعودي أن الخلافات الأخيرة في السياسات مع واشنطن كانت تتعلق في أغلبها بالتكتيكات وليس بالأهداف. وإذ ذاك، أكد المسؤول الاستخباري الأميركي أمام (إيلاف) أن البلدين (السعودية والولاياتالمتحدة) يحتاجان إلى بعضهما البعض في مناطق كثيرة من العالم، وان مصالحهما الاستراتيجية مشتركة على الدوام. واردف قائلا: تعلمون أن السعودية ما تزال وستظل مهمة وحليفا لا يستغني عنه، مؤكدا ان واشنطن تراقب محاولات الصين الحثيثة لتدعيم علاقاتها بالرياض وهو أمر ستعمل واشنطن على عدم حدوثه، كما ان الرياض تعي ان الصين لن تملك الحلول محل واشنطن. نعم، والحديث مازال للمسؤول الاميركي الكبير نحن نعيش مرحلة من التخبط وسنواجه في السنتين المقبلتين على الأرجح الكثير من صعوبة الحسم تجاه الكثير من القضايا، وبالطبع فإنه لا يمكن حسم مثل هذه القضايا إلا من قبل الإدارة المقبلة التي "نرجح أنها ستكون (ديمقراطية)، بسبب النمو في الاقتصاد الاميركي مما يجعل من الصعب على الناخب تغيير "أحصنته وهي تركض". زيارة بندر وإليه، فإن زيارة للامير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية والأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي للولايات المتحدة، أذهلت الكثيرين في واشنطن وعديد من المراقبين. لكن حال الذهول سرعان ما تبددت بعد أن اكتشف هؤلاء أن الأمير بندر جاء في "زيارة خاصة للنقاهة والاستجمام، ولا يوجد في برنامجه اتصالات رسمية مع الجانب الاميركي". وهنا يشار إلى أن الأمير بندر كان فجّر في تشرين الأول (أكتوبر) قنبلة "أقضت" مضجع الإدارة الأميركية، وحينها، كان مصدر مطلع على السياسة السعودية كشف ان الأمير بندر أبلغ مبعوثين أوروبيين أن المملكة ستجري تغييراً كبيراً في علاقتها مع الولاياتالمتحدة احتجاجاً على عدم تحركها بشكل فعّال فيما يخص الحرب في سوريا ومبادراتها للتقارب مع إيران. وذكر المصدر أن الأمير بندر قال إن واشنطن لم تتحرك بفعالية في الأزمة السورية وفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتتقارب مع إيران ولم تؤيد دعم السعودية للبحرين. وقال المصدر إن هذا التغير في الموقف السعودي تحول كبير وأن المملكة لا تريد بعد الآن أن تجد نفسها في وضع التبعية. وجاءت تصريحات الأمير بندر آنذاك في أعقاب قرار السعودية المفاجئ بالاعتذار عن عدم قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي احتجاجاً على ما وصفته "بازدواجية المعايير" في الأممالمتحدة. سفير جديد بخلفية عسكرية وفي مسعى أميركي لتأكيد عمق العلاقات مع الرياض كان الرئيس أوباما سارع في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 بترشيح جوزيف دبليو ويستفال، المستشار السابق في جامعة ماين، ليكون السفير الأميركي الجديد في المملكة العربية السعودية. وكان ويستفال واحدًا بين خمسة مرشحين، أعلن عنهم البيت الأبيض الأربعاء في بيان له. وسارعت الرياض على الفور بإيجابية لقبول ترشيح ويستفال. يشار إلى أن السفير المعين لدى السعودية خدم وكيلا لوزارة الجيش الأميركي، وهو ثاني أعلى منصب في الفرع المدني في الجيش. وشغل منصب القائم بأعمال أمين عام الجيش من آذار (مارس) وحتى ايار (مايو) 2011. وتولى ويستفال منصب مستشار في جامعة ماين بين العامين 2002 و2006. واستقال في نيسان (أبريل) 2006، لكنه بقي الموظف الأعلى أجرًا في الدولة في العام 2007 براتب قدره 208 آلاف دولار سنويًا، بفضل منصبه كأستاذ محاضر في جامعة ماين، وهي وظيفة تولاها بعد استقالته من منصب المستشار. بعد مغادرة ماين، وقبل أن يصبح وكيلاً لوزارة الجيش، تبوّأ ويستفال عددًا من المناصب في جامعة المدرسة الجديدة (New School) في نيويورك. كما ويستفال خدم في عدد من المناصب الحكومية رفيعة المستوى، فكان أمينًا عامًا للجيش، ومساعد وزير الجيش المسؤول عن فيلق المهندسين في الجيش، ومستشار السياسات العليا حول قضايا المياه في وكالة حماية البيئة الأميركية. وهو كان أيضًا رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة أوكلاهوما، والمدير التنفيذي لتجمع Sunbelt Caucus وتحليل الميزانية في لجنة الميزانية في الكونغرس، وخدم سنتين كمساعد خاص لسيناتور ولاية ميسيسيبي. هاغل وأسلحة للخليج ومع هذه التأكيد على استراتيجية العلاقات بين الولاياتالمتحدة والسعودية، فإن تقرير لصحيفة (فايننشال تايمز) اللندنية كان تحدث يوم الأربعاء الموافق 8 كانون الثاني (يناير) الحالي أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل فتح الباب أمام بيع مزيد من الأسلحة المتطورة إلى دول الخليج العربية. وقال التقرير إن مثل هذه المبيعات تأتي في اطار المساعي التي تبذلها بلاده لاقناع حلفائلها الإقليميين بالتزاماتها الاستراتيجية حيالها مع تقدم المحادثات مع ايران في شأن برنامجها النووي. وأفادت الصحيفة بأن هاغل أبلغ ممثلي الدول المشاركة في مؤتمر للأمن الإقليمي في البحرين أن الولاياتالمتحدة "تضع المزيد من التركيز على بناء قدرات شركائها الاقليميين من أجل استكمال وجودها العسكري القوي في المنطقة". وأضافت أن وزير الدفاع الاميركي عرض تزويد دول مجلس التعاون الخليجي بأنظمة أسلحة متطورة في شكل جماعي، بدلاً من كل دولة على حدة، تشمل الصواريخ البالستية، والأمن البحري، ومكافحة الارهاب، بعدما أبدت امتعاضها في شأن تسارع وتيرة المفاوضات بين القوى العالمية وايران للحد من برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. خدعة وأشارت الصحيفة إلى أن معظم قادة دول مجلس التعاون الخليجي يشعرون بالقلق من أن الولاياتالمتحدة خُدعت في صفقة خطيرة من شأنها السماح لإيران بتطوير أسلحة نووية، ويخشون أيضاً أن تؤدي إلى تخلي الولاياتالمتحدة عن شراكتها الاستراتيجية الطويلة الأمد مع بلدانهم. ونسبت إلى هاغل قوله "إن منطقة الخليج تواجه تهديدات يومية، وبرزت المخاوف من هذه التهديدات بصورة واضحة مع انتهاج الولاياتالمتحدة سياسة الانفتاح على بعض أصعب المشاكل في المنطقة والقضايا الأكثر تعقيداً فيها، بما في ذلك البرنامج النووي الايراني والصراع في سوريا". وشدد وزير الدفاع الاميركي على أن بلاده "ستواصل العمل مع الشركاء في أنحاء المنطقة للمساعدة في التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية، وضمان عدم وقوع المساعدات المخصصة للمعارضة السورية في الأيدي الخطأ". وفي الختام، أكد هاغل أن الولاياتالمتحدة "لن تتهرب من مسؤولياتها حيال المنطقة مع استعدادها لسحب قواتها من افغانستان بعد فترة طويلة من الحرب، وتنشر أكثر من 35 ألف جندي في منطقة الخليج وحولها، بما في ذلك 10 آلاف جندي وطائرات حربية متقدمة و 50 سفينة حربية تتولى حماية المياه القريبة". ايلاف