أعلن جيش جنوب السودان، أمس الاثنين، أن قواته تواصل الزحف في مسعى لاستعادة مدينة "بور" الاستراتيجية في الشمال، في حين أعربت الأممالمتحدة عن قلقها من زيادة عدد القتلى والمصابين، وحذرت منظمة "الفاو" من أن أكثر من 4 ملايين شخص يواجهون خطر المجاعة، وقد أرجأ الطرفان أمس المحادثات بسبب اختيار ملهى ليلي ليكون فضاء للمفاوضات . وصرح الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب اغوير إن بور كبرى مدن ولاية جونقلي، شرق جنوب السودان "ما زالت بين أيدي المتمردين لكن قواتنا تواصل الزحف" نحوها . ومنذ بداية المعارك بين جيش الرئيس سلفا كير وقوات المتمردين بزعامة نائب الرئيس السابق ريك مشار في جنوب السودان قبل أربعة أسابيع، احتل المتمردون هذه المدينة ثم استعادتها قوات جوبا قبل ان يسيطر عليها المتمردون مجددا، ما دفع سكانها إلى الهروب منها بكثافة . وأعلن اغوير وكذلك المتمردون أن مواجهات دارت مساء الأحد بين المعسكرين على مسافة عشرين كلم من جوبا . وقد أسفرت المعارك الدائرة منذ 15 كانون الأول/ديسمبر الماضي عن سقوط "أكثر بكثير" من ألف قتيل ونزوح 400 الف وفق الاممالمتحدة ومن بين النازحين فر خمسون الفا إلى البلدان المجاورة . وأعربت بعثة الأممالمتحدة فى جنوب السودان "يونيميس"، أمس، عن قلقها إزاء تزايد أعمال العنف وأعداد القتلى والمصابين جراء الصراع الدائر بولايات الدولة الوليدة . وأفاد تقرير للبعثة الأممية لحفظ السلام بجنوب السودان بأن الدلائل والتقديرات تشير إلى تجاوز أعداد المصابين جراء أعمال العنف الأخيرة لأكثر من ألف شخص في الولاياتالجنوبية التي تشهد صراعا بين القوات المتحاربة، خاصة مع استخدام الأسلحة الثقيلة في القتال والتي خلفت ضحايا ومصابين من المدنيين . وفي السياق، حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "فاو" من خطر أحداث العنف والتى تهدد بتفاقم الجوع والمعاناة البشرية إلى حد بعيد وقد تودي بالمكتسبات المتواضعة التي تحققت في مجال الأمن الغذائي خلال العامين الماضيين في هذا البلد . وقالت المنظمة إنها تسعى وشركاؤها في إطار التكتل الدولي للأمن الغذائي وحماية سبل المعيشة إلى تأمين تمويل بمقدار 61 مليون دولار أمريكي للأنشطة الحاسمة في مجال المساعدات الغذائية وحماية موارد الدخل . وقال دومينك بورجون، مدير شعبة الطوارئ وإعادة التأهيل لدى "فاو"، "حتى قبل القتال الأخير، الذي تمخض عن نزوح أكثر من 352000 أسرة، قُدِّر أن نحو 4 .4 مليون نسمة سيواجهون بالفعل انعدام الأمن الغذائي في جنوب السودان عام 2014 . ومن بين هؤلاء ثمة 830000 يعانون تحت وطأة مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي" . وفي غضون ذلك، واجهت محادثات السلام بين حكومة جوبا والمتمردين عقبة غير متوقعة أمس تمثلت في أن وفدي التفاوض فضلا إرجاء محادثاتهما إلى الثلاثاء على إثر دعوتهما للتفاوض في ملهى ليلي . وتجري المفاوضات الشاقة الرامية إلى وضع حد لاربعة اسابيع من نزاع دموي في دولة جنوب السودان، منذ اسبوع في فندق شيراتون الفخم في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا . لكن أمس الاثنين وضعت القاعة المخصصة في العادة للمتخاصمين في جنوب السودان، في تصرف وفد آخر ياباني، بمناسبة زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي إلى اثيوبيا . ونقلت مفاوضات وفدي جنوب السودان إلى الملهى الليلي في الفندق . وقالت مصادر ان بعض اعضاء الوفدين اشتكى من الامر لان هذا المكان المقفل خلال النهار، كثير الضجيج وفسيح جدا ولا يتمتع بإضاءة مناسبة . (وكالات) الخليج الامارتية