وفي اليابان قرر رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا حل البرلمان وإجراء انتخابات عامة الشهر الحالي, وفي كوريا الجنوبية تجري انتخابات الرئاسة في19 ديسمبر الجاري لاختيار رئيس جديد بدلا من الرئيس الحالي لي ميونج باك الذي تنتهي مدة رئاسته في يناير المقبل. وتأتي تلك التغييرات في القيادة في آسيا في الوقت الذي تهدد فيه كوريا الشمالية العالم باجراء تجربة صاروخية جديدة لصاروخ طويل المدي وهو ماجعل اليابانوكوريا الجنوبية تعلنان حالة الطواريء والاستنفار حتي إن الخطوط الجوية الكورية واليابانية أعلنتا خطتهما بتغيير مسار خطوط طائراتهما حتي يتجنبا الصدام مع الصاروخ الكوري الشمالي في حالة إطلاقه! ويقول البروفيسور جيونج سونج إن الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في سول في19 ديسمبر السبب في إعلان بيونج يانج عن تجربة صاروخية جديدة.. فهي دأبت علي ذلك مع كل انتخابات رئاسية في كوريا الجنوبية! والحقيقة أن الانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية التي تعد ال18 في تاريخ البلاد منذ الاستقلال والسادسة منذ إرساء النظام الديمقراطي الحالي في عام1993, تعد من أقوي سباقات الرئاسة في كوريا الجنوبية, فهي لأول مرة تكون بين مرشحة سيدة للحزب المحافظ الحاكم حزب ساينوري هي بارك جيون هي ابنة الرئيس الراحل بارك تشونج هي, وزعيم المعارضة الليبرالي مون جاي ين مرشح الحزب الديمقراطي المتحد المعارض ويري المراقبون أن انتخابات19 ديسمبر ستكون شديدة السخونة لتقارب خطوط المرشحين بعد انسحاب رجل الأعمال المليونير أهن تشيول سوو لصالح مرشح المعارضة وحتي لا يفتت أصواتها.. وقد شبه المراقبون سباق الرئاسة الي البيت الأزرق في سول بسباق الرئاسة الأمريكية الأخير بين الجمهوري مت رومني والديمقراطي باراك أوباما إلي البيت الأبيض في واشنطن حيث كانت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات تشير الي التقارب الشديد في فرص كل منهما حتي حسم أوباما السباق لصالحه. ويقول المراقبون إن السيدة بارك البالغة من العمر60 عاما ولم تتزوج أبدا.. تعد بمثابة المنقذ للحزب الحاكم.. فقد قادته إلي انتصار كبير علي المعارضة في الانتخابات التشريعية التي جرت في ابريل الماضي, ونجحت في الحصول علي ترشيح الحزب لها في الانتخابات التي جرت منذ شهرين لتكون بذلك أول امرأة في تاريخ كوريا يتم اختيارها لتكون مرشحة رئاسة, وإذا فازت فسوف تنضم إلي بنات الرؤساء اللاتي أصبحن رؤساء أو رؤساء حكومات مثل ميجاواتي سوكارنو ابنة أحمد سوكارنو رئيس إندونيسيا الراحل وبنازير بوتو رئيسة وزراء باكستان الراحلة ابنة ذو الفقار علي بوتو رئيس باكستان الراحل وانديرا غاندي ابنة الزعيم الهندي المهاتما غاندي. ومثل كورازن اكينو أول رئيسة في تاريخ الفلبين والتي قادت ثورة الشعب ضد الديكتاتور ماركوس عام1986 وأطاحت به. وبالرغم من تقدم السيدة بارك ب12 نقطة علي منافسها الرئيس مون في استطلاعات الرأي, إلا أن ماضي أبيها هو التحدي الحقيقي الذي تواجهه في هذه الانتخابات حتي إن كثيرا من المراقبين يصفون الحملة الانتخابية الحالية بانها محاكمة لنظام بارك تشونج هي الديكتاتوري وينظر الكثيرون إلي بارك الأب علي أنه مؤسس الدولة الحديثة في كوريا ومهندس التقدم الاقتصادي والصناعي الذي حققته البلاد علي الرغم من أساليبه القمعية في الحكم.. وكان بارك قد استولي علي الحكم من خلال انقلاب عسكري في عام1961 واستمر في حكم البلاد حتي اغتياله علي يد رئيس جهاز مخابراته عام1979 وكانت زوجته ووالدة المرشحة الحالية قد تم اغتيالها أيضا في عام.1974وينظر الكوريون بالاعجاب لهذه السيدة القوية بارك خاصة الناخبين الشباب فهي قوية وهادئة وغير ملوثة بفضائح الفساد المالي, ويرونها بعيدا عن صورة والدها الديكتاتور ثم إن دعوتها الي إعادة توزيع الثروة بين الكوريين لسد الفجوة التي اتسعت بين الأغنياء والفقراء تلقي رواجا قويا.. أما منافسها الليبرالي مون جاي ين فهو محام وناشط في مجال حقوق الإنسان يبلغ من العمر59 عاما وعضو بالبرلمان وهو أحد ضحايا نظام بارك القمعي والد مرشحة الحزب الحاكم فقد سجنه خلال السبعينات لمشاركته في مظاهرات الطلبة المطالبة بالديمقراطية. وهو يحاول خلال حملته الانتخابية استخدام صورة ابنة الديكتاتور ضد منافسته, ويطلق عليه أنصاره لقب شبح روه لانه كان رئيس موظفي البيت الأزرق في عهد الرئيس الراحل روه موهيون الذي أنهي مدة رئاسته عام2008 ثم انتحر في2010 بعد التحقيق مع أسرته بتهمة تلقي رشاوي. وفي كتابه الذي يحمل سيرته الذاتية, يشرح مون نشأته في أسرة فقيرة وأن والديه كانا لاجئين من كوريا الشمالية, وكيف كافح ضد الديكتاتورية, وحصل علي درجة القانون من جامعة كيوتجهي في سول حتي أصبح عضوا في البرلمان, وقد زادت فرصته في السباق بشكل قوي عقب انسحاب المليونير سوو الذي دعا أيضا الي دعم زعيم المعارضة مون.. فهل تفوز بالسباق ابنة الرئيس أم المحامي المدافع عن حقوق الانسان والديمقراطية ؟