احتدمت حدة السجال بين أعضاء ائتلاف دولة القانون والتحالف الكردستاني بشأن تصريحات منسوبة لقائد القوات البرية الفريق الركن علي غيدان، في مؤشر واضح على اتساع رقعة الخلاف بين الجانبين رغم المحاولات التي يبذلها أكثر من طرف لنزع فتيل الأزمة التي لا يعلم أحد الى أين يمكن أن تقود البلاد. فقد تحول البرلمان الثلاثاء إلى منصة لإطلاق المواقف وتبادل الاتهامات بين دولة القانون والتحالف الكردستاني، حيث اتهم عضو ائتلاف دولة القانون النائب عبد السلام المالكي الجانب الكردي بمحاولة خلق الأزمات، ونفى ورود كلمة "عدو" في البرقية التي أرسلها قائد القوات البرية الفريق علي غيدان إلى قوات البيشمركة. بالمقابل، وصف النائب عن التحالف الكردستاني محمد شنكالي تصريحات النائب عبد السلام المالكي بالمستفزة التي "يراد منها تصعيد حدة الخلافات بين حكومتي بغداد وأربيل"، وأضاف أن الهدف من تصعيد المواقف السياسية مؤخرا هو "التغطية على الخروقات التي ترتكبها القوات العراقية". ورفض النائب المستقل صباح الساعدي التصعيد الحاصل بين حكومتي الإقليم والمركز وتطورالأمور إلى زيادة نشر الوحدات العسكرية في المناطق المتنازع عليها، ودعا في مؤتمر صحفي حضره عدد من نواب الكتل الأخرى الكتل السياسية المتخاصمة إلى الكف عن التصريحات المتشنجة والالتزام بالتهدئة. وأضاف الساعدي أن على السياسيين الجلوس سوية والوقوف بوجه أي "محاولة لتأجيج المواقف وإشعال نار الحرب"، ورحب بدعوات المراجع الدينية لضبط النفس. كما جدد النائب الساعدي رفض التدخل الخارجي بالشأن العراقي الداخلي سواء من تركيا أوالسعودية أو إيران أو الولاياتالمتحدة. وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، يتوجه رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي إلى أربيل للقاء رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في إطار مبادرته لتهدئة الأزمة. فقد أورد المكتب الإعلامي للنجيفي أن الزيارة تأتي بناء على طلب رئيس الوزراء نوري المالكي من النجيفي خلال اتصال أجراه معه بالمزيد من التدخل لغرض التهدئة بعد ورود أنباء عن توجه قوات من البيشمركة إلى كركوك. وأضاف البيان أن بارزاني أكد خلال اتصال النجيفي به صحة الأنباء حول توجه قوات كردية قرب كركوك.