GMT 0:04 2014 الثلائاء 21 يناير GMT 0:41 2014 الثلائاء 21 يناير :آخر تحديث طيب تيزيني عادت البراجماتية الروسية لتمارس دوراً مضاداً لروح «الأممالمتحدة الإنسانية أو المطلوب منها أن تكون إنسانية، بل عادلة موضوعية ومرهفة في إنسانيتها، والقائمة على العدل». فبعد سلسلة «الفيتوهات»، التي قد قدمتها روسيا مع دول أخرى ضد انتفاضة الشعب السوري، تأتي من جديد لتعلن أن إيران دولة لا يستعاض عن حضورها في مؤتمر جنيف 2. أما السبب الكامن وراء ذلك فهو- بمقتضى البراجماتية الروسية إياها- أن اسم إيران اسم لدولة من دول الجوار السوري، وأنه من ثم ينبغي أن يُضاف إلى ذلك دورها أو صراعها مع دول أوروبية وأميركية كبرى حول مشروعها النووي وموقعها الاستراتيجي في هذا، وذاك يُفرط بعدد من العوامل، التي تجعل علاقات إيرانبسوريا قائمة على العداء وأن عداء إيرانلسوريا هذا ليس وهمياً، أو أنه ذو طابع اعتقادي بحت، ليس إلا، ذاك ولا ذلك، إن عداء إيران هذا يتمثل في أنها اقترفت نشاطاً ذا طابع دولي إجرامي، تمثل في تدخلها السافر في مناطق منها تدخلاً عسكرياً، فلقد كان من شأن ذلك أن قاد إلى اختراق سيادتها المستقلة، التي حققتها عام 1946، حين أرغمت فرنسا على الخروج منها إلى الأبد. إنها مفارقة عقلية وسياسية وأخلاقية أن يعلن وزير خارجية روسيا الاتحادية حضور إيران في مؤتمر جنيف 2 في الثاني والعشرين من هذا الشهر الجاري، كيف ذلك في اعتقاد الوزير الروسي؟ ألا يكفي أن دخلت إيران الجمهورية العربية السورية بعتادها وعدتها وحاربت فيها مثلاً في مدينة القصير، وأنا هنا أعلن حزني وتأسفي على ما فعله فيلق أو آخر 3 فيالق «حزب الله»، وإن الحزن والتأسف ليتعاظمان حين نسمع نصر الله يحدد مسوغات انتهاك جنده لحدود الجمهورية العربية السورية المقدسة، وقد سمعناه يعلن إن دخول قواته إلى قلب الجمهورية إياها إنما حدث لأسباب تتصل بما سماه خطأ - وهو ضليع بذلك لأن السيد ليس جاهلاً بالتاريخ السوري والعربي كليهما، «الدفاع عن المقدسات (ويعني بذلك بنحو خاص مرقد السيدة زينب» (مأخوذ من خطاب قدمه السيد على قناة المنار وقنوات أخرى جرى بثه عدة مرات). في سياق ذلك وصلبه طرحنا على نصر الله في مقالات نشرت في صحف متعددة، سؤالاً مفعماً بالأسى والمرارة وبالدهشة كذلك، ذلك هو من الذي قام بحماية المرقد المذكور وبالدفاع عنه وعن غيره من المقدسات على أربعة عشر قرناً ونيف، واسمح لي أيها السيد أن أُحيل إلى المثل الشعبي القائل: غلطة الشاطر بمائة غلطة، والأفظع من ذلك أن نصر الله أراد أن يقوّم ما اعتقده خطأ بممارسة حرب ظالمة خطيرة ضد نساء وأطفال ورجال القصير، كي يثأر لهؤلاء، بل ينبغي أن يعلم السيد - وهو يعلم أن السوريين - في تركيبهم المجتمعي قبل الإسلام وبعده إلى اليوم - يعتزون بتعدديتهم الطائفية وبالتركيبات الأخريات من.. إلى. وبالعودة إلى وزير الخارجية الإيراني نطرح عليه التساؤل التالي: بأي اتجاه وكيف يمكن القول بأن مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2 ستزيده أهمية وإمكاناً جديداً ومن ذلك السؤال إلى هذا السؤال: ما موقع الشعب السوري من ذلك؟ هل يحضر المؤتمر الضيف المفترض دون رأي صاحب البيت؟ وإذا كان من المحتمل - ضمن القواعد الدولية - أن يحضر دبلوماسيون مؤتمرات هنا أو هناك، فمن العرف الدولي أن يطالب المرء المعني الضيف الإيراني أن ينسحب أولاً هو وقوات أخرى تشاركه في احتلال منطقة أو أخرى من سوريا. من أصول العلاقات الدولية الوازنة ومن قيم الاحترام الحقيقي لمبادئ الحرية والعدالة أن تلتزم الدبلوماسية الدولية بتلك القيم والاحترام، ها هنا، لعلنا نقول بأن ظلماً وإجحافاً يُمارسان - بروح شريرة تستفز شرفاء العالم ودعاة الحرية والعدالة - ضد الشعب السوري «اليتيم». ايلاف