ضرب البرازيليان سياو وغرافيتي أمثلة كثيرة عن أهمية ودور الصداقة والروح الرياضية الطيبة التي يجب أن تجمع بين لاعبي الكرة، عندما أهدى سياو كرة سهلة إلى غرافيتي ليسجل منها هدفاً في مرمى النصر، ويكسب بها غرافيتي رضاء وتشجيع جماهير الأهلي عقب المباراة، بعد أن طالب الكثيرون برحيله عن "الفرسان" خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية التي يغلق بابها يوم 3 فبراير المقبل. تبدأ فصول القصة، بتعرض غرافيتي لحملة شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مدرجات "قلعة الفرسان"، وتطالب من خلالها الجماهير برحيل هداف الأهلي الأسطورة في السنوات الأخيرة، بداعي فقدانه لبريقه وغيابه الطويل عن زيارة شباك المنافسين، ورغم محاولات البعض التصدي لتلك الحملة القاسية، إلا أن أصوات الرافضين لبقاء الهداف البرازيلي كانت أعلى وأقوى. التصدي للحملة حاول غرافيتي في المباريات الأخيرة التصدي بنفسه لتلك الحملة من داخل المستطيل الأخضر بزيادة جهوده وسعيه الدائم للتسجيل، لكن الرقابة اللصيقة التي دائماً تفرض عليه، حالت دون الكثير من الأهداف، وجاءت اللحظة في مباراة النصر، ليرد سياو جزءاً من صنيع غرافيتي معه، عندما ساهم كثيراً في إتمام صفقة انتقاله من الشباب إلى الأهلي في صفقة تاريخية جرت خلال شهور الصيف الماضية، وحمل فيها سياو حقائبه إلى "قلعة الفرسان" مقابل حوالي 25 مليون درهم. نعود إلى المباراة نفسها، والتي صنع فيها سياو الفارق للأهلي الذي فاز بالمباراة 3-1، ورفع رصيده إلى 36 نقطة معززاً صدارته للدوري.. وافتتح الأهلي التسجيل بقدم سياو في الدقيقة 20، ثم سجل سياو هدفاً ثانياً من ركلة جزاء في الدقيقة 40، قبل أن يأتي الهدف الثالث الذي بدأ سيناريو تسجيله بمرور أكثر من رائع لسياو من الجانب الأيسر، وبدلاً من أن يضع الكرة في المرمى الخالي، فضل تمريرة سحرية إلى غرافيتي الذي لم يجد صعوبة في إيداعها المرمى، لتعود الجماهير للهتاف باسمه، وتجدد حبها له ورغبتها في بقائه مع "الفرسان" واستكمال الموسم الحالي. دور البطولة لعب سياو أيضاً دور البطولة في موقف آخر، عندما سجل هدفه الأول، ووضع الكرة داخل قميص الأهلي ورسم بيده قلباً، في إهداء إلى زوجته التي تنتظر مولوداً جديداً خلال الأسابيع المقبلة، والتي كانت متواجدة لمساندة زوجها من مدرجات استاد راشد بدبي. فيما لعب الجهازان الفنيان في الفريقين دور البطولة في قصتنا الثالثة، عندما حصرا تركيزيهما كله في مباراتي نصف نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، حيث رأى الصربي إيفان يوفانوفيتش مدرب النصر، عدم الدفع بمحترفه الأجنبي إبراهيما توريه حرصاً على عدم حصوله على إنذار ثالث، وبالتالي غيابه عن نصف نهائي الكأس، رغم احتياج النصر الشديد لمشاركته، بينما تم الدفع بالمحترف البرازيلي ليما الذي حصل على إنذار ثالث وتأكد غيابه عن نصف نهائي الكأس. سحب المنذرين شهدت الدقائق الأخيرة من المباراة، قيام الجهاز الفني للأهلي بسحب اللاعبين الذين لديهم إنذاران من الملعب، تجنباً لحصولهم على إنذار ثالث يحرم "الفرسان" من جهودهم في الدور قبل النهائي للكأس الغالية، خاصة وأن الأهلي يدافع فيها عن لقبه الذي ناله الموسم الماضي على حساب الشباب في المباراة النهائية التي جرت على ملعب محمد بن زايد بالعاصمة أبوظبي. البيان الاماراتية