انقرة: حاول الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين تبديد المخاوف التي قد يثيرها انضمام محتمل لتركيا الى الاتحاد الاوروبي مؤكدا انه ستتم استشارة الفرنسيين في استفتاء حول هذه المسالة. وفي اليوم الاول لزيارته الى تركيا قال هولاند في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي عبد الله غول في انقرة "لا جدوى من زيادة اي مخاوف كانت، ستتم استشارة الشعب الفرنسي في مطلق الاحوال". واضاف الرئيس الفرنسي "هناك عملية بدات وهذه العملية يجب ان تستمر مع المواضيع الاكثر صعوبة" مشيرا خصوصا على "الفصل بين السلطات" والى "استقلال القضاء". وتهز تركيا منذ شهر ونصف الشهر فضيحة فساد واسعة تشمل عشرات من رجال الاعمال والنواب القريبين من النظام الاسلامي المحافظ الذي يحكم البلاد منذ 2002. وتسببت هذه القضية في استقالة ثلاثة وزراء وفي تعديل حكومي كبير. في مواجهة ذلك قام رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بحملات تطهير غير مسبوقة في مؤسستي الشرطة والقضاء وشرع في اصلاح قضائي يهدف الى تعزيز الرقابة السياسية على القضاة ما اثار انتقادات عنيفة سواء داخل تركيا او في الخارج. وقال هولاند ان "عملية الانضمام (الى الاتحاد الاوروبي) يمكن ايضا ان تتيح لتركيا التطور واكتشاف ما هي قادرة عليه". كما وجه الرئيس الفرنسي في بيان "تهانيه الحارة" للشعب التونسي على اثر تبني الدستور الجديد للبلاد. وراى الرئيس الفرنسي في البيان ان "هذا النص يضع اسس ديموقراطية محترمة لحقوق وحريات كل المواطنين" و"يشكل مرحلة مهمة نحو انهاء العملية الانتقالية السياسية التي بدات اثناء الثورة التونسية". واضاف البيان ان هولاند "يشيد بروح المسؤولية لدى كل الفاعلين والتي سمحت بالوصول الى هذه النتيجة ويعرب عن رغبة فرنسا في الوقوف الى جانب تونس في هذه اللحظة المهمة من تاريخها". من جهته، رحب رئيس معهد العالم العربي في باريس جاك لانغ "بيوم تاريخي للحرية وللعالم العربي"، معتبرا ان "اشارة الانطلاق التي اعطتها تونس للربيع العربي تؤتي ثمارها اليوم في هذا البلد الذي برهن عن نضج وذكاء سياسي وشجاعة". وقد وقع رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان في تونس الاثنين دستور "الجمهورية الثانية" الذي صادق عليه المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) بأغلبية ساحقة ليلة الاحد الاثنين، وذلك بعد مضي ثلاث سنوات على اندلاع "الثورة" في تونس مهد "الربيع العربي". ايلاف