أطاحت احتجاجات المعارضة الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من شهر بحكومة البلاد، رغم وعود السلطات الأوكرانية بإلغاء القوانين المثيرة للجدل الخاصة بالتظاهر وإطلاق المعتقلين ممن احتجزوا خلال موجة الاحتجاجات الأخيرة مقابل انسحاب المحتجين من جميع المباني الحكومية التي استولوا عليها والطرق الرئيسية التي يقطعونها. وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني نيكولا أزاروف أمس، استقالته التي قبلها الرئيس فيكتور يانوكوفيتش مع بدء دورة استثنائية للبرلمان الذي قرر إلغاء القوانين الصارمة التي تمنع التظاهر وأدت الى تكثيف الحركة الاحتجاجية المؤيدة لأوروبا. وقال رئيس الوزراء في البيان «اتخذت قراراً ان أطلب من الرئيس قبول استقالتي من منصب رئيس الوزراء لتوفير شروط ايجابية لحل سياسي وتسوية سلمية للأزمة». واضاف «اليوم، الأمر الاكثر أهمية من أي طموح شخصي هو الحفاظ على وحدة وسلامة اراضي اوكرانيا». وأعلن مرسوم رئاسي بعيد ذلك ان الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش قبل استقالة رئيس الوزراء وجميع اعضاء الحكومة، لكنه اكد ان الحكومة الحالية ستواصل تصريف الأعمال في انتظار تشكيل حكومة جديدة. ولم يتأخر رد الفعل من المعارضة، حيث اعتبر احد قادتها بطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو أن استقالة رئيس الوزراء «خطوة نحو النصر». وقال كليتشكو «نقول منذ اشهر ان ما يجري هو نتيجة السياسة التي تعتمدها الحكومة الحالية. وهذا ليس نصراً بل خطوة نحو النصر». ردود دولية وفي برلين عبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن أمله في ان تشكل استقالة أزاروف اشارة للمعارضة تسمح «بمفاوضات جديدة». وقال ان استقالة رئيس الوزراء «يمكن ان تفتح الطريق للبحث عن تسوية سياسية». وفي البرلمان صوت 361 نائباً مع ابطال القوانين التي تمنع التظاهر، والتي انتقدتها الدول الغربية بشدة واعتبرتها مساساً بالحريات، مقابل صوتين ضد ابطالها. واستقبلت نتيجة التصويت بالتصفيق، ثم ناقش النواب عفواً عن المتظاهرين الذين اوقفوا خلال صدامات مع الشرطة. ومن المقرر ان تتوجه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون بعد القمة الأوروبية الروسية الى كييف في زيارة ل48 ساعة تلتقي خلالها الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش وقادة المعارضة. وحذر نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الرئيس الأوكراني في مكالمة هاتفية من «ان إعلان حالة الطوارئ او اتخاذ اي تدبير امني آخر يكون قاسياً لن يؤدي سوى الى تصعيد الوضع وتقليص المساحة امام حل سلمي" للازمة. البيان الاماراتية