أزهار البياتي (الشارقة) - مؤخراً وتحديداً في باريس مدينة السحر والنور، عاش عشاق الموضة والجمال أياما حافلة بالفن والأناقة، من خلال أسبوع «الهوت كوتور» لموسمي ربيع وصيف 2014، حيث احتفل المصمم الفرنسي الشاب ستيفان رولان مع جمهوره بإطلاق مجموعته الجديدة من ملابس السهرة والمناسبات، مؤطراً إياها بعناصر مثيرة من سمات الترف والرقيّ، ومقدما باقة يانعة من الأزياء المعاصرة والمبتكرة. وحي الطبيعة موسم بعد آخر يثبت هذا الفنان الواعد موهبته الفذة وبصمته الفريدة في مجال الأزياء، عاكسا منذ بداية مشواره الفني في عالم الموضة معايير عالية لناحية، التصميم والتنفيذ على حد سواء، مبتكرا مع بداية كل فصل جديد مزيدا من التشكيلات اللافتة والأنيقة بامتياز، من تلك التي تعد في رأي النقاد مختلفة، محرضة، ومثيره للجدل، معتمدا مرة تلو الأخرى استشراقات غنية تغذي بنات أفكاره، يستقيها من وحي الطبيعة وثقافات العالم المتنوعة، حيث يسافر عبر كل تشكيلة منها برحلة إلى بلد ما لينهل أجزاء من حضارته، طبيعته، وخصوصية تراثه، فيعيش من خلالها الحلم ويبتدع نماذج منتقاة من القطع والموديلات تعبّر عن حسه الفني، وتأثره بهذا الموضوع أو ذاك. وفي مجموعته الأخيرة هذه، والتي ظهرت على المنصات الباريسية مؤخرا، حاول رولان أن يذهب فيها إلى دفء بلاد الإسبان منجذباً إلى سحرها الشرقي المثير، ومستوحيا من ثقافتها العريقة وألوانها الغنية أيقونات بديعة من الملابس، مصمما باقة مترفة من موديلات خط الخياطة الراقية (الهوت كوتور)، محلقا في رسمها بخياله الجانح إلى فضاءات بعيدة، ليمزج شيئا من رؤاه الشخصية بتأملاته ومشاهداته العينية، فينتقي لمسات من هنا وشذرات من هناك، ليخرج في النهاية المطاف بطراز مختلف وجديد، يجمع سمات الأصالة والجمال ويعبّر في الوقت ذاته عن مفردات المعاصرة والحداثة، بأسلوب فني وعصري للمدرسة الكلاسيكية في تناول الأزياء، اعتمده المصمم الفرنسي منذ مواسم، ولا يزال يجدد فيه ويبتكر، مقدما من خلال هذه السلسلة الربيعية الأخيرة مجموعة متحركة وديناميكية، فيها شيء من الإثارة والتحرر، وحولها هالة من الرومانسية والبراءة، وكأنها براعم مزهرة تتلمس أشعة الشمس، أو فراشات تخفق بجناحيها تحاول الطيران، فتألق العديد منها بأطياف متلألئة وأخرى كريستالية من النور والضياء. ألوان معّبرة فضل رولان أن يستقبل موسمي ربيع وصيف 2014 بمسطرة لونية خاصة، فيها طاقة ضوئية مشعة ونفحات من الحرارة والإشراق، من تلك التي تؤثر في المزاج إيجابا وتبعث على البهجة والحبور، متميّزة بعدة ظلال وتدرجات لونية من الأصفر الليموني، العنبري، والناري، مع العديد من انعكاسات الأبيض الناصع، والسكري، والعاجي، بالإضافة إلى قطع داكنة ورزينة من درجات الأزرق النيلي، والكحلي، والأسود، نفذها المصمم بخامات وأقمشة لدنة ومطواعة، تتمتع بقوام وثير وغنى وثراء لناحيتي الملمس والنسيج، بحيث تجسد القصّة ببراعة وتحتضن تضاريس القوام، منها على سبيل المثال عدة نماذج من «الحراير» الطبيعية، مع أمتار من الشيفونات الرقيقية، والأورجنزا الشانجان، وبعض من الفاي الإيطالي والتفتا الفرنسي، مكونة باقة جميلة ووضاءة من فساتين السهرة والمناسبات، من النوعية التي تتسم بالترف والنعومة، كما تترجم معاني البساطة والأناقة ولأقصى الحدود. وعلى الرغم من أن الكثير من القطع ظهرت بألوان حيادية سادة، إلا أن بعض الموديلات جاءت بتوليفة متناغمة من لونين أو أكثر، ليصطدم فيها مثلا الأسود الفاحم بالأبيض الناصع، وينصهر من خلالها الأبيض الثلجي في الأصفر الملتهب، وهكذا رسم رولان ترنيمته المتناسقة بحس أنثوي ناعم، وحس شديد الرومانسية والجمال. الاتحاد الاماراتية