يتظاهر ناشطون سوريون معارضون الجمعة تحت شعار "لا لقوات حفظ السلام على أرض الشام"ن مشيرين إلى أن الدعوة لنشر هذه القوات تحافظ على وضع اللاحسم في البلاد، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 42 ألف شخص خلال 20 شهرًا من النزاع. بيروت: دعا الناشطون السوريون المعارضون للنظام الى التظاهر غدا الجمعة تحت عنوان "لا لقوات حفظ السلام على ارض الشام"، بحسب ما جاء على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي الخميس. وأشار الناشطون إلى أن الدعوة تنطلق من كون هذه القوات "مهمتها الفصل بين القوات المتحاربة وبالتالي المحافظة على وضع اللاحسم وابقاء وطننا الغالي في حالة من الفوضى والدمار والتمزق". وارفقت الدعوة برسم كاريكاتوري يصور الرئيس السوري يحمل فأسا مضرجة بالدماء، وهو يصافح الموفد الدولي السابق الى سوريا كوفي انان، وارجلهما مغمسة في جثث مضرجة بالدماء امام لافتة كتب فيها "سوريا". واظهر الرسم الكاريكاتوري الذي كتب عليه بالعربية والانكليزية والكردية، ثلاثة جنود من قوات حفظ السلام يلتقطون صورا لبشار الأسد وانان. وقال الناشط السوري المعارض عمر شاكر لوكالة فرانس برس ان الشعار يأتي انطلاقا من "تكرار الحديث في الفترة الاخيرة عن نشر قوات حفظ سلام في سوريا". اضاف "نحن ضد تقسيم سوريا، ونشر هذه القوات يعني ان سوريا ستقسم الى مناطق مؤيدة للنظام واخرى معارضة له". واشار الى ان "الجيش السوري الحر يتقدم بسرعة في اتجاه العاصمة. في حال نشر قوات لحفظ السلام، فهذا سيتيح للنظام الاستمرار في الحكم". وكان الاخضر الابراهيمي الذي خلف انان موفدا الى سوريا، شدد الجمعة الماضي على ان اعلان وقف لاطلاق النار في سوريا هو "ضرورة ملحة"، مؤكدا وجوب ان تشرف عليه بعثة مراقبة كبيرة. وقال في نيويورك "لا يمكن لوقف اطلاق النار ان يصمد اذا لم يراقب في شكل مكثف جدا، الامر الذي يستدعي في اعتقادي بعثة لارساء السلام". ولا يزال مجلس الامن منقسما في شان الازمة السورية بعدما حالت روسيا والصين دون صدور ثلاثة قرارات دولية هدفت الى ممارسة ضغوط على النظام السوري. إلى ذلك، قتل أكثر من 42 ألف شخص غالبيتهم من المدنيين جراء النزاع السوري المستمر منذ 20 شهرا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس. وقال المرصد ان 29 الفا و455 مدنيا قتلوا منذ منتصف أذار (مارس) 2011، تاريخ اندلاع الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد والتي تحولت نزاعا عنفيا مع لجوء السلطات الى قمعها بالقوة. ويشمل هذا العدد المدنيين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية. كما قتل عشرة آلاف و551 عنصرا من القوات النظامية و1426 منشقا، بحسب المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية المدنية والعسكرية في مختلف انحاء سوريا. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "652 قتيلا اضافيا مجهولي الهوية" سقطوا في النزاع، ما يرفع حصيلة القتلى الى 42 الفا و84 شخصا. ولا تشمل هذه الارقام آلاف المفقودين في المعتقلات، و"عددا كبيرا من القتلى بين عناصر قوات النظام والمجموعات المقاتلة المعارضة لم يتمكن المرصد من توثيق اسمائهم بسبب تكتم الجانبين على الاعداد حفاظا على المعنويات".