فيما يتظاهر سوريون معارضون اليوم رفضًا لقوات حفظ السلام، يخشى الناشطون من هجوم بري على دمشق بعد أن أرسل النظام تعزيزات عسكرية إلى عدد من ضواحيها الجمعة. بيروت: ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الناشطين يخشون هجوما بريا على عدد من ضواحي دمشق تتدفق عليها تعزيزات عسكرية اليوم الجمعة، بينما تستمر عمليات القصف والمعارك في محيط العاصمة وجنوبها. وقال المرصد نقلا عن ناشطين ميدانيين ان "الجيش يقصف البساتين المحيطة بداريا التي تتدفق عليها تعزيزات عسكرية". واضاف المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويؤكد انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في البلاد ان "معضمية الشام تقصف بعنف ونشرت تعزيزات كبيرة لمهاجمة البلدة على ما يبدو". وفي دمشق، يقصف الجيش السوري الاحياء الجنوبية، حسبما ذكر المصدر نفسه الذي تحدث عن عمليات قصف ومعارك ليلية بين مقاتلي المعارضة والجنود في العاصمة وعدد من الضواحي. وفي شمال البلاد يحاصر مقاتلو المعارضة مطار منغ ويقومون بقصفه بقذائف الهاون بينما قطعت الكهرباء عن معظم بلدات محافظة حلب، حسب المرصد. واضاف ان اطلاق نار ودوي انفجارات سمع في محافظة درعا (جنوب) ومدينة بانياس الساحلية. وحسب المرصد، قتل 77 شخصا الخميس في جميع انحاء البلاد نصفهم في دمشق وريفها. ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية على نظام بشار الاسد في سوريا ارتفعت حصيلة القتلى الى اكثر من 42 الف شخص. لا لقوات حفظ السلام هذا ودعا الناشطون السوريون المعارضون للنظام الى التظاهر غدًا الجمعة تحت عنوان "لا لقوات حفظ السلام على ارض الشام"، بحسب ما جاء على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" على موقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي الخميس. وأشار الناشطون إلى أن الدعوة تنطلق من كون هذه القوات "مهمتها الفصل بين القوات المتحاربة وبالتالي المحافظة على وضع اللاحسم وابقاء وطننا الغالي في حالة من الفوضى والدمار والتمزق". وارفقت الدعوة برسم كاريكاتوري يصور الرئيس السوري يحمل فأسًا مضرجة بالدماء، وهو يصافح الموفد الدولي السابق الى سوريا كوفي انان، وارجلهما مغمسة في جثث مضرجة بالدماء امام لافتة كتب فيها "سوريا". واظهر الرسم الكاريكاتوري الذي كتب عليه بالعربية والانكليزية والكردية، ثلاثة جنود من قوات حفظ السلام يلتقطون صورًا لبشار الأسد وانان. وقال الناشط السوري المعارض عمر شاكر لوكالة فرانس برس إن الشعار يأتي انطلاقًا من "تكرار الحديث في الفترة الاخيرة عن نشر قوات حفظ سلام في سوريا". اضاف "نحن ضد تقسيم سوريا، ونشر هذه القوات يعني أن سوريا ستقسم الى مناطق مؤيدة للنظام واخرى معارضة له". واشار الى أن "الجيش السوري الحر يتقدم بسرعة في اتجاه العاصمة. في حال نشر قوات لحفظ السلام، فهذا سيتيح للنظام الاستمرار في الحكم". وكان الاخضر الابراهيمي الذي خلف انان موفدًا الى سوريا، شدد الجمعة الماضي على أن اعلان وقف لاطلاق النار في سوريا هو "ضرورة ملحة"، مؤكدًا وجوب أن تشرف عليه بعثة مراقبة كبيرة. وقال في نيويورك "لا يمكن لوقف اطلاق النار أن يصمد اذا لم يراقب في شكل مكثف جدًا، الامر الذي يستدعي في اعتقادي بعثة لارساء السلام". ولا يزال مجلس الامن منقسمًا في شأن الازمة السورية بعدما حالت روسيا والصين دون صدور ثلاثة قرارات دولية هدفت الى ممارسة ضغوط على النظام السوري. أكثر من 42 ألف قتيل في سوريا إلى ذلك، قتل أكثر من 42 ألف شخص غالبيتهم من المدنيين جراء النزاع السوري المستمر منذ 20 شهرًا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس. وقال المرصد إن 29 الفًا و455 مدنيًا قتلوا منذ منتصف أذار (مارس) 2011، تاريخ اندلاع الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد والتي تحولت نزاعًا عنفيًا مع لجوء السلطات الى قمعها بالقوة. ويشمل هذا العدد المدنيين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية. كما قتل عشرة آلاف و551 عنصرًا من القوات النظامية و1426 منشقًا، بحسب المرصد الذي يتخذ من لندن مقرًا له ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية المدنية والعسكرية في مختلف انحاء سوريا. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "652 قتيلاً اضافيًا مجهولي الهوية" سقطوا في النزاع، ما يرفع حصيلة القتلى الى 42 الفًا و84 شخصاً. ولا تشمل هذه الارقام آلاف المفقودين في المعتقلات، و"عددًا كبيرًا من القتلى بين عناصر قوات النظام والمجموعات المقاتلة المعارضة لم يتمكن المرصد من توثيق اسمائهم بسبب تكتم الجانبين على الاعداد حفاظًا على المعنويات".