أ. د. عبدالله مصطفى مهرجي (( غداً تشرق شمس يوم جميل ورائع ... حيث سأنطلق لروضتي ومدرستي وكليتي وجامعتي ... وعملي ...سأبتسم من كل قلبي وأنا أتنفس أول نسمات الصباح ... مستقبلاً الحياة ... وكلى أمل وتفاؤل ... وذلك وبكل بساطة ...لأني أعيش في وطن هادئ وجميل ... وطن آمن .. مجتمع مسالم .. عندي مدرسة .. جامعة.. ولديَّ عمل أكسب منه رزقي ..سأستقبل الصباح شاكراً ربي على يوم جديد منحني إياه .. لأشكر نعمه عليّ ..فلنستقبل يوم العمل / الدراسة بكل حب وصدق مشاعر ونحسن النيات ونشكر الله على ما رزقنا إياه .. فغيرنا ... لا وطن لهم .. ولا مدرسة .. ولا جامعة .. ولا وظيفة .. فلك الحمد والشكر يا ربي ... ليكن شعارنا .. ابتسموا تفاءلوا ،انشروا الخير من أعماق قلوبكم ...فلنصنع أثراً طيباً نافعاً نسأل الله القبول)) . انتهى . (( انقضت الإجازة فالحمد لله على أيام منحنا الله فيها راحة لم ينكدها سقم، وسعادة لم يفسدها حزن ،لم نفقد فيها حبيباً ولم نحزن على قريب ،فالحمد لله نِعم اللهِ تغْمُرُنا منْ فوقِنا ومن تحتِنا ( وَإِن تَعدُّواْ نعْمة اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا ) )) انتهى . هذان مثالان حديثان لرسالتي جوال ( برودكاست ) تم تداولهما بين ملايين المواطنين بداية الأسبوع الماضي بمناسبة استئناف الدراسة بعد عطلة منتصف العام ، وجاء تداولهما ليلة العودة إلى المدارس والجامعات والأعمال ، وقد استوقفني الأسلوب والمنهج ، وفكرت فيما صاحب ذلك على النقيض من بعض عبارات ورسوم كاريكتورية ملؤها تثاقل بل وتشاؤم من عودة الدراسة أو العمل بعد انتهاء الإجازة ،وذلك موقف أو مواقف تتكرر مع إجازة منتصف العام والإجازة الربيعية أو إجازة الصيف، وحاولت أن أنظر نظرة أعم وأشمل في خطابنا المجتمعي المتداول في المواقف والمناسبات ، وقلت هل نحن مجتمع متفائل أم متشائم أم بينهما ، والإجابة متروكة لك عزيزي القارئ ، وتمنيت أن تسود روح التفاؤل مجتمعنا العزيز في كل المواقف والأمور والنواحي الحياتية ، بدلاً من ثقافة الإحباط التي بدأت تجد طريقها لمفاصل خطابنا الاجتماعي والثقافي الشعبي وحتى الرسمي العام ، ساعد في انتشار ذلك وسائط الإعلام الجديد والتواصل الاجتماعي . إن النظرات السوداوية تجلب الكآبة والحزن وهي من النقائص التي تنخر في مفاصل المجتمع ، ولكن المشكلة في الثقافة المجتمعية التي استقيناها في زمن مضى من بعض مناهج التربية والتعليم ووسائل الإعلام والتوجيه ، فالتعايش مع الواقع الفعلي وعلاجه يستوجب الاعتراف به قبل أي شيء آخر . نحن مجتمع بشري كأي مجتمع آخر فيه من الفضائل والنقائص ولكننا مجتمع متفائل بطبعه منذ زمن الآباء والأجداد ، رغم ما اعترى المجتمع من متغيرات اقتصادية واجتماعية وثقافية شأنه في ذلك شأن كل المجتمعات البشرية الأخرى . فكم نحتاج نحن لنقلة نوعية متميزة في التفكير ، ونتمنى أن يكون لدينا جميعاً الرغبة في المشاركة في عملية التغيير والتطوير ، وتفعيل دور علماء الاجتماع والتنمية في ما يواجهه مجتمعنا من تحديات في الحياة الاقتصادية ، والاجتماعية . فحال المتفائل يظل ينظر دائماً إلى المستقبل وهو يحمل بصيص أمل ... عكس المتشائم تماماً .. حتى تتسع دائرة الأمل حينها يكون مجتمعنا معافىً متطوراً يجمع بين التفاؤل والعمل . ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا جميعاً نعمل معاً لخير وصلاح مجتمعنا حتى نكون مجتمعاً مثالياً متفائلاً ،وأن نتعاون في العمل بتفاؤل وحب وأمل ، وفي دفع الأضرار وجلب الخير . رياح التغيير الاجتماعية ما زالت تهب على العالم .. لذا يجب أن نعد مجتمعنا ليكون مجتمعاً أكثر تفاؤلاً وتماسكاً ، بزرع روح الانتماء للأسرة والمجتمع وللوطن بطرق فعالة ومنطقية وبدون ادعاء المثالية للمجتمع. ليكن شعارنا .. ابتسموا .. تفاءلوا .. اعملوا .. اخلصوا .. انشروا الخير من أعماق قلوبكم. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (63) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة