لن أعاتب المتشائمين على تشاؤمهم , لكني سأنحني عرفاناً واحتراماً لكل المتفائلين على وجه الأرض أينما وجدوا , لأنهم من يبهجون النفس ويشعرونك أن في الحياة ما يستحق أن تحيا لأجله «على الأرض ما يستحق الحياة» كما قال محمود درويش , لازال لدينا القوة والقدرة لنبتسم ونتفاءل أن حياتنا ستكون أفضل , وأن المستقبل سيكون أجمل , وهذا ليس كلاماً للإستهلاك , فالذي يتأمل طول الطريق التي قطعناها إلى الآن سيدرك أننا نتقدم وإن ببطء , ذلك أمرٌ طبيعي , الأهم أن نؤمن بأننا نتقدم , وعندما نؤمن بذلك يقيناً سندرك أنه يجب علينا أن نجتهد أكثر ونتقدم بشكل أفضل , هذه البلاد لم تعد تحتمل متشائمين جدداً , يكفيها من هم فيها الآن , سنبحث عن المتفائلين والقادرين على العطاء , من ينظرون للحياة بتفاؤل ولديهم القدرة على العمل والبقاء حتى في ظل الأزمات , سنؤسس جميعاً لحراك شعبي جماهيري لكل من يحمل في قلبه حب هذا الوطن . إننا بحاجة إلى ثورة شعبية جديدة تزيح هذا البؤس عن حياة الناس , بحاجة إلى ثورة شعبية تقدس العمل والإنتاج , تُعلي من ثقافة العمل وترفع شعار “ الشعب يريد إسقاط الإحباط». نقطة أخيرة : يوم الجمعة الماضية أعلن الكاتب وشيخ الصحفيين صالح الدحان استقالته من الحياة , وقرر أن يرحل بصمت دون إحداث ضجيج , رحل متحرراً من كل أوجاع الحياة , رحل وبرحيله يمنحنا الأسى والحزن عليه , وندرك كم هذه البلاد تجحد أبناءها الطيبين . رابط المقال على الفيس بوك