لطالما كانت العلاقة المتميزة بين الخيول والإنسان موضوعاً للعديد من الكتابات والأعمال الفنية الخالدة على مر التاريخ، وهي أيضاً جوهر عرض «كفاليا قصر الحصن»، الذي تستضيفه أبوظبي في عرضه الأول بمنطقة الشرق الأوسط، ضمن «مهرجان قصر الحصن» في دورته الثانية، التي تقام في الفترة من 20 فبرايرالجاري حتى الأول من مارس المقبل، بينما يبدأ العرض في 22 فبراير، تحت رعاية الفريق أول سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتنظيم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. وعكس العرض الذي نظمه فريق عمل «كفاليا قصر الحصن» للإعلاميين صباح أمس، مدى خصوصية العلاقة بين الحصان وفارسه في عروض «كفاليا»، التي تتميز بترك الخيول فيها حرة على طبيعتها من دون استخدام سرج أو لجام في الغالب، إذ قدم الفارس جوليان وحصانه جولي عرضاً مميزاً اكتفى فيه الحصان بإشارات بسيطة من فارسه ليفهم المطلوب منه، ويتحركا معاً في انسجام كامل، هذا الانسحام نتيجة تدريبات استمرت على مدى ما يزيد على خمس سنوات، وهي لا تحدث إلا بين الحصان وفارسه فقط. كما تضمّن اللقاء الإعلامي عرضاً لعدد من الخيول المشاركة في «كفاليا قصر الحصن»، التي وصلت إلى أبوظبي منذ خمسة أيام على متن طائرة خاصة، قادمة من أستراليا، إذ كانت تقدم عرض «كفاليا» هناك لمدة عام كامل. منصّة واسعة من المقرر أن تقدم عروض «كفاليا قصر الحصن» تحت خيمة عملاقة تمتد على مساحة قدرها 2440 متراً مربعاً، ويصل ارتفاعها إلى 35 متراً لتمنح الخيول مساحة واسعة لتنفيذ العروض مع المدربين والفنانين. وعادة ما تتضمن العروض القيم والصفات النبيلة التي تشمل الاحترام المتبادل والتعاطف والصبر والثقة، والتي تترك أثرها المميز في نفوس المشاهدين، من خلال لوحات ساحرة ومؤثرة يشترك في تقديمها الخيول والبشر. وسيجري عرض الخيول وأداء الراقصين والفنانين أمام خلفية من الصور والأضواء المتغيرة باستمرار، التي تعرض على شاشة بقياس 60 متراً، لتضع المشاهدين في أجواء مبهرة. وعلى نحو مختلف عن عروض الأحصنة التقليدية، فإن جمهور «كفاليا في قصر الحصن» سيستمتع بالاستعراض، الذي سيقام على منصّة يبلغ عرضها 50 متراً تمنح الأحصنة القدرة على الانطلاق بأقصى سرعة لها، كما أنها تكون في بعض الأحيان محررة بشكل كامل من دون أي استخدام للجام. أرقام ومعلومات تنتمي «خيول كفاليا» البالغ عددها 50 حصاناً إلى 11 سلالة مختلفة، من فرنسا وإسبانيا والبرتغال وكندا والولايات المتحدةوأستراليا وهولندا. ويبلغ طول أصغر خيول كفاليا واسمه «تروبادور» 80 سنتيمتراً، وعمره 15 سنة، وهو من سلالة الأحصنة الصغير «مينياتور». أما أكبر حصان في العرض فهو «ميرلين»، ويبلغ طوله 180 سنتيمتراً وعمره ست سنوات وهو من سلالة «بيرشيرون». وبشكل عام يعتمد تدريب كفاليا على فهم ومعرفة احتياجات ومتطلبات ومشاعر الخيول. خلال العرض يستمر الأداء الذي يقدمه كل حصان لثماني دقائق حداً أقص حد، فيما يتضمن جدول أنشطتها لبقية اليوم التحمية والتعويض والرعاية، إضافة إلى أوقات الفراغ، إذ تحصل الخيول في كل يوم على حصتها من الرعاية والاهتمام التي تتضمن فترات للاستحمام والرعاية والتدليك والعمل مع المدربين والخيالة في حظائرها، كما يوجد في كل مربط ضمن الاسطبل نافذة واسعة تسمح للحصان برؤية جيرانه من الخيول والتواصل معهم. وأوضحت مدربة الخيول، فيرلاند فيرغسون، أن «العرض سيجمع بين الموسيقى والعروض الفنية والأكروباتية، من خلال قصة تعكس على مدى ساعة كاملة تاريخ الإمارات وتراثها وثقافتها، مرتكزة على خصوصية العلاقة بين الإنسان والخيل»، مشيرة إلى أن تجهيز العرض الذي يشارك فيه 50 مؤدياً و50 حصاناً استغرق مدة تراوح بين ثلاثة إلى خمسة أشهر، تضمنت البحث في الموروث المحلي وتاريخ الإمارات لتغيير العرض بالكامل ليتناسب مع ثقافة الدولة، والتدريبات وغير ذلك من تجهيزات. وذكرت فيرغسون أن «العرض يرتكز على عاملين أساسيين: الأول هو صفات الشخصية الإماراتية، وما تتميز به من كرم وشجاعة وضيافة، والثاني الإرث الثقافي للمنطقة، إذ تضمن العرض لوحات لصيد اللؤلؤ والغوص والصيد بالصقور». من جهته، أفاد مدير العلاقات العامة لفرقة كفاليا العالمية، إيريك باكيوت، بأن «عدد الخيول التي ستشارك في العرض 50 حصاناً من 11 سلالة مختلفة من الخيول الأصيلة، من بينها سبعة خيول عربية، وهي ضمن خيول الشركة، في حين يتولى رعاية الخيول فريق مكوّن من 20 شخصاً، ويتضمن المدربين وطبيباً بيطرياً وفنيي الرعاية الصحية والسائسين، بهدف توفير أجواء الراحة الكاملة والرعاية الصحية التي تحتاج إليها الخيول». وأشار إلى أن «الخيول العربية تتميز عن غيرها بذكائها الشديد وحساسيتها وقدرتها على فهم المدرب بسرعة وبالإشارة، ولذلك غالباً تؤدي عروضها حرة دون سرج أو لجام»، موضحاً أن «الخيول التي تشارك في العرض من الذكور، لأنه من السهل تدريب الخيول من جنس واحد فقط، وعموماً تتميز الذكور بسهولة تدريبها، وبجمال مواصفاتها الجسدية من استقامة الرقبة وطول الذيل، وغير ذلك من مواصفات جمال الخيول». من جانبه، ذكر بطي المهيري، من فريق هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، المشرف على فعاليات «قصر الحصن»، إن «اختيار الهيئة لعرض (كفاليا قصر الحصن)، جاء لقربه من ثقافة الإمارات، وقدرته على تجسيد الموروث الثقافي للدولة، والعادات والتقاليد التي يتميز بها المجتمع الإماراتي»، مشدداً على خصوصية العرض، الذي سيقام في أبوظبي لاستلهامه تراث المنطقة وملامح البيئة. الامارات اليوم