ابن فهد / جلسة وزارية. ابوظبي في 4 فبراير / وام / ترأس معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه اليوم الجلسة الوزارية التي عقدت تحت عنوان (مبادرة الابتكار الأفريقية) وذلك خلال اليوم الختامي للمنتدى العالمي للابتكارات الزراعية الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وبدعم من وزارة البيئة والمياه في الفترة من 3 إلى 5 فبراير الحالي بمركز أبوظبي الوطني للمعارض حيث شارك في الجلسة وزراء الزراعة والوفود الأفريقية بمناقشة الآليات الخاصة بتسريع اعتماد الابتكارات الزراعية وتسخير ما في خدمة زيادة الانتاج الزراعي. ورحب معالي وزير البيئة والمياه خلال كلمته في بداية الجلسة بالحضور .. مؤكداً أن هذه الجلسة تعقد في وقت نحن بحاجة ماسة فيه إلى تسريع وتيرة التنمية في قطاع الزراعة وتعزيز قدرته على مواجهة التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي والقضاء على الفقر في القارة الأفريقية وفي العالم على السواء. وقال ابن فهد إن قطاع الزراعة يمثل أهم القطاعات التنموية في القارة الأفريقية إذ تشكل الأراضي الزراعية حوالي 39 في المائه من مساحة القارة ويعتمد أكثر من نصف سكانها في معيشتهم على قطاع الزراعة وهي نسبة تفوق بكثير أي إقليم أو منطقة أخرى في العالم حسبما يشير تقرير الاحصائيات السنوية لعام 2012 الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) مع ضرورة الإشارة هنا الى التفاوت بين أقاليم القارة الأفريقية بل وبين دول الإقليم نفسه. وأضاف معالي وزير البيئة والمياه أنه وعلى الرغم من كل هذه الأهمية فإن مساهمة قطاع الزراعة في الناتج المحلي الاجمالي لا تتجاوز 32 في المائه وهي لا تتناسب مع ما يستهلكه هذا القطاع من موارد من جهة وتعكس تدني الانتاجية الزراعية من جهة أخرى حيث لا يزيد متوسط إنتاج الهكتار الواحد من الحبوب على 1.2 طن في إفريقيا مقابل 3 أطنان في الدول النامية ككل. وأوضح ابن فهد أن رفع مستوى الإنتاجية يمثل أحد التحديات الضخمة التي يواجهها قطاع الزراعة في أفريقيا الآن وفي المستقبل لا سيما في ظل التأثيرات السلبية التي ينطوي عليها تغير المناخ وفي مقدمتها تقلبات هطول الأمطار فإذا أخذنا في الاعتبار أن النسبة الأكبر من الزراعة في القارة هي زراعة مطرية فيمكننا أن ندرك حجم التحدي الذي يواجه القطاع الزراعي في أفريقيا والمصاعب التي يمكن أن يواجهها ما لم يتم اتخاذ التدابير المناسبة وفي أقرب وقت للتكيف مع هذه التأثيرات . وقال انه يكفي التذكير في هذا السياق الى توقعات الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ "آي بي سي سي" التي تشير الى أن تغير المناخ يمكن أن يتسبب في انخفاض غلة المحاصيل المزروعة على مياه الأمطار بنسبة 50 في المائه في بعض البلدان الأفريقية. ونوه معاليه أن توظيف التقنيات والابتكارات والممارسات الزراعية الحديثة في مختلف مراحل الإنتاج يمثل عنصراً هاماً في حزمة الحلول الممكن تطبيقها لمعالجة تدني إنتاجية القطاع الزراعي غير أننا يجب أن لا نقلل من حجم الصعوبات – المادية والبشرية - التي يمكن أن تحول دون الاستفادة الكاملة من الابتكارات الحديثة في القطاع الزراعي خاصة وأن أغلب الأراضي الزراعية في القارة موزعة على حيازات زراعية صغيرة. وأكد معالي وزير البيئة والمياه أننا في دولة الامارات العربية المتحدة ندرك الأهمية التي يمثلها توظيف التقنيات الحديثة والاعتماد على الابتكار في تطوير القطاعات التنموية المختلفة ومن بينها الزراعة ولكننا ندرك في الوقت نفسه أن الابتكار لن يحقق الأهداف المنشودة ما لم يأت في إطار إصلاح جذري وشامل للسياسات الزراعية في القارة والسياسات الأخرى الداعمة كتوفير مناخات مناسبة للاستثمار واعتماد مبادئ الشفافية والحوكمة وزيادة معدلات التمويل الموجهة للبحث العلمي وبناء القدرات وتحقيق التكامل الزراعي بين دول القارة. كما شدد ابن فهد على ضرورة أن تكون مبادرة الابتكار الزراعية التي تم الاجتماع بشأنها اليوم جزءاً من استراتيجية شاملة للنهوض بالقطاع الزراعي في إفريقيا وتعزيز قدرته على الاستجابة للتحديات المستقبلية المتزايدة وتمكينه من أداء دوره كقاطرة للنمو في القارة الأفريقية التي عانت الكثير من دوله لعقود طويلة من ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية قاسية حيث أشار معاليه الى أنه قد يكون من المناسب الإشارة في هذا السياق الى الاقتصاد الأخضر كاستراتيجية يمكن تبنيها للمساهمة في تضييق الفجوة الإنتاجية بين أفريقيا وأقاليم العالم الأخرى إذ يؤكد برنامج الأممالمتحدة للبيئة في تقريره حول الاقتصاد الأخضر أن ممارسات الزراعة الخضراء يمكن أن تزيد المحصول بصورة ملحوظة خاصة في المزارع الصغيرة. وأضاف ابن فهد "إننا نؤمن بأن إصلاح القطاع الزراعي في أفريقيا لن ينعكس إيجاباً على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في قارة أفريقيا فقط بل ستمتد آثاره الايجابية لتشمل العالم أجمع خاصة وأن هناك الكثير من المناطق الصالحة للزراعة في القارة لم تستغل حتى الان بصورة كاملة مثل إقليم السافانا في غيينا التي تساوي مساحته ضعف مساحة الأراضي المزروعة قمحاً في العالم". وفي ختام كلمته قال وزير البيئة والمياه أن دولة الامارات التي تتشرف باستضافة هذا المنتدى تجدد تأكيدها على دعم ومساندة كل الجهود الرامية الى تطوير القطاع الزراعي في القارة الأفريقية.. معربا عن أمله أن تكون جائزة الشيخ زايد لريادة الابتكار في قطاع الزراعة التي أعلنتها الامارات في افتتاح المنتدى يوم أمس حافزاً لتعزيز البحث العلمي في مجالات الزراعة والأمن الغذائي وتقود لتوليد المزيد من الابتكارات الزراعية في أفريقيا والعالم أجمع. ومن جانب آخر استعرضت وزارة البيئة والمياه خلال مشاركتها في المعرض المصاحب للمنتدى العالمي للابتكارات الزراعية تجاربها ومبادراتها في المجالين الزراعي والحيواني حيث تمثلت مشاركتها في هذا الحدث بجناح تستعرض من خلاله إنجازاتها ومبادراتها في المجال الزراعي والتقنيات الحديثة التي تستخدمها في هذا المجال وتمّ عرض فيلم تعريفي حول هذه المبادرات ومنها مبادرة "حلالنا" و"نخيلنا" و"إنتاجنا و"عضوي". وقد سلطت الوزارة الضوء خلال هذا الحدث على تقنية استنبات الشعير العلفي وهي أسلوب زراعة مبتكرة لإنتاج العلف الأخضر في أنظمة زراعة مغلقة باستخدام كميات قليلة من المياه وبدون استخدام مبيدات كيماوية حيث تتميز هذه التقنية بإمكانية إنتاج الأعلاف الخضراء في أي مكان بغض النظر عن صلاحية الأرض للزراعة كما تعمل على ترشيد استهلاك المياه بنسبة 90 في المائه مقارنة بالزراعة التقليدية بالإضافة إلى ذلك تضمن هذه التقنية توفير الأعلاف طوال العام وبالكميات المطلوبة للثروة الحيوانية وذلك لإنتاجيتها العالية جداً خلال فترة قصيرة لا تتجاوز 7 أيام حيث ينتج كل 1 كجم من البذور من 6 إلى 9 كجم علف أخضر خلال أسبوع واحد. كما تم تعريف زوار جناح الوزارة بتقنية تجفيف التمور والتي تم تبنيها من خلال استخدام غرف زجاجية مزودة بأرفف داخلية توضع عليها بهدف رفع جودة الإنتاج وزيادة تنافسيته بالأسواق المحلية والعالمية وخفض الفاقد من التمور بأساليب التجفيف التقليدية كما أن تقنية تجفيف التمور تعمل على وقاية الانتاج من التلوث والعوامل الجوية وتمتاز هذه التقنية بأنها تحافظ على الخواص الغذائية للتمر وانخفاض التكلفة التشغيلية وذلك لاعتمادها على الطاقة الشمسية في عملية التجفيف كما تمتاز بالمساحة التي يشغلها البيت الزجاجي البالغة حوالي 25 متر مربع بالإضافة إلى ذلك تعمل هذه التقنية على اختصار فترة تجفيف التمور والتي تعد من 4 إلى 7 أيام وذلك حسب الصنف ومرحلة النضج. واستعرضت أيضا الوزارة خلال جناحها بالمعرض تقنية الزراعة المائية والتي يتم فيها استبدال التربة بأوساط نمو مائية أو صلبة حيث يسهم هذا الأسلوب في ترشيد استهلاك المياه في الإنتاج الزراعي وإدخال التقنيات الحديثة في منظومة الإنتاج الزراعي المحلي وخفض استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية وتوافر الإنتاج الزراعي على مدار العام. كما تطرقت الوزارة إلى مبادرتها للزراعة العضوية "عضوي" والتي تسهم في المحافظة على النظام البيئي الطبيعي من خلال انتاج خضار وفواكه خاليه من استخدام المبيدات والكيماويات . وفي إطار مبادرة " نخيلنا" التي تهدف إلى تطوير جهود مكافحة آفات أشجار النخيل وتحديث قواعد البيانات الخاصة بأعداد النخيل وتعزيز المساهمة الاقتصادية لإنتاج النخيل والتمور في الناتج المحلي تم استعراض أحدث التقنيات المستخدمة وهي جهاز الكشف المبكر لسوسة النخيل الحمراء كما تم تعريف زوار الجناح بالخلايا الضوئية المستخدمة في المصائد الضوئية حيث تعمل هذه الخلايا الضوئية على ترشيد استهلاك الطاقة وخفض البصمة الكربونية مما يساهم في تنفيذ وتحقيق استراتيجية الامارات للتنمية الخضراء. ويأتي دعم الوزارة للمنتدى ومشاركتها بالمعرض المصاحب له تعزيزاً لجهودها الرامية إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية المتمثلة في تعزيز الأمن الغذائي ورفع معدلات الأمن الحيوي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتركيز على إدماج التقنيات الحديثة في الزراعة وذلك لأهميتها في زيادة الإنتاج الزراعي إلى جانب المحافظة على مبادئ الاستدامة من خلال الاطلاع والاستفادة وتبادل الخبرات والتجارب مع الدول الأخرى في المجال الزراعي. / مر. تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/مر/هج/ز م ن وكالة الانباء الاماراتية