جنيف - 6 - 2 (كونا)-- حث خبراء من الأممالمتحدة معنيون بحقوق الإنسان والغذاء والصحة والسكن والمياه وحظر التعذيب هنا اليوم جميع أطراف الازمة السورية على وقف استخدام معاناة المدنيين كأحد أساليب الحرب. وحذر الخبراء في بيان مشترك من مقر مفوضية الاممالمتحدة لحقوق الانسان هنا من "تراكم تقارير عن القصف العشوائي للمدنيين وحالات الاخفاء القسري والإعدام كحالات اخرى عن صور رعب الحرب في سوريا والتي تعكس الحرمان من الضروريات الأساسية للحياة والحرمان من الإغاثة الإنسانية كوسيلة من وسائل الحرب". واكد الخبراء ان "حرمان الناس من الحصول على الغذاء والماء وإعاقة حصولهم على الخدمات الصحية وتدمير مساكنهم تعسفيا كلها ممارسات تشكل انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان المحمية بموجب المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان". واضافوا ان هذه "الممارسات تصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية كما انها تشكل جرائم حرب وانتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي العرفي لما تسببه منهجية تلك الممارسات في معاناة للمدنيين". في الوقت ذاته أكد الخبراء ان "استهداف الوحدات الطبية والعاملين في المجال الطبي يجعل المدنيين هدفا للهجوم وتعريضهم لمعاملة لاإنسانية وعرقلة الإغاثة الإنسانية واستخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب مشددين على ان كلها ممارسات محظورة بشكل لا يقبل الشك". ولاحظ الخبراء انه "بصرف النظر عن عرقلة وصول المساعدات الإنسانية من خلال الحصار ونقاط التفتيش الخانقة وتنفيذ هجمات لتدمير المحاصيل وقتل المواشي وقطع إمدادات المياه فان هذه الممارسات تهدف بوضوح الى تجويع السكان مثلما يجري تجريف أحياء ومساكن بأكملها وتفاقم الوضع السكني مما تسبب في المزيد من النزوح". وتقدر الأممالمتحدة أن 3ر9 مليون سوري في حاجة ماسة الى المساعدة الإنسانية وان 5ر6 مليون منهم يعيشون في مخيمات داخل سوريا بعد أن فروا من ديارهم وتركوا وراءهم مصادر رزقهم واصبح أكثر من ستة ملايين في حاجة ماسة إلى مساعدات غذائية مستدامة. كما تشير الاممالمتحدة الى وضع ربع مليون شخص يعيشون تحت الحصار في مناطق مثل نبل والزهراء في ريف حلب والغوطة الشرقية وداريا والمعضمية في ريف دمشق والبلدة القديمة لمدينة حمص ومخيم اليرموك في العاصمة دمشق. وتقدر الأممالمتحدة أن أكثر من مئة الف شخص محاصرين داخل وحول مخيم اليرموك هم الآن في خطر من الموت جوعا أشد مما يعانيه بعض المحاصرين في مناطق أخرى فضلا عن تقارير عن سوء تغذية الأطفال والمشاكل الصحية المزمنة الناجمة عن عدم الحصول على المواد الغذائية الحيوية والمياه الصالحة للشرب. ووقع على البيان كل من المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء أوليفييه دي شوتر والمقرر الخاص المعني بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة أناند غروفر والمقرر الخاص المعني بالسكن اللائق راكيل رولنيك والمقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء كريستوف هينز. كما وقع على البيان المقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة اللاإنسانية خوان منديز والمقرر الخاص المعني بحق الإنسان في المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي كاتارينا دي البوكيرك. يذكر ان خبراء الأممالمتحدة لحقوق الإنسان هم جزء مما هو معروف بالإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان وهي أكبر هيئة من الخبراء المستقلين في حقوق الإنسان في الأممالمتحدة كآليات لتقصي الحقائق والمراقبة المستقلة التابعة للمجلس ومعالجة حالات قطرية محددة أو قضايا موضوعية في جميع أنحاء العالم. (النهاية) ت ا / ه ب كونا061840 جمت فبر 14 وكالة الانباء الكويتية