المعارضة السورية المسلحة تنتخب قيادة موحدة وتعلن مطار دمشق منطقة حربيةبيروت دمشق وكالات: قالت المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل من اجل اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد ان مطار دمشق الدولي اصبح الجمعة منطقة حرب وحذرت المدنيين وشركات الطيران من ان اقترابهم من المطار سيكون 'على مسؤوليتهم الخاصة'، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الناشطين يخشون هجوما بريا على عدد من ضواحي دمشق تتدفق عليها تعزيزات عسكرية الجمعة، بينما تستمر عمليات القصف والمعارك في محيط العاصمة وجنوبها. وتصاعد القتال حول العاصمة طوال الاسبوع الماضي مما اثار توقعات بين معارضي الاسد في الغرب بأن نهاية الاسد تقترب بعد 20 شهرا من الصراع الذي اسفر عن مقتل نحو 40 الف شخص. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه مبعوثون ان جماعات معارضة سورية مسلحة انتخبت في اجتماع عقد في تركيا قيادة موحدة تتألف من 30 عضوا الجمعة خلال محادثات حضرها مسؤولون أمنيون من قوى عالمية. وقال احد المبعوثين الذي طلب عدم نشر اسمه 'نظمت القيادة في عدة جبهات. نحن الآن بصدد عملية انتخاب قائد عسكري ومكتب اتصال سياسي لكل منطقة'. وتقول الحكومة السورية ان الموقف ليس كذلك وان الجيش يصد المعارضة المسلحة عن مواقعها في ضواحي دمشق وعلى مشارفها حيث تحاول تكثيف هجومها. ويقول كثيرون ممن يتابعون الاحداث على الارض ان الحديث عن قرب نهاية الاسد امر سابق لأوانه. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتابع القتال منذ بدايته في آذار (مارس) 2011 'اعتقد انه من غير المنطقي ان نتوقع ان المعركة وصلت الان إلى مراحلها الاخيرة.. التقدم الكبير لا وجود له الا في الاعلام. الموقف بالتأكيد ليس جيدا لأي شخص. الاقتصاد السوري يتهاوى لكن الظروف بالنسبة للثوار ليست جيدة ايضا... المناطق التي يسيطر عليها الثوار في حلب تجد طعامها بالكاد وهي مهددة بالقصف من جانب الجيش'. وقال لرويترز 'لكن من الواضح ايضا ان النظام ينسحب من مناطق عديدة ... والنظام تنهك قواه'. ومن الممكن ان يمثل قطع الطريق إلى المطار الذي يقع على بعد 20 كيلومترا من وسط العاصمة ضربة رمزية مهمة. وتعترف المعارضة المسلحة ان المنطقة ما زالت تحت سيطرة الجيش السوري. وقال نبيل العامر المتحدث باسم المجلس العسكري في دمشق إن قادة ألوية المقاتلين الذين يحاصرون المطار قرروا أمس ان المنطقة اصبحت منطقة حربية وان المطار ملئ بالعربات المصفحة والجنود. وقال ان المدنيين الذين سيقتربون منه اعتبارا من الآن سيكون ذلك على مسؤوليتهم. وقال ان المعارضة المسلحة انتظرت اسبوعين لاخلاء المطار من اغلب المدنيين وشركات الطيران قبل ان تعلن المنطقة هدفا حربيا. لكنه لم يقل ماذا ستفعل المعارضة المسلحة اذا حاولت طائرة الهبوط في المطار. وقال متحدث باسم المعارضة يوم الخميس ان المعارضة 'لن تقتحم المطار لكنها ستعيق الوصول إليه'. وعلقت شركات الطيران رحلاتها إلى دمشق منذ اقتراب القتال من المطار خلال الايام القليلة الماضية. وسعت واشنطن وحلفاؤها الاوروبيون والعرب إلى اسقاط الاسد بينما حرصت روسيا على دعمه في مجلس الامن الدولي. ورغم ظهور علامات تشير إلى قرب نفاد صبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما زالت موسكو ثابتة على دعمه. وقلل لافروف من شأن احتمال التوصل إلى حل دبلوماسي للازمة في سورية بعد محادثاته مع كلينتون والمبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي. وقال لافروف 'اتفقت روسياوالولاياتالمتحدة على أن يلتقي خبراؤنا في الأيام المقبلة مع الإبراهيمي ومسؤوليه لطرح الأفكار وتبادل الآراء بشأن كيفية المضي قدما نحو التوصل لحل'. وأضافت نسخة من تصريحات لافروف صادرة عن الخارجية الروسية أنه قال 'لن أقدم تكهنات متفائلة ولكنني سأقول أنني وجدت أنه من غير المبرر رفض طلب (الإبراهيمي) عقد اجتماع. وتشارك الولاياتالمتحدة في هذا الموقف'. وقال 'لننتظر ما سيسفر عنه هذا المسعى'. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان نقلا عن ناشطين ميدانيين ان 'الجيش يقصف البساتين المحيطة بداريا التي تتدفق عليها تعزيزات عسكرية'. واضاف المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويؤكد انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في البلاد ان 'معضمية الشام تقصف بعنف ونشرت تعزيزات كبيرة لمهاجمة البلدة على ما يبدو'. وفي دمشق، يقصف الجيش السوري الاحياء الجنوبية، حسبما ذكر المصدر نفسه الذي تحدث عن عمليات قصف ومعارك ليلية بين مقاتلي المعارضة والجنود في العاصمة وعدد من الضواحي. وفي شمال البلاد يحاصر مقاتلو المعارضة مطار منغ ويقومون بقصفه بقذائف الهاون بينما قطعت الكهرباء عن معظم بلدات محافظة حلب، حسب المرصد. واضاف ان اطلاق نار ودوي انفجارات سمع في محافظة درعا (جنوب) ومدينة بانياس الساحلية. وحسب المرصد، قتل 77 شخصا الخميس في جميع انحاء البلاد نصفهم في دمشق وريفها. ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية على نظام بشار الاسد في سورية ارتفعت حصيلة القتلى الى اكثر من 42 الف شخص.