شاهدت قبل أسابيع عدة تقريراً في برنامج (أماسي) الذي يعرض على فضائية الشارقة حول حملة إماراتية شابة تحت شعار (أرقام تتنفس)، وتابعت جزءاً من الحديث حول أهداف الحملة وما تقدمه الحملة من جهد تطوعي خاص لقضية اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري وغيرها من المخيمات في المملكة الأردنية الهاشمية والذي قدمته الأستاذة منى حارب التي آمنت بالفكرة وتنفيذها، وآمنت بلحظة حصادها لتقدم هذه الفتاة الإماراتية مع طاقم عملها نموذجاً حقيقياً واقعياً لمدى إنسانية الشعب الإماراتي ومسارعته للخير في كل مكان وفي كل القضايا الإنسانية بعيداً عن عوالم السياسة الشائكة. وهذه الحملة أجبرتني على متابعتها أيضاً في توفير (الكرافانات) وهي البيوت الجاهزة للغرض الإنساني نفسه في هذا الشتاء البارد فوق العادة، وكما أتابع في تويتر وإنستقرام فإن العمل القائم حالياً من فريق العمل التطوعي يثبت بأن الفكرة مهما كانت صغيرة أو بسيطة فبالإيمان والسعي والرغبة في المساعدة تتحقق، وقديماً قيل من سار على الدرب وصل. إن إشادتي بهذا العمل قد يظنه البعض مبالغاً به، فدولة الإمارات حكومة وشعباً سباقة إلى مد أيادي الخير إلى جميع الدول الشقيقة والصديقة التي تحتاج لمساعدة، وأذرع الإمارات الخيرية تمتد لكل مكان في أقاصي الجهات الأربع من العالم، وفي كل محنة لدولة تجد دوراً لإماراتي صديق (يعين ويعاون) كما يقولون، وهذا ديدن القيادة لدينا منذ أيام التأسيس الأولى، وهذا كلام منطقي صحيح. لكن إشادتي بهذا العمل بالذات لأنه ينطلق من فكرة فتاة بسيطة في جزء من أرض الإمارات شاهدت كما غيرها من المشاهدين مآسي الحرب السورية الحالية فرقَّ قلبها وتحرك فكرها لينتج هذا العمل المهم. إننا أحياناً نحتاج إلى مثل هذا التصميم الذي حظيت به حملة (أرقام تتنفس)، ونحتاج أيضاً إلى أن نتنفس أفكاراً غير تقليدية في كل المجالات، ومهما استصعبنا الفكرة، فتلك الحملة تعلمنا بأن بداية الغيث قطرة، وأن كل نبتة متى ما توفرت لها التربة الصالحة فإنها تثمر أطايب الثمر وأقول في النهاية شكراً لمنى حارب وفريقها فلقد أشعرتنا بأننا نتنفس حقاً. [email protected] The post أرقام تتنفس .. شكراً للفكرة الحية appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية