ناشد رئيس الحكومة الليبية علي زيدان جميع مواطنيه تجنب العنف في تسوية خلاف بشأن البرلمان المؤقت الذي كان من المقرر أن تنتهي ولايته أمس الجمعة في ظل مواجهة البلاد انقسامات عميقة بشأن مستقبل المجلس . وخرجت أمس تظاهرات في أغلب المدن رفضاً للتمديد وسط استنفار مسلح من أجهزة الدولة والميليشيات، فيما توالت التحذيرات من الاقتراب من المعسكرات بعد هجوم على مقر رئاسة الأركان الليلة قبل الماضية ونهب عتاد وعربات . وفي خطاب لتطويق التوتر، حث زيدان في بيان جميع المواطنين على الالتزام بالوسائل السلمية، وقال إن كل المطالب يمكن تنفيذها سلمياً ومن خلال الحوار . وأضاف أن الحكومة تحت أمر الشعب وأنها ستنفذ إرادته مهما كانت . ويشعر كثير من الليبيين بأن المؤتمر الوطني العام لم يحرز تقدماً في ظل الاستقطاب الواقع بين تحالف القوى الوطنية القومي وحزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين . وفي تجسيد لهذا الاستقطاب تحالفت كتيبة الزنتان مع تحالف القوى الوطنية بينما تحالفت كتيبة مصراتة مع القيادة الإسلامية . وأعلن المجلسان العسكري والمحلى ومنظمات بمدينة الزنتان أمس، عن رفضهم لقرار التمديد للمؤتمر الوطني ولخارطة الطريق التي أقرها المؤتمر . وأكدا في بيان على فشل المؤتمر لانشغاله في صراعات بين الكتل والأحزاب، ودعا المفوضية الوطنية العليا للانتخابات البدء فوراً في إجراء انتخابات مبكرة . وعبرت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا عن قلقها بشأن الاضطرابات السياسية وقالت في بيان إن على الزعماء السياسيين والثوار والقيادات الشعبية تفادي استخدام العنف "كوسيلة للضغط السياسي أو حل الخلافات" . وشهدت معظم المدن أمس احتجاجات على تمديد ولاية المؤتمر الوطني العام واحتشد الآلاف في ساحة الشهداء في طرابلس وبمدينة بنغازي في شرق البلاد، حيث طالب المتظاهرون بإجراء انتخابات جديدة أو أن تحل لجنة رئاسية محل البرلمان . وانتخب المؤتمر الوطني العام عام 2012 وكان من المفترض أن تنتهي ولايته أمس السابع من فبراير/شباط . لكن أعضاءه مدوا ولايته لإتاحة مزيد من الوقت للجنة خاصة لوضع مسودة الدستور الذي يعتبر خطوة أساسية في عملية الانتقال السياسي بليبيا . وطوق جنود من الجيش مبنى المؤتمر الوطني العام لمنع دخوله وأغلقوا الطريق المؤدي إليه، فيما حذر الناطق الرسمى باسم الغرفة الأمنية المشتركة ببنغازى، إبراهيم الشرع، المواطنين من الاقتراب من المعسكرات ومراكز الأمن والسجون . وقال الشرع في تصريح أمس الجمعة، إن الأوامر أُعطيت لعناصر الأمن بالتعامل بالقوة ضد كل من يقترب من الأماكن المذكورة أو أي مؤسسة حكومية . وأضاف أن عناصر الأمن تمركزت بالقرب من الأماكن الحيوية داخل بنغازي، لافتاً أن أجهزة الأمن جاهزة بكامل استعداداتها بوضع العديد من السيارات العسكرية بمداخل المدينة المختلفة للسيطرة على الموقف تحسباً لأي انفلات أمني قد يحدث، بينما اغتيل في بنغازي عصر أمس عاطف المدولي، أحد عناصر الأمن الخارجي سابقاً أثناء خروجه من مسجد الأنصار بمنطقة الحدائق . وقالت مصادر طبية إن المدولي تعرض لإطلاق نار من قبل مجهولين، وأصيب برصاصة في الرأس، أردته قتيلاً في الحال . وكان الجيش الليبي قد صد مساء الخميس هجوماً على مقر قيادته العامة في جنوب العاصمة طرابلس . وقال العقيد علي الشيخي "إن مسلحين مجهولين حاولوا دخول مقر قيادة الأركان، لكن الحراس صدوهم" . وأضاف المتحدث "ان المهاجمين نهبوا سيارات وبعض الأسلحة قبل ان ينسحبوا"، مؤكداً أن الهجوم لم يؤد إلى سقوط ضحايا . وقالت تقارير إن الهجوم أجبر رئيس الحكومة علي زيدان على الهبوط في مطار مالطا قادما من زيورخ، لكن حكومة مالطا قالت إن الهبوط تم بسبب "مشكلة تقنية" . (وكالات) الخليج الامارتية