بدأت عملية إجلاء المدنيين المحاصرين في أحياء حمص القديمة المحاصرة (وسط)، أمس، وخرجت الدفعة الأولى على متن ثلاث حافلات، وقال الممثل المقيم للأمم المتحدة يعقوب الحلو إن "أكثر من 80 طفلا وامرأة ورجالاً كباراً في السن تمكنوا من الخروج"، وعرضت قنوات تلفزيونية لقطات لخروج المدنيين، وسط وجود كبير لجنود وعناصر من الهلال الأحمر والأممالمتحدة، وأعلن محافظ حمص طلال البرازي أن المدنيين سيبدأون بالخروج، على أن يتم إدخال المساعدات بدءا من اليوم (السبت)، وأشار إلى أنه حسب "ما نقل إلينا من الأممالمتحدة، فإن العدد المتوقع كان 200 أو أكثر بقليل" . وفي وقت سابق، أفاد ناشطون أن وقفاً غير معلن لإطلاق النار سيمتد لأربعة أيام إفساحاً في المجال أمام إخراج المدنيين وإدخال المساعدات، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار 72 ساعة، وتقديم المساعدات لسكان حمص القديمة . وأعلن المتحدث باسم الأممالمتحدة فرحان حق أن المنظمة رحبت بالأنباء عن التوصل لاتفاق على هدنة إنسانية لمدينة حمص المحاصرة تتيح إجلاء المدنيين وتوصيل المساعدات، فيما شككت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سامانثا باور في نوايا الحكومة السورية، وقالت "نظراً لأن النظام السوري حتى هذه اللحظة وصف كل من يعيش في أراضي المعارضة بأنه إرهابي وهاجمهم على هذا الأساس، فلدينا لذلك ما يدعونا للتشكك الشديد"، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي "نرحب بالأنباء عن اتفاق قوات المعارضة داخل حمص والنظام، ما سيسمح بوصول مساعدات وإجلاء المدنيين"، ورأت أن "على النظام السوري أن يفي بالتزاماته" . وقدمت أستراليا ولوكسمبورغ والأردن إلى الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن الدولي مشروع قرار يطالب بالسماح لموظفي الإغاثة بحرية التحرك التام داخل سوريا، لكن روسيا رفضت القرار سريعاً وقالت إنه غير قابل للتنفيذ . وأوضح دبلوماسيون غربيون أن الأعضاء الخمسة الدائمين تلقوا مشروع القرار، لكنهم لم يجروا بعد مناقشات مكثفة حوله . وأشار فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى الأممالمتحدة إلى أن مشروع القرار لا يروق لموسكو ومخيب للآمال بشدة بل وأسوأ من بعض النصوص التي رأيناها قبل أشهر . ودان أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون الهجمات المتكررة التي تستهدف المدنيين في سوريا، ولا سيما البراميل المتفجرة التي تقصف بها القوات النظامية منذ أيام عديدة معاقل المعارضة في مدينة حلب (شمال)، وقال إن هذه التكتيكات "لها مفعول مدمر على المناطق الآهلة بالسكان"، واستخدامها يتعارض والقوانين الإنسانية الدولية، ودعا "كل الأطراف في سوريا إلى أن يبذلوا فوراً كل جهدهم لخفض مستوى العنف والتركيز على حل سلمي للنزاع" . واشنطن: سوريا باتت "مسألة أمن قومي" اعتبر وزير الأمن الداخلي الأمريكي جي جونسون، أمس، أن سوريا باتت "مسألة أمن قومي" بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة وأوروبا . وقال الوزير الأمريكي إن سوريا كانت موضوع النقاش الأول للدول الأوروبية ولنا، وأضاف غداة عودته من اجتماع عقد في بولندا لوزراء الداخلية في فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وايطاليا وبولندا: نركز على مسألة المقاتلين الأجانب الذين يتوجهون إلى سوريا، وتابع استناداً إلى عملنا وعمل شركائنا الدوليين نعلم أن أشخاصاً من الولاياتالمتحدة وكندا وأوروبا يتوجهون إلى سوريا للقتال في معارك النزاع هناك . وأشار جونسون إلى أنه وبالطريقة نفسها يحاول متطرفون بشكل نشط تجنيد غربيين وأدلجتهم وإعادة إرسالهم الى بلدانهم الأصلية لتنفيذ مهمات متطرفة، وقال لسنا وحدنا قلقين إن حلفاءنا الأوروبيين قلقون جداً ونحن مصممون بشكل جماعي على القيام بما يلزم، وأوضح أن مديري وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" والشرطة الفيدرالية "اف بي آي" يتشاركان أيضاً في هذا القلق . (أ ف ب) الخليج الامارتية