بل تصاعدت مع تفاعل الحراك الشعبي وتوالي الأحداث والقرارات, واحتدمت حتي وصلت إلي الدائرة الضيقة حوله وهم مجموعة المستشارين الذين اصطفاهم الرئيس مرسي واختارهم لمساعدته في إدارة مصر, فقد بدأ هؤلاء في تقديم إشارات واستشارات تنذر بخطورة وصول البلاد والعباد الي ماوصلت إليه من سفك للدماء وتدمير للبناء, وعلت النداءات للرئيس بين ان' يبادر او يغادر'.. ولعل التطور الأخير وماحدث من اشتباكات حول' قصر الاتحادية' وماصاحبه من موقف' مستشاري الرئيس' يضعنا أمام موقف لايحتمل التأويل..إذ لابد من الاختيار الحتمي بين طريق وبين آخر.. بين الاستمرار في النزيف الحاصل وبين الاستجابة لاستشارات المستشارين' السابقين'. والمشهد الحالي تتصدره اشتباكات واستقالات.. فقد بدأت الاشتباكات واندلعت الاستقالات بعد ان تقدم أيمن الصياد, والدكتور سيف عبد الفتاح, ومحمد عصمت سيف الدولة, أعضاء الهيئة الاستشارية للرئيس, باستقالاتهم, احتجاجا علي رد فعل مؤسسة الرئاسة علي الأحداث, إضافة الي زملاء لهم, في الدائرة الصغيرة حول الرئيس, تقدموا باستقالاتهم اعتراضا علي الإعلان الدستوري, الذي أصدره الرئيس22 نوفمبر الماضي, وهم:الكاتبة سكينة فؤاد والشاعر فاروق جويدة والدكتور سمير مرقص, كما قدم الإعلامي عمرو الليثي, استقالته من الهيئة الاستشارية للرئيس علي الهواء.. تطور مهم ان يتحول هؤلاء المستشارون من صفوف مساعدي ومؤيدي الرئيس إلي صفوف المعارضين, وقد يكون من بينهم من سعي الي القفز مبكرا من السفينة ويدعي البطولة بعبارات وعبرات كما يردد البعض, الا ان مايحدث من شبه اجماع يضع القرار أمام تحد لم يحدث من قبل ولايحتمل التأجيل وهو: ماذا بعد ان قال مستشارو الرئيس كلمتهم, وإذا كانت الآراء تتراوح بين التأييد والمعارضة والقبول والرفض, فإن موقف' المستشارين' الذين اختارهم الرئيس, ولديهم قدر من القبول لدي الرأي العام, قد وضع القرار الرئاسي في موقع الحسم للحفاظ علي الشرعية.