يزيد معدل طرد المهاجرين من الولاياتالمتحدة في عهد باراك أوباما 9 مرات عن معدله في عهود رؤساء أميركيين آخرين، وهذا يثير الاستفهام، لأن من المفترض أن لا يحدث هذا في عهد رئيس ديمقراطي ليبرالي. ابعدت الولاياتالمتحدة العام الماضي 360 ألف مهاجر لا يحملون وثائق قانونية، ويعني هذا أن ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما تطرد المهاجرين غير الشرعيين بمعدلات تزيد 9 مرات على معدلاتها قبل 20 عامًا. فقد طُرد في ظل الادارة الحالية حتى الآن نحو مليوني مهاجر، وبذلك يتفوق اوباما بفارق كبير على سائر الرؤساء الاميركيين الذين سبقوه في هذا المضمار. كلفة عالية في ظل سياسة الهجرة التي تنتهجها ادارة اوباما، لم تعد دوريات الشرطة تكتفي بضبط الحدود، بل تطوف انحاء الولاياتالمتحدة لاصطياد المهاجرين غير الشرعيين ورميهم عبر الحدود من حيث أتوا. ويكلف جهاز الترحيل الآن أكثر مما تكلفه سائر اجهزة إنفاذ القانون مجتمعة، بحسب مجلة إيكونومست، مشيرة إلى أن عمليات التسفير تمزق العائلات وتُفقِر الولاياتالمتحدة نفسها، وتحرم مئات ألوف العائلات في اميركا اللاتينية خاصة من التحويلات التي تحتاجها لسد رمقها. ويشير ناشطون حقوقيون إلى ما قدمه المهاجرون للاقتصاد الاميركي وخاصة في قطاع التكنولوجيا. وأسطع مثال على ذلك ساتيا ناديلا، رئيس مايكروسوفت الجديد المولود في الهند. حرمان من الأدمغة تبين الأرقام أن 50 بالمئة من الذين ينالون شهادة الدكتوراه بالعلوم والتكنولوجيا في الجامعات الاميركية هم من مواليد بلدان اخرى، ومثلهم أصحاب 80 بالمئة من براءات الاختراع في الصناعة الصيدلانية على سبيل المثال. ويحذر منتقدو سياسة اوباما تجاه المهاجرين من أن استمرار هذه السياسة سيحرم الولاياتالمتحدة من استدراج امثال ناديلا في المستقبل. ولا تقتصر المنافع على الكوادر التكنولوجية والمهندسين من أصول اجنبية بل أن المهاجرين غير الماهرين الذين يُشحَنون الآن كالماشية إلى المكسيك يثرون الولاياتالمتحدة ايضًا. فهم يكسبون رزقهم بعرق جبينهم ويرفدون خزينة الدولة بما يدفعونه من ضرائب ويسدون شواغر في سوق العمل يعرض عنها الاميركيون. وعلى المهاجرين، تعتمد مزارع الولاياتالمتحدة وفنادقها ومطاعمها، وكذلك العائلات التي يعمل فيها الزوج والزوجة وتحتاج إلى من يرعى الأطفال في غيابهما. كتبها الجمهوريون واثارت سياسة اوباما تجاه المهاجرين تساؤلات عن الأسباب التي تدفع رئيسًا ليبراليًا على ما يُفترض إلى اتخاذ مثل هذا الموقف اللاليبرالي والقاسي والعبثي، على حد تعبير إيكونومست. المدافعون عن اوباما يتذرعون بأنه ينفذ قوانين كتبها الجمهوريون من قبله، لكن ناشطين يقولون إنها ذريعة واهية، لأن الرئيس هو الذي يحدد اولويات السلطة التنفيذية التي لا تستطيع أن تقبض على كل من يخالف ايًا من ملايين القواعد الفيدرالية السارية في الولاياتالمتحدة. وبحسب هؤلاء الناشطين، يستطيع اوباما أن يعطل ترحيل المهاجرين الأبرياء، ويركز على من ارتكبوا جرائم خطيرة. ويُقدر أن هناك نحو 12 مليون مهاجر غير شرعي في الولاياتالمتحدة. ويرى ناشطون حقوقيون أن على اوباما، بدلًا من إبقاء ماكنة التسفير تعمل ساعات اضافية، أن يكشف فظاعتها ويقود بنفسه حملة لنزع انيابها وتقليم مخالبها. ايلاف