وَهمُ المسافرْ ماذا انتظرتَ من انتظاركَ هكذا و وجدْتَ أنَّكَ تائهٌ لا النَّاسُ ناسٌ و المحطةُ غير مدهشة و تنقطعُ الطريقُ بلا مفارق ثم تنزلُ تائهاً أيضاً على جفنيكَ أوجاعُ اختياركَ للوجوهِ و لن ترى ما كُنتَ منتظِراً فعُدْ متحرراً من حِمْلكَ المربوطِ في نعليكَ يا هذا الذي فتشتَ في ريشِ الحمامةِ عن مسافتِكَ الأخيرةِ و اقتسمتَ مع الدُّخانِ غشاوةً بكثافةِ الوهمِ الذي تحتاجهُ لتظلَّ مبتعداً يلازمكَ الهروبُ الى مدائن غير نائيةٍ لتعرفَ أنَّ آخرَ ما تريدُ هو الهدوءُ و صوتُهُ المحفورُ في أذنَيْكَ تسمعهُ فلا تدري كم استهلكتَ من دقاتِ قلبٍ غامرتْ فيه الحياةُ على طريقتِها فلا تبذلْ مزيداً من مساومةٍ مع الوقتِ السريعِ و خُذْ يديكَ من الطريقِ و لا تصافحْ بعدها وهمَ الوصولِ الى ينابيعِ الخلودِ و كُنْ رقيقاً حين تنظرُ في مراياكَ النظيفةِ باحثاً عن وجهكَ الآتي إليكَ من الوراءِ و بعدَ هذا كلهِ رتِّبْ بقيةَ ما لديكَ من الثيابِ على رفوفِ حقيبةٍ أخرى فقد تحتاجُها متحمِّلاً بَرْدَ انتظارٍ آخرٍ و على رصيفٍ آخرٍ. الاثنين 10/2/2014 دنيا الوطن