طالب صيادون في رأس الخيمة بإعادة النظر في قرار وزارة البيئة والمياه الصادر بشأن تنظيم وتصنيع واستيراد واستخدام "قراقير" صيد الأسماك، وقالوا إن هذا القرار يقود إلى تدهور مهنة الصيد وهي المصدر الوحيد لدخل غالبيتهم. وأكد الصيادون على التزامهم بقرار منع استخدام المنشل "المشخط" في رفع القراقير وحملها أرقاما موحدة وواضحة ومطابقة لرقم القارب بما فيها رمز الإمارة. وقال مصدر في وزارة البيئة والمياه إن القرار الذي تم اتخاذه بشأن تنظيم عمليات الصيد عبر تحديد مقاسات جديدة للقراقير يأتي للحفاظ على الثروات المائية الحية وتعزيز المخزون السمكي في الدولة. وأوضح أن هذا القرار تم اتخاذه بعد دراسات وافية قدمها خبراء الوزارة. وقال خليفة المهيري رئيس لجنة الصيد في رأس الخيمة إن قرار تحديد مواصفات القراقير لا يخدم المهنة، وإنما يكبد الصيادين خسائر كبيرة. وأضاف ل "البيان": يجب إعادة النظر في القوانين المقيدة لحركة الصيد والصيادين، خاصة تلك التي تحدد نوعية ومواصفات المعدات، لأن هذه الأدوات استخدمها آباؤنا وأجدادنا الذين سبقونا في المهنة، ولم يكن لها تأثير سلبي على الثروة السمكية، بالإضافة إلى أنه في حال تم تطبيق القرار ستكون الخسائر أكبر على الصيادين خصوصاً أن معظم عائدات الصيد تذهب إلى جيوب التجار، ولا يحصل الصيادون إلا على القليل. تراجع الدعم ويقول أحمد محمد علي الطابور »80 عاماً« ومارس الصيد في فترة مبكرة من عمره إن لديه 3 عمال آخرين يساعدونه على القارب وكلهم يعيلون أسرهم من هذا القارب. وأضاف: القرارات الأخيرة ضارة بالصيادين في ظل تراجع الدعم المقدم لهم من قبل الوزارة، مؤكداً أن المواصفات الجديدة للقراقير سترفع تكلفة الصيد لأكثر من 50%، لأن 20 نوعاً من الأسماك على الأقل لن يتم صيدها عند تطبيق هذه القرارات. وأضاف: هذا القرار لا يخدم صيادي رأس الخيمة لأن المقاس الجديد يستخدم للأعماق الأكبر وهذا غير متوفر في رأس الخيمة ونحن نستخدم القراقير الصغيرة في الصيد بالقرب من الشواطئ وتكون خاصة بصيد أنواع معينة كالصافي والشعري وسلطان إبراهيم، مشيراً إلى أن ذروة موسم الصد تكون غالبا بين شهري نوفمبر ومايو من كل عام، حيث تقترب الأسماك من الشواطئ عكس فترة الصيف التي تهاجر فيها الأسماك إلى الأعماق بحثاً عن درجات الحرارة المنخفضة. ويشاركه الرأي الصياد يوسف عبيد بخيت الذي يقول إن بيئة الصيد في رأس الخيمة مختلفة كلياً عن الإمارات الأخرى فالساحل هنا ممتد لأكثر من 5 كيلومترات داخل البحر علماً بأن الطراد الواحد لا يحمل أكثر من قرقورين، كما أن التيارات البحرية تلعب دوراً معاكسا في عمليات الصيد لاتساع الفتحات، لافتاً إلى أن القراقير الجديدة لها تأثير سلبي على الشعاب المرجانية لثقل وزنها. مشكلة الفتحات ويوضح حسن راشد الأصلي 60 عاماً أنه يمارس الصيد منذ 45 عاماً، وأن القرار الأخير جاء على الرغم من الاجتماع مع وكيل الوزارة حيث عرض الصيادون عينات عن فتحات القراقير المناسبة لبيئة الصيد في رأس الخيمة وفوجئنا بعدم الالتفات لما قدمه الصيادون، وبين أن كل سمكة لها فتحة معينة في القرقور، فالسمكة الصغيرة لها باع ونصف والمواصفات الجديدة للقراقير لن تمكن الصيادين من صيد معظم الأنواع وبالنظر إلى العوامل الأخرى مثل رحلات الصيد التي تستغرق ما بين 5 و8 ساعات فإن معاناة الصيادين ستتضاعف مستقبلاً حيث سيضطر الكثير منهم لعدم الإبحار إلى المناطق العميقة والاكتفاء بالصيد قريبا من الشواطئ. وقال عبدالله يوسف العلي 60 عاماً : رحلة الصيد تكلف 350 درهماً وإذا كان العمق أكبر تتكلف 600 درهم، والطراد في السابق يحمل 10 قراقير من المقاس الصغير، لافتاً إلى أن القراقير الجديدة ستتحطم بسرعة بفعل التيارات البحرية وكثرة الحركة، ويكون خاصاً بالأسماك كبيرة الحجم، أما القرقور الصغير فيستطيع صيد أكثر من 20 نوعاً من الأسماك. دخلاء على المهنة وحول الاتهامات المتبادلة بين الصيادين والوزارة حول الصيد الجائر أكد الصيادون براءتهم من هذه التهمة ملقين بالمسؤولية على السماح للصيادين غير المواطنين بممارسة المهنة، مشيرين إلى أن البحر مصدر رزقهم الوحيد وهم أكثر حرصاً في الحفاظ على بيئتهم البحرية، وطالبوا بتفعيل الرقابة وتشديدها على البحارة الآسيويين الذين يستخدمون خطاطيف في القراقير بطريقة التغطيس "الشواح" حيث يتم إنزالها إلى قاع البحر وجرها لمسافات كبيرة مما يتسبب في تدهور البيئة وتدمير الأحياء القاعية. وخطورة تلك الطريقة أنها تعمل على إثارة الرسوبيات القاعية وتعكير المياه وقتل الكائنات الثابتة فيما يعد تدمير الشعاب المرجانية واقتلاعها من أماكنها أثناء عملية السحب للوصول إلى مواقع القراقير من أكثر الأضرار المباشرة تأثيرا على البيئية البحرية حيث أن بيئة الشعاب المرجانية من أهم البيئات لما تتميز به من تنوع بيولوجي وإنتاجية عالية إلى جانب أنها تمثل موائل للعديد من الكائنات البحرية ويؤدي تدميرها إلى فقدان التنوع البيولوجي وخاصة مواقع حضانة وتكاثر الأسماك. قرار ينص قرار وزارة البيئة الجديد على إلزام الصيادين باستخدام "القراقير" وفقا لمواصفات محددة ومنها ألا يقل ارتفاع القرقور عن 80 سنتيمترا، وأن لا يقل طول قطر قاعدة القرقور عن 175 سنتيمترا، فيما لا تقل فتحات القراقير عن 3.8 في 3.8 سنتيمتر. البيان الاماراتية