“جاور بحر وإلا ملك” مثل شعبي أو حكمة معروفة ومشهورة يرددها الآباء والأجداد، وهي حكمة لم تأت من فراغ، فالاستقرار بجوار البحر أو الملك يخلق فرصاً جيدة للعمل والعيش والاسترزاق، وتأتي تلك الفرص بجوار البحر من خلال عملية الاصطياد ومهنة الصيد التي تمثل محركاً رئيسياً للكثير من فرص العمل المرتبطة بها مباشرة وكذا المرتبطة بها بشكل غير مباشر. كانت هذه هي الفكرة التي على أساسها ذهبنا لإنجاز مادة صحفية حولها في ميناء الاصطياد السمكي بالحديدة...لكننا غيرنا رأينا بعد لقاءاتنا مع عدد من الصيادين الذين طرحوا علينا عدداً من القضايا والإشكاليات التي تعترضهم في البحر الأحمر وتهدد مستقبل مهنتهم التي يستفيد منها كثيرون ممن هم ليسوا بصيادين أكثر من استفادة الصيادين أنفسهم...ولأهميتها تخلينا عن فكرتنا لتتركز على أهم ما طرحه الصيادون من مشاكل وقضايا تعترضهم ولسان حالهم يصرخ بصوت عال:”يا بحر من يحميك” لنجعل من لسان حالهم عنواناً لهذا الملف كانت أبرز القضايا والمشاكل التي طرحها علينا الصيادون وأهمها حسب تقديرنا هي مشكلة العبث والتدمير لمواقع الصيد والمستوطنات السمكية والشعاب المرجانية في مياهنا الإقليمية وذلك من قبل سفن صيد تجارية أجنبية وهي سفن وقوارب الصيد المصرية التي يسميها الصيادون اليمنيون “الجرافات المصرية” التي تجرف الأخضر واليابس وتمارس عملية تدمير واسعة للشعاب المرجانية والأشجار القاعية والبيئة البحرية التي تلجأ إليها الأسماك وتستوطنها وتعتمد عليها في تكاثرها واستخدامها كملاجئ ومخابئ ومأوى تحتمي بها وتحمي فيها بيوضها وصغارها...الأمر الذي الحق الضرر الكبير بتلك الشعاب والمستوطنات ويؤدي إلى هجرة الأسماك المستوطنة وانقراضها في مساحات واسعة وشاسعة من مياهنا الإقليمية وقد أثر ذلك كثيراً في عمل الصيادين وقلة انخفاض صيدهم ودفعهم للسفر للأعماق البعيدة ومواجهة أخطاء عديدة. مزيداً من التفاصيل... المهمة كبيرة.. والإشكالات أكبر الإبحار وسط النار رابط الصفحة اكروبات (1) (2)