القاهرة (الاتحاد) – أعلن عبد المنعم أبوالفتوح رئيس حزب «مصر القوية»، أمس، رفضه الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر التي يتوقع ان يتم اجراؤها خلال أبريل المقبل، وهو الموقف الذي اعتبره العديد من السياسيين المصريين تعبيراً عن إدراك أبوالفتوح الذي حل رابعاً خلال الانتخابات الرئاسية عام 2012 استحالة المنافسة في ظل ترجيحات بإعلان وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي دخوله سباق الرئاسة خلال الأيام القليلة المقبلة. واعتبر أبوالفتوح في مؤتمر صحفي «أنه لا يوجد مسار ديمقراطي» وقال «إنه يحترم كل الذين ضغطوا عليه من أجل ترشحه للرئاسة لكنه يرفض المشاركة في عملية انتخابية لا تتوافر فيها الضمانات الكاملة». وأوضح مراقبون ل»الاتحاد» أن عدم ترشح ابوالفتوح جاء لسببين رئيسيين، الأول هو ادراكه أن حزب «النور» والتيار السلفي - الذي دعمه خلال انتخابات 2012 - يتجه لتأييد السيسي وبالتالي فقدان أية إمكانية لحشد الأصوات السلفية، والثاني هو أن تنظيم الإخوان الذي كان ابو الفتوح ضمن قيادته حتى 2011 - يسعى للحيلولة من دون نزول عدد من المرشحين لبعث رسالة داخلية وخارجية مفادها رفض خريطة الطريق التي اعقبت ثورة 30 يونيو ونزع الشرعية عن الرئيس الجديد. وقد أعلن حزب «النور» السلفي ترحيبه بقرار أبوالفتوح، وشدد صلاح عبد المعبود عضو المجلس الرئاسي للحزب على أن المرحلة الراهنة لا تتحمل مرشحاً من التيار الإسلامي، وعلى ضرورة السعي للالتفاف حول مرشح توافقي. بالتوازي، تواصلت ردود الفعل على اعلان حمدين صباحي القيادي الناصري ورئيس «التيار الشعبي» خوضه الانتخابات الرئاسية. وكان من اللافت هو رفض قيادات ناصرية مهمة تأييد الصباحي والتأكيد على دعم السيسي، ومن ابرزهم عبد الحكيم عبد الناصر نجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والمخرج خالد يوسف، والكاتب عبد الحليم قنديل والصحفي عبد الله السناوي. وذكرت مصادر ل»الاتحاد» أن ترشيح حمدين - الذي حل ثالثاً بنحو 4 ملايين صوت في الانتخابات الرئاسية السابقة - كان تعبيرا عن لحظة انفعالية وأنه ربما يتراجع عن قراره خلال الايام المقبلة مع إعلان السيسي برنامجه الرئاسي. وذكرت هبة ياسين، المتحدث الإعلامي للتيار الشعبي، أن إعلان صباحي الترشح للرئاسة لم يكن معداً له مسبقاً وجاء كرد فعل طبيعي بعد مطالبة عدد من أهالي الشهداء له بالترشح خلال حفل التأبين للجندي والشافعي وعمرو سعد. وأوضحت أن صباحي استجاب لمطالب الشباب الذي ناشده خلال المؤتمر بالترشح وخوض الانتخابات، ولكن قراره جاء بشكل شخصي، وانه سيتم بشكل رسمي إعلان التيار الشعبي موقفه بعد اجتماع مجلس الامناء خلال أيام. وأشارت مصادر داخل «التيار الشعبي» في تصريحات ل»الاتحاد» إلى أن صباحي كان يقع تحت ضغط كبير من شريحة كبيرة من الشباب المطالبين بترشحه للرئاسة، بل إن البعض من الشباب كانوا يرسلون إليه رسائل نصية على هاتفه المحمول تطالبه بالترشح وتهدده بالانتحار إن لم يترشح، والبعض الآخر هدد بخروج 3 ملايين شاب ممن قاطعوا الاستفتاء على الدستور الأخير بالنزول امام منزله لمطالبته بالترشح، مما وضعه في موقف محرج خاصة بعد الأنباء التي ترددت حول عزم السيسي الترشح لرئاسة الجمهورية لما يتمتع به من شعبية كبيرة لدى المصريين. وتابعت المصادر «ان الآراء داخل التيار الشعبي المصري انقسمت ما بين مؤيد لترشح صباحي، باعتبار أنه مرشح الثورة المدني والوحيد القادر على تحقيق أهداف ومطالب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، مهما كانت النتائج، وما بين رأي مؤيد للتنحي عن فكرة الترشح باعتبار أن من سيقف في مواجهة السيسي فى الانتخابات هو خاسر لا محال، والأولى ألا يضيعوا جهودهم في حرب نتائجها المعلومة مسبقًا سلبية، وان يركزوا على التخطيط الجيد للانتخابات البرلمانية المقبلة للحصول على أعلى نسب مقاعد فى البرلمان الجديد ليكن لهم الحق فى اتخاذ القرار في الحكومة المقبلة وتولي ملف «العدالة الاجتماعية». ... المزيد الاتحاد الاماراتية