اقتربت ملامح الخريطة الانتخابية الرئاسية المصرية من الاكتمال بعد ان اعلن المرشح الناصري حمدين صباحي دخول السباق، فيما اعلن المرشح الاسلامي عبدالمنعم ابوالفتوح مقاطعته للانتخابات، رفضا لما سماه ‘المشاركة في التدليس على الشعب'، واحتجاجا على ‘جمهورية الخوف التي اقامها النظام الحالي' حسب تعبيره. وفي غضون ذلك بدت حركة ‘تمرد' التي ساهمت في الحشد لمظاهرات الثلاثين من يونيو/ حزيران الماضي، على شفا الانهيار، بعد ان اعلنت تجميد عضوية ثلاثة من قياداتها بسبب تأييدهم لحمدين صباحي، الذي يتهمه انصار الرئيس المعزول محمد مرسي بأنه ارتضى لعب دور الكومبارس للمشير السيسي من اجل اضفاء طابع ديمقراطي على الانتخابات التي يتوقع انصار المؤسسة العسكرية ان يفوز فيها السيسي باكتساح. واعلن مؤسس ‘تمرد' محمود بدر اصراره على دعم السيسي، مؤكداً انه لن يتخلى بأي حال عن الدفاع عن بقاء الحركة نبضاً حياً تجسد رغبات وأماني الشعب الذي استجاب لها منذ مولدها. وشدد على انه لا توجد اي اهداف شخصية له من وراء دعم السيسي حال ترشحه الا الدفاع عن وحدة مصر التي ينتظر شعبها حصد ثمار ثورتيه'25 يناير و30يونيو' حسب تعبيره'. وفيما يتكشف بجلاء عمق الازمة بين الفريق المؤيد للسيسي والمناهض له اتهم حسن شاهين، المتحدث الرسمي باسم حركة تمرد، محمود بدر، مؤسس الحركة، بأنه تلقى أموالا من جهات لم يسمها بهدف تأييد المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والانتاج الحربي للرئاسة. وتابع يقول ‘ رحم الله رجالا كانوا مع الثورة' وتابع ‘شاهين' في تغريدة اطلقها عقب تفجر الخلاف على موقع ‘تويتر' ‘محمود بدر اعلن اني برة حملة تمرد عشان ايدت حمدين صباحي وهو اتعرض علية مبالغ مالية عشان يرشح شخص بعينة'. وتشير معلومات الى ان غالبيه مكاتب الحركة الادارية بطول البلاد وعرضها ما زالت متماسكة في دعم السيسي رغم خروج بعض القيادات على قراراتها غير ان اعلان حسن شاهين ومحمد عبد العزيز تسبب في رد عنيف وسريع من قبل الموالين للسيسي . واعلنت قيادات الحركة الدعوة لجمعية عمومية طارئة للنظر في التجاوزات التي تمس سمعة ‘تمرد' التي اتهمت الخارجين على ثوابتها بسرقة الصفحة الرسمية للحركة على ‘فيسبوك' إلا أن المتهمين بدعم صباحي خرجا عن صمتهما ليردا على اتهامات محمود بدر وبقية أعضاء تمرد ببيانات رسمية. وقال شاهين في بيان له نشره عبر صفحته على ‘فيسبوك' ان الموقعين على هذا البيان من مؤسسي ومسؤولي اللجان والمكاتب التنفيذية لحركة تمرد في مختلف المحافظات، يعلنون وجهة نظرهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بدعمهم للمناضل حمدين صباحي . ووصف البيان صباحي بانه صاحب مشروع ورؤية على خط ثورة 25 يناير وموجتها الأعظم في30 يونيو، وبرنامج يضع نصب عينيه العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. من جانبه جدد محمد عبد العزيز القيادي بحركة تمرد وعضو لجنة الخمسين، دعمه الكامل لحمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي، وقال في تغريدة له امس : أحترم من يختلفون معي في الرأي ومن يتفقون، مذكراً بان الديمقراطية تتيح لأي مرشح أن يخوض معركة الانتخابات الرئاسية سواء حمدين صباحي أو السيسي ومن حق أي مواطن أن يؤيد من يشاء. ومن المقرر أن تعقد الحركة اليوم الاثنين جمعية عمومية طارئة لتحديد الإجراءات التي ستتبعها مع أعضائها المخالفين لقرار الحركة بمركز إعداد القادة وبحضور كل ممثلي تمرد بالقاهرة والمحافظات. وقد اسفرت الخلافات بين قيادات الحركة عن حالة من الفرح بين انصار الرئيس المعزول حيث زخرت العديد من الصفحات الخاصة بشباب الاخوان على مواقع التواصل الاجتماعي بنقل وقائع الحرب الكلامية بين الفريقين، معتبرين الامر بأنه بمثابة انتقام الهي بسبب ما اعتبره انصار للرئيس المعزول تآمراً دبرت له حركة تمرد ضد الجماعة ورئيسها.