ترقب الشارع المصري طويلا حسم قضية ترشح وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي لانتخابات الرئاسة، التي فسرها البعض بأنها نتيجة طبيعية لرغبة ومطالب شعبية صاحبت ثورة 30 يونيو، بينما رآها الطرف الأخر بأنها النتيجة المنطقية لانقلاب 3 يوليو الماضي، وعزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي. فما ان جاء قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصري الاثنين الماضي بتفويض وزير الدفاع السيسي بأن يتصرف وفق ضميره الوطني في الترشح لرئاسة الجمهورية من منطلق احترام وإجلال رغبة الجماهير العريضة، حتى تنفس المؤيدين لذلك الصعداء مرحبين بترشح السيسي، في حين تأكد للمعرضين التوجه المسبق والمعد لاستحواذ المؤسسة العسكرية على كرسي الرئاسة من جديد. وقد سبق بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصري بشأن ترشح السيسي للرئاسة، القرار الجمهوري الذي أصدره الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور بترقية الفريق اول عبدالفتاح السيسي الى رتبة مشير، وهي أعلى رتبة في الجيش المصري، مما ساهم في رفع توقعات الشارع المصري بحتمية خوض وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي غمار انتخابات الرئاسة. وفي ذات الصدد كشفت مصادر لصحيفة الوطن المصرية ان اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة شهد نقاشاً مطولاً استمر لست ساعات حول ترشح السيسى للانتخابات الرئاسية المقبلة، مستعرضا الضغوط الأمريكية على المؤسسة العسكرية لمنع ترشح شخصية عسكرية للرئاسة. وبحث المجلس الأعلى مخاوف البعض من تفسير خوض السيسى لانتخابات الرئاسة بأن الجيش تدخل من البداية لهذا الهدف، فيما ذهب أعضاء المجلس بحسب الوطن المصرية إلى أن هذه المزاعم لا محل لها إذا قرر الشعب المصري بإرادته مطالبة السيسى بالترشح لإنقاذ البلاد من الأزمة الحالية. وبحسب مراقبين ان إعلان ترشح عبدالفتاح السيسي سيؤثر بالضرورة على المرشحين الآخرين الذين لم يعلقوا بشكل مباشر على ترشحه، باستثناء المرشح السابق للرئاسة حمدين صباحي الذي صرح ان ترشح السيسي ليس في صالح الثورة، وأضاف انه سيثير الكثير من المخاطر والانتقادات للمؤسسة العسكرية . وطالب صباحي في حوار تلفزيوني سابق "أن على المؤيدين لترشح السيسى للرئاسة أن يراعوا حدة مخاطر تقسيم وحدة الشعب والجيش، لذا فان الشعب المصري مطالب بتوازن الأمور واختيار الأنفع لإدارة الدولة في الفترة المقبلة". في حين نقل الموقع الالكتروني لصحفية اليوم السابع المصرية ان إعلان ترشح السيسي جعل موقف المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي صعبا للغاية، في ظل ما يحظى به السيسى من دعم وتأييد شعبي وسياسي. ونقل الموقع عن مصادر مقربة من "صباحي تفيد بأنه مصاب حاليا بحالة من التردد والقلق نتيجة زيادة الضغوط عليه وتخلى جبهة الإنقاذ وجزء من التيار الناصري عن دعمه، بينما أشار مكتبه الإعلامي أن الموقف النهائي لحمدين صباحي من خوض الانتخابات سيعلن خلال أيام. من جهة أخرى أشار أمين عام حزب الوفد المصري حسام الخولي أن نزول المشير عبد الفتاح السيسى لمعركة انتخابات الرئاسة سيعيد حسابات أي شخص يفكر في ترشحه للرئاسة، ومن بينهم حمدين صباحي وسامي عنان وغيرهم من الشخصيات. في حين أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور عمرو هاشم ربيع أن على عبد الفتاح السيسى أن يضع برنامجا قويا لخدمة الشارع المصري، داعيا صباحي وغيره من المرشحين أمثال أحمد شفيق وسامي عنان وعمرو موسى الى دخول السباق الرئاسي، حتى لو على سبيل المنافسة، لتكون هناك منافسة قوية بين عدد كبير من المرشحين. وفي موقف معارض أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانا انتقدت فيه ترشيح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للرئاسة، واعتبرت أن بيان المجلس العسكري بتفويض السيسي يؤكد على أن ما حدث في الثالث من يوليو هو انقلاب عسكري متكامل الأركان. وأضاف البيان "ان المجلس العسكري يرشح رئيسه للهيمنة على الحياة السياسية في مصر، بينما وصفت قرار تقديم الانتخابات الرئاسية على البرلمانية بأنه قرار باطل، وإن الدافع وراء ذلك هو "هوس السيسي بمنصب الرئاسة ولهفته له" بحسب ما ذكر بيان الجماعة. وطالبت الجماعة القوى المدنية التي دعمت الإطاحة بمرسي بأن تتراجع عن موقفها الداعم لسلطة الانقلاب. الجدير ذكره ان اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة في مصر قد بدأت استعداداتها لإجراء الانتخابات بعد قرار الرئيس المؤقت عدلي منصور بإجراءها قبل البرلمانية، والقاضي بان تقام انتخابات الرئاسة ما بين 30 إلى 90 يوما من تاريخ العمل بالدستور.