اعتبر عدد من قيادات منظمات المجتمع المدني التي تعني بالطفولة أن وثيقة الحوار تؤسس لنقلة نوعية في واقع الطفولة اليمنية، وباعتبار أن الوثيقة هي خارطة طريق للمستقبل الأجمل والأرغد، فقد حظيت الطفولة وهي المستقبل باهتمام لافت في نصوصها التي جاءت محصلة لنقاشات غنية وطويلة شهدتها قاعات المؤتمر لأشهر طويلة وضعت على طاولات النقاش كل قضايا الوطن خاصة منها تلك التي تؤسس للمستقبل. واعتبروا في أحاديث ل(المركز الإعلامي) أن الطفولة وقضاياها حضرت بما يليق بها في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وأن هذه المخرجات تعد مدخلاً هاماً نحو الحقوق الأساسية للطفولة خاصة وأنها حسمت قضايا كانت شائكة، ولم يبق إلاً أن تتحول إلى واقع يحدث نقلة نوعية في أوضاع الطفولة في اليمن. مخرجات موفقة يعتقد جيري فارل مدير مكتب منظمة رعاية الطفولة الدولية في اليمن أن المخرجات كانت موفقة إلى حد كبير فيما يخص قضايا الطفولة وخصوصاً في قضية الزواج المبكر وقضايا الأطفال أثناء النزاعات المسلحة, وتمنى أن ترى تلك المخرجات فعلياً طريقها للتنفيذ وتطويرها بشكل قوانين واضحة وملزمة حتى يسهل تنفيذها وتقييمها, مؤكداً في الوقت ذاته تفاؤله بتلك المخرجات خصوصاً وان الذين عملوا عليها كانوا من الرائعين وفيهم الكثير ممن تعامل أو يتعامل مع قضايا الطفولة المختلفة في اليمن. شراكة حقيقية فيما يرى ماجد الحميدي مسؤول الحماية بمؤسسة شوذب للطفولة والتنمية أن أهم نقطة ناقشها مؤتمر الحوار هي تحديد سن الزواج للصغيرات مؤكداً على ضرورة البدء في تحويل المخرجات إلى قوانين ومن ثم القيام بتنفيذها لتكون على أرض الواقع وليس مجرد تشريعات. وأشار الحميدي إلى أنه كان من المفترض أن يخرج مؤتمر الحوار بتوصية تخص توحيد السن في التشريعات والقوانين المختلفة ووضع خطوات عملية للرعاية الاجتماعية وتحديد ميزانية تخصص لدور التأهيل والتأمين الصحي ولبرامج الأطفال. وطالب الحميدي بتفعيل شراكة حقيقية بين كل من المجتمع المدني والحكومة والقطاع الخاص فيما يخص الطفولة ليتحمل الجميع مسئوليته تجاه هذه الشريحة الهامة في المجتمع. أكملت النواقص من جانب آخر أكد رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة أحمد القرشي أن المخرجات كانت إجمالاً جيدة خصوصاً وأنها استدركت الكثير من النواقص ونقاط الضعف الحاصل في التشريعات الحالية خصوصاً فيما يخص الطفولة, منوها انه اذا ما وجد اي ضعف في المخرجات فيمكن استدراكه من خلال الصياغة النهائية للدستور والقوانين الجديدة . وقال القرشي: "نشعر أن بعض المخرجات بحاجة لمراجعة وإخراج مناسب يراعي التدرج والمرحلية والخصوصية اليمنية ومستويات الوعي والقدرة على تنفيذها مثل قانون منع تجنيد وإشراك الأطفال في الصراعات المسلحة وقانون الزواج المبكر, لكن المهم لدينا هو النظر من قبل المشرعين إلى الطفل بعيدا عن أي تجنحات أو اصطفافات سياسية أو مذهبية أو مناطقية أو توظيف أو اتجار ومزايدة". إطارات عامة فيما اعتبر مدير دار التوجيه للأحداث في اليمن محمد العرافي أن ما خرج به الحوار الوطني بخصوص الأطفال الواضح مأنها جرد إطارات عامة فقط أما جوهرها وماهيتها فلم تلبي فعلاً ما يطمح إليه, متسائلاً عن الحقوق الخاصة التي تناسب جميع فئاته العمرية بمختلف أنواعها, وتساءل أيضاً عن البرامج التي تعالج السلوكيات الخاطئة لدى الأطفال أصحاب العنف (الأحداث الجانحين) أو اعداد برامج معينه تخاطب كل فئة من الاطفال لتعمل على دمجهم في المجتمع. وقال العرافي: "كنت أتمنى أن يكون في الحوار متخصصين بقضايا الأطفال الجانحين, كما لم تنزل أي لجنة لدار الأحداث خصوصاً التي عملت التقرير عن الدار ولم يلتق احد بهذه الشريحة التي إما أن تكون مساهمة في بناء المجتمع والوطن أو هدمه. ودعا العرافي الى أن يتضمن في الدستور القادم آلية عقابية للأسر التي تعمل على انحراف أبنائها وتزج بهم في الشوارع أو القيام بممارسات غير أخلاقية وأن تتضمن القوانين مؤشرات تعمل على الاهتمام بشريحة الاحداث. قضايا هامة من جانبها ترى رئيسة مؤسسة سام للطفولة والتنمية الاعلامية بثينة القرشي أن الحوار الوطني يعد نقلة نوعية ومخرجاً أساسياً ووحيداً من الاقتتال السياسي رغم بعض السلبيات التي رافقت الحوار, مشيرة إلى أن قضية الأطفال طويلة والحديث عنها ذو شجون لكن المؤتمرون حاولوا أن يسخرون بعض البنود التي تخدم الطفولة في البلد , والتي تعاني الكثير من الإهمال. ونوهت الى أن اتفاقية حقوق الطفل ما زالت مغيبة عن أرض الواقع وأن ما يدور مجرد تنظير, مشيرة الى أن مؤتمر الحوار قد ناقش عدة قضايا هامة للطفولة مثل العمالة والتسرب والتعليم والحقوق الأخرى وتضمنتها المخرجات، ولكن هناك قضايا أخرى ما زالت مغيبة منها حق الجنسية لهذا الطفل والعنف الذي يشاهده الأطفال في عموم الجمهورية . وأكدت القرشي على ضرورة أن تكون مخرجات الحوار الوطني مطبقة على أرض الواقع الملموس. واختتمت تصريحها قائلة: "مازلنا كأشخاص ومنظمات مجتمع مدنى تعمل في حقل الطفولة نحلم بواقع أفضل للجيل القادم واعتقد من وجهة نظري الشخصية أن أعضاء المؤتمر حاولوا قدر المستطاع إدراج أهم القضايا البارزة وتناسوا بعضها.. لكن نص البلاء ولا كله". مؤتمر الحوار الوطني اليمن