تستأنف اليوم مفاوضات الجولة الثانية حول السلام في سورياجنيف وسط "أجواء سلبية" وبعد بداية صعبة شهدها اليومان السابقان ومع تحذيرات وفد المعارضة من انسحابها من المفاوضات حال عدم تحقيق نتائج إيجابية، فيما شهد يوم أمس تشكيل الوفد السوري المعارض مجلسًا عسكريًا استشاريًا يساند وفد المعارضة التفاوضي، بينما رفضت روسيا مشروع قرار لإيصال المساعدات الإنسانية في سوريا ووصفته ب "غير مقبول إطلاقا". وقال مصدر قريب من الوفد الحكومي السوري : "إن الأجواء سلبية" قبل بدء اجتماع صباح أمس ، والذي شهد التقاء الوفدين وجهًا لوجه بعد بداية صعبة الاثنين التقى فيها الأخضر الإبراهيمي كلا الوفدين على حدة.ويحاول الابراهيمي بصعوبة الخروج من "حوار الطرشان" الذي طبع هذه المفاوضات حتى الان، فيما كان وفد المعارضة حذرًا من عدم مشاركته في جلسة ثالثة في حال عدم احراز اي تقدم. وصرح المتحدث باسم الوفد لؤي صافي للصحافة: "اذا لم يكن ثمّة تقدم على الاطلاق، اعتقد انه سيكون مضيعة للوقت التفكير في جولة ثالثة".الّا أن صافي شدّد على مواصلة المعارضة التفاوض طالما هناك ثمّة أمل بالتوصل إلى نقاط ايجابية. وقال: "لن نتهرب. لن نستسلم"، مضيفًا أنه في حال عدم حصول تقدم "لا يمكن أن ندّعي أننا نقوم بشيء ما"، اما الوفد الحكومي فأكد انه سيواصل التفاوض تاركا مسؤولية اي انسحاب للمعارضة. وأكد نائب وزير الخارجية فيصل المقداد ان "حكومة الجمهورية العربية ووفد الجمهورية العربية السورية لن يتراجع قيد أنملة" عن أولوية مناقشة موضوع "مكافحة الارهاب". واضاف: "سنبقى حتى لو انسحب كل الآخرين، ستبقى سوريا في هذا المؤتمر". وفي مسعى لاخراج المحادثات من الطريق المسدود اقترحت روسيا الاثنين انضمام دبلوماسيين من موسكو وواشنطن الى زملائهم من الاممالمتحدة لعقد اجتماع جماعي مع وفدي النظام السوري والمعارضة الى محادثات السلام في جنيف. وقبلت الولاياتالمتحدة هذا الاقتراح. من جهته اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس ان مشروع القرار الذي قدم الى مجلس الامن الدولي حول الوضع الانساني في سوريا "غير مقبول على الاطلاق" بالنسبة لموسكو.وقال لافروف : "إن الافكار التي نقلت إلينا غير مقبولة على الاطلاق وتتضمن تحذيرًا للحكومة" للسورية، واضاف: "إنها قرارات أحادية الجانب، ومنفصلة عن الواقع". وتابع الوزير الروسي: "لدينا انطباع بأنه يتم استخدام موضوع الوضع الانساني، كما حصل منذ فترة قصيرة بالنسبة للاسلحة الكيميائية، لايجاد ذريعة لوقف العملية السياسية وتوجيه اتهامات لدمشق والعودة الى سيناريو عسكري لتغيير النظام".وأكد لافروف في ختام لقاء مع نظيره الجزائري رمضان العمامرة ان "مجلس الامن يجب ان يولي انتباها لجانب ليس اقل اهمية للازمة وهو تصاعد الارهاب". وحاول الغربيون الاثنين الحصول على موافقة روسيا على مشروع قرار حول الوضع الانساني في سوريا، لكن المندوب الروسي لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين قال: إن بلاده سترفض بشكل قاطع مثل هذا النص. ويطالب مشروع القرار الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه بايصال المساعدات الى السكان في شكل آمن وخصوصا "الرفع الفوري للحصار" المفروض على مدن عدة حيث تحاصر المعارك الاف المدنيين. ودعا القرار السلطات الى "الوقف الفوري لأي قصف جوي لمناطق مأهولة" ولايقاف استخدام صواريخ سكود و"البراميل المتفجرة" التي يستعملها الطيران السوري بكثافة في حلب. إلى ذلك شكل الوفد السوري المعارض المشارك في الجولة الثانية من مفاوضات جنيف-2، "غرفة عسكرية استشارية" يشارك فيها قادة من الجيش السوري الحر، وذلك لمزيد من التنسيق لا سيما في حال التوصل الى وقف محتمل لاطلاق النار. وقال العضو في الوفد منذر اقبيق في مؤتمر صحافي أمس "انضم إلينا في الأمس ضباط من الجيش السوري الحرّ، ونتوقع المزيد اليوم وغدا". وأشار الى انه "تم تشكيل غرفة عسكرية استشارية، ما سيساعد على حصول مزيد من التنسيق بينها وبين الوفد السياسي المفاوض"، مشيرا الى ان اعضاء هذه الغرفة "سيساعدون عندما تدعو الحاجة، في ما يتعلق بالوضع على الارض والمسائل الامنية"، واضاف: إن هذه الخطوة "ستعزز أداء فريقنا". المزيد من الصور : a href="http://www.al-madina.com/node/511157/أجواء-سلبية-تخيّم-على-"جنيف"-وضباط-بالجيش-الحرّ-انضموا-إلى-وفد-المعارضة-السورية.html" rel="nofollow" target="_blank"صحيفة المدينة