تعاني آيمي لويد التي تبلغ من العمر اربعة أعوام حالة مرضية نادرة تصيب الدماغ، تعرف بمتلازمة ريتس، ويقول الأطباء إن هذه المتلازمة تصيب الفتيات فقط، وهي تبطئ النمو وتعيق التطور الجسماني . وفي الغالب تصيب هذه المتلازمة الأطفال مباشرة بعد تعلمهم المشي وتفوههم ببضعة كلمات، وفي بداياتها تدفع هذه المتلازمة نمو ضحاياها الصغار نحو الوراء . وبمرور الوقت يفقدون مهاراتهم الجديدة ويصبحون عاجزين عن التواصل أو استخدام أياديهم لحمل أو تحريك الأشياء . وعلى الرغم من تمكن غالبيتهم من بلوغ سن الرشد، إلا أنهم يفقدون التحكم بحركتهم ويصبحون أسرى لأجسادهم . في الوقت الحالي لا يوجد علاج شاف لهذا المرض، بيد أن جيل (36 عاما) وهي والدة آيمي بدأت حملة نشطة وموسعة تهدف لدعم الأبحاث المتعلقة بهذا المرض . وهي تأمل في تحقيق اختراق في معالجة هذه المتلازمة القاسية في غضون 10 أعوام . ويعتقد العلماء أن متلازمة ريتس قد تكون أول حالة تنكس دماغي، وفي الوقت الحاضر لا تستطيع آيمي أن تجلس، أو تمشي، أو تتحدث دون مساعدة من أحد . وتقول جيل التي تعيش مع ابنتها المنكوبة في مدينة بريستون البريطانية: بسبب هذه المتلازمة، تعاني آيمي فقدان التواصل بين دماغها وجسدها . ولا تستطيع التحكم بيديها ولذلك تشبكهما طوال الوقت . وتضيف "هنالك أبحاث جيدة ومثمرة للغاية تعد حالياً، أبرزها دراسة البروفيسور أدريان بيرد الذي نجح في عكس المتلازمة في الجرذان . ونحن نأمل ونصلي كل يوم لكي يتمكن العلماء من إيجاد علاج لهذه الحالة . نحن لا نيأس ولن نفقد الأمل" . وقالت جيل إن آيمي، وهي إبنتها الصغرى، شخصت إصابتها بهذه المتلازمة مباشرة قبل احتفالها بعيد ميلادها الثاني "بالرغم من أن فترة الحمل كانت طبيعية" . وأضافت جيل قائلة:ولد دانييل الشقيق الأكبر لآيمي قبل ستة أسابيع ونصف من الموعد الذي كان محدداً لولادته، ولذلك اعتقدنا أن آيمي بدورها سترى النور قبل موعدها، ولذلك تلقيت علاجات إستيرويدية لتقويتي، وأنجبت آيمي قبل موعدها بأسبوعين فقط . وقد كان كل شيء طبيعياً تماماً حتى حلول عيد ميلادها الأول، وكانت آيمي طفلة سعيدة ومرحة تنثر الفرح في كل أرجاء المنزل . وكان الشيء الوحيد الذي يقلقنا هو عدم تمكنها من الوقوف منتصبة، بيد أن الأطباء قالوا إنها ستتمكن في النهاية من القيام بذلك . ولكن بعد مرور بضعة أشهر، أصيبت آيمي بالتهاب في صدرها دام فترة أسبوعين، وخلال هذه المدة تدهورت حالتها بشكل ملموس . وتوقفت عن فعل أي شيء كانت تقدر على القيام به، وكانت ترقد بلا حراك طوال الوقت . وكنت أعتقد أنها تعاني فقط من ضعف عام، لكنني في النهاية أخذتها للطبيب . ومن ثم نقلت آيمي لمستشفى بريستون الملكي حيث تم فحص دمها وعضلاتها . وفي أبريل/نيسان 2010 قال الأطباء لوالديها إن سبب تأخر نمو آيمي، هو إصابتها بمتلازمة ريتس التي تصيب الفتيات الصغيرات فقط . وتقول جيل: "لم يكن لدينا أي تصور حول ما تعنيه هذه المتلازمة، ولم نكن قد سمعنا بها من قبل . وقال لنا الأطباء إن علاج المرض لن يرى النور في حياة آيمي . وبالطبع كنا منهارين نفسياً، فآيمي هي طفلتنا الصغيرة المدللة، ولا شيء يمكنه أن يجعلنا نتخيل عدم تمكنها مطلقاً من الاعتناء بنفسها، وتقبل عجزها عن الكلام أو المشي وكذلك تقبل عدم وجود أي أمل بتحسن حالتها لقد كان الأمر صعباً للغاية" . وتعمل جيل وزوجها مع العائلة والأصدقاء لجمع الأموال لتمويل استمرارية صندوق أبحاث متلازمة ريتس . وفي الآونة الأخيرة، نظم بنات واولاد احتفالية تنكرية في مدينة بريستون، كان الغرض منها جمع الأموال لدعم أبحاث علاج هذه المتلازمة . وقال جستين والد آيمي: في بعض الأحيان نشعر بالعجز لأن هذا المرض حرمنا من حلم رؤية إبنتنا وهي تنمو بشكل طبيعي ومن كل شيء يترافق مع هذا الحلم، مثل إحتفالنا بزواجها وابتهاجنا برؤية أحفادها . وفي الأشهر الثلاثة الأولى كانت آيمي تبكي وتصرخ لمدة 3 ساعات في اليوم على الأقل لكنها الآن تتمتع بروح معنوية عالية . وهي تحب أن تبقى بجوار جدتها التي تشدو لها بالغناء طوال الوقت، ونحن لا نذهب مطلقاً لأي مكان بدون الموسيقى . ففي لحظة ما تكون في حالة صراخ وبكاء وحينما نشغل الموسيقى، تنفرج أساريرها وتعود مبتهجة كعادتها" . ومن يعانون هذه الحالة بمن فيهم روزي ماكلوكلين أخت كولين زوجة وين روني نجم الكرة الإنجليزية المعروف لديهم أيادي وأقدام صغيرة ويختبرون تباطؤأً في معدل نمو الرأس . ويعود الفضل في أول توصيف لهذا المرض لاختصاصي أمراض الأطفال النمساوي أندرياس ريت في العام 1966 والمعروف أن هذه المتلازمة تصيب البنات فقط، لأن الذكور لديهم جينات مختلفة .