قال علماء ألمان إن لقاحاً تجريبياً يعتمد على جزيء له صلة بالحمض النووي يحمي الحيوانات من الإنفلونزا وربما يوفر في يوم ما وسيلة فائقة السرعة لابتكار لقاحات جديدة للحيوانات . ومع افتراض نجاحه ايضا في البشر فقد يسمح الاسلوب الجديد بتصميم وتصنيع امصال إنفلونزا تجارية خلال أسابيع بدلاً من أشهر . يمثل صنع اللقاحات بسرعة أمراً حاسماً في مكافحة الإنفلونزا ولاسيما اثناء وجود وباء عندما تتسابق السلطات الصحية وشركات صنع الادوية لمجاراة السلالات المتحورة من الفيروسات . وعادة ما يتم انتاج لقاحات الإنفلونزا في بيض الدجاج وهي عملية صعبة وطويلة . وفي الآونة الأخيرة بدأت بعض الشركات في استخدام استنبات خلايا الحيوان مع فوز شركة نوفارتيس في 20 نوفمبر/تشرين الثاني بأول موافقة أمريكية على مثل هذا الانتاج . ولكن كلا الاسلوبين ما زال يتضمن زراعة الفيروس وهو ما يمكن ان يؤدي إلى نتاج متفاوت وتأخير في الانتاج . ويستخدم اللقاح الجديد الذي طوره لوثار ستيتز من معهد فريدريك لويفلر وزملاء له أسلوباً أسرع . وهو مصنع فقط من جزيء هائم بمفرده يحمل معلومات تبلغ الخلايا اي البروتينات التي تقوم بصنعها ويطلق عليه إم أر إن ايه . وقال ستيتز: "الشيء الوحيد الذي نحتاجه هو تسلسل الجينات المتصلة . وأضاف "انه خيار جديد ولا يستغرق وقت طويل لفعله" . وقام فريق ستيتز بتطعيم فئران وخنازير بلقاح إم آر إن إيه ووجدوا أن الاستجابة المناعية كانت مماثلة او افضل من تلك التي وجدت مع اللقاحات التقليدية . وعلاوة على ذلك فإن اللقاحات الجديدة اثبتت فعالية عالية في كل الحيوانات الصغيرة والكبيرة السن وهو ما يمكن أن يكون مشكلة في لقاحات الإنفلونزا الحالية . وخلص العلماء الذين نشروا نتائج بحثهم في دورية طبيعة التكنولوجيا الحيوية انه قد يتم انتاج لقاح كامل خلال ما بين ستة وثمانية أسابيع من نشر الشفرة الوراثية لسلالة فيروس إنفلونزا . وعلى العكس فإن زراعة اللقاحات في بيض الدجاج المخصب يمكن ان يستغرق فترة تصل إلى ستة اشهر في حين ان استخدام استنبات الخلايات ربما يقلل ذلك إلى ما يصل بين ثمانية وعشرة أسابيع . ومن بين المزايا المحتملة الاخرى للقاحات ام ار ان ايه حقيقة انها لا تحتاج لوضعها في مبردات . وما زالت أمام انتاج لقاح بشري بناء على هذا البحث سنوات لأنه ستكون هناك حاجة لتجارب إكلينيكية مكثقة لاختبار الأمان والفعالية .