ودّعت مصر صباح أمس السبت في جنازة شعبية بمدينة سمالوط، محافظة المنيا 250 كم جنوب مصر، الموسيقار الكبير عمار الشريعي بعد صراع طويل مع المرض، حيث كان قد عانى اضطرابات في القلب قبل عامين سافر خلالها للعلاج في لندن وباريس ونصحه الأطباء بضرورة إجراء عملية نقل قلب، ولكنه قام بتأجيل إجراء الجراحة بسبب ارتفاع تكاليفها والتي تتجاوز نصف مليون جنيه، وكان من المنتظر سفره للخارج لاستكمال باقي رحلته العلاجية، ولكن الدولة تجاهلت علاجه على نفقتها، وخلال الشهرين الأخيرين عانى بعض الاضطرابات في الكلى دخل على أثرها في شبه غيبوبة وانتقل لمركز القاهرة لأمراض الكلى وظل فيه حتى وافته المنية صباح أمس الأول الجمعة، حيث كان يرافقه ابنه الوحيد مراد وزوجته الإعلامية ميرفت القفاص رئيس قناة النيل الدولية، وتقيم أسرته العزاء يومي السبت والأحد بسمالوط على أن يقام عزاء بمسجد الرحمن الرحيم بالقاهرة يوم الاثنين. (القاهرة) - الموسيقار الكبير عمار الشريعي الشهير ب«غواص في بحر النغم» يعد واحدا من أبرز الموسيقيين في العالم الذين يخلقون حالة شجن مميزة للأعمال التي يقدمونها تجعلنا نبكي أحيانا.. واعتبره صناع الموسيقى المصرية، ظاهرة فنية فريدة كسرت حاجز «البصر» ووصلت لمرحلة من الإعجاز الفني يعجز عنها المبصر، مؤكدين أن موهبة عمار الشريعي لم تقتصر بعزفه على آلة العود، بل تمتد لمعرفته بجميع الآلات الموسيقية، إضافة إلى خبرته التكنولوجية وإجادته التعامل مع الكمبيوتر فهو «طه حسين الموسيقى»لكونه يرى ويسمع بأذنيه في آن واحد. مكتشف المواهب ولد عمار علي محمد إبراهيم علي الشريعي الشهير ب»عمار الشريعي» في 16 أبريل عام 1948 م، في مدينة سمالوط إحدى مراكز محافظة المنيا، جنوب مصر، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدرسة طه حسين الثانوية للمكفوفين بالقاهرة حيث تخرج فيها عام 1966 وتلقى علوم الموسيقى الشرقية على يد مجموعة من الأساتذة الكبار بمدرسته الثانوية في إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم خصيصاً للطلبة المكفوفين الراغبين في دراسة الموسيقى. خلال فترة دراسته، وبمجهود ذاتي، أتقن العزف على آلات البيانو والأكورديون والعود ثم أخيراً الأورج. وبدأ الشريعي حياته العملية عام 1970 كعازف لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية، ثم تحول إلى آلة الأورج، حيث بزغ نجمه فيها كأحد أبرع عازفي جيله، ثم اتجه بعد ذلك إلى التلحين والتأليف الموسيقى، والشريعي دائما مغرم باكتشاف المواهب الغنائية المميزة، حيث كون فرقة الأصدقاء عام 1980 والتي كانت تضم المطربين منى عبدالغني، وحنان وعلاء عبدالخالق، الذين قدموا مجموعة كبيرة من الأغنيات الناجحة والتي ظلت عالقة في أذهان الجمهور حتى الآن منها أغنية «الموضات» و«تحت العشرين» و«إلى كل طير مهاجر» و«الحدود» واكتشف بعد ذلك المطربة هدى عمار والتي أعطاها اسمه، وقدمت في فترة التسعينيات من القرن الماضي أغاني مهمة ومميزة قبل اختفائها أيضا عن الساحة الفنية، ثم دعم بعدها موهبة الفنانة آمال ماهر والتي أصبحت حاليا من أهم الأصوات النسائية في مصر والوطن العربي، كما اكتشف أيضا المطربة ريهام عبدالحكيم، ومي فاروق، وأجفان الأمير، وأخيرا دعم موهبة الفنان أحمد علي الحجار وقدم له العديد من ألحانه في أول ألبوماته الغنائية وزادت ألحانه على 150 لحناً لمعظم مطربي ومطربات عصره أمثال: «شادية ووردة وميادة الحناوي وعفاف راضى وسميرة سعيد ونادية مصطفي وأنغام ولطيفة وأصالة نصري وغادة رجب وعلي الحجار ومحمد الحلو ومدحت صالح ومحمد ثروت ومحمد منير وماهر العطار وحسن فؤاد وطارق فؤاد وعبد الله الرويشد. مئات الأعمال الغنائية وقدم الموسيقار الراحل مئات الأعمال الغنائية التي تغنى بها مطربون كبار في ألبوماتهم أو مسلسلات تلفزيونية وإذاعية وأفلام سينمائية ومسرحيات استعراضية، حيث قدم الشريعي حتى الآن موسيقى أكثر من 50 فيلماً، و150 مسلسلاً، وما يزيد على 20 عملاً إذاعياً، و10 مسرحيات غنائية استعراضية، ومن أشهر أعماله الموسيقية التلفزيونية، الأيام، بابا عبده، أديب، الندي، وقال البحر، دموع في عيون وقحة، رأفت الهجان، ليلة القبض على فاطمة، أرابيسك، العائلة، الراية البيضا، الشهد والدموع، زيزينيا، الأمير المجهول، ذو النون المصري، بين السرايات، امرأة من زمن الحب، أم كلثوم، حديث الصباح والمساء، لا، نصف ربيع آخر، أوبرا عايدة، بنات أفكارى، البر الغربي، حدائق الشيطان، العندليب، محمود المصري، أحلام عادية؛ريا وسكينة، وبنت من شبرا.. ومن أشهر أعماله الموسيقية في الأفلام» الشك ياحبيبي، البريء، البداية، حب في الزنزانة، أرجوك أعطني هذا الدواء، أيام في الحلال، آه يابلد، كتيبة الإعدام، يوم الكرامة، وحليم» ... المزيد