هدى جاسم، وكالات (بغداد) - انسحبت قوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس من بلدة سليمان بك في قضاء طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين، بعد سيطرة مسلحين من تنظيم «داعش» الإرهابي على البلدة التي حشد المالكي قواته حولها لاقتحامها، في ثاني عملية عسكرية بعد العملية العسكرية في محافظة الأنبار. وأسفرت المواجهات في الأنبار وأعمال العنف في عدة مدن عراقية عن مقتل 18 شخصا وجرح 29 آخرين. في حين حث رئيس حركة الوفاق العراقية أياد علاوي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالعدول عن قراره باعتزال الحياة السياسية استجابة إلى مطلب مؤيديه، ولكي لا يرتبك المشهد والتوازنات السياسية. وأفاد سكان بلدة سليمان بك، بأن قوات المالكي انسحبت، بعد أن وصلت تعزيزات عسكرية وقوات خاصة من الشرطة إلى البلدة لدعم القوات التي تخوض معارك عنيفة ضد المسلحين منذ أيام. وقامت المروحيات العسكرية بدعم تلك القوات، فيما سجلت حركة نزوح جماعي للسكان. وذكر السكان البلدة أن المسلحين الذين سيطروا على البلدة رفعوا راياتهم فوق المنازل والبنايات في أجزاء منها. وأفادوا أن حركة نزوح جماعي رصدت أمس بعد اشتداد القتال في البلدة. وقال طالب البياتي مدير الناحية إن «مسلحي تنظيم داعش لا يزالون ينتشرون في الأحياء الغربية من المدينة». وأضاف أن «هذه الأجزاء أصبحت شبه خالية تماما من سكانها بعد عملية نزوح جماعي». وقطعت قوات الجيش التي وصلت فجر أمس إلى الناحية، الطريق الرئيسي الذي يربط وسط العراق بشماله. وأكد البياتي أن «قوة كبيرة من الجيش وصلت إلى المدينة وتتهيأ لاقتحامها». وكان البياتي حذر أمس الأول من أن تتحول الناحية إلى «فلوجة ثانية» في حال عدم تدخل قوة كبيرة من الجيش فورا لاستعادة السيطرة عليها. وذكرت مصادر أمنية أن عملية الاقتحام المفترضة هي الثالثة، والتي ذكر سكان البلدة أنها فشلت في الدخول إليها، مضيفة أن 4 من الشرطة قتلوا في الاشتباكات بسليمان بك أمس، اثنان منهم قضوا ذبحا بيد المسلحين. وفي صلاح الدين أيضا قتل ضابط كبير بالشرطة بانفجار عبوة كانت موضوعة بسيارته وسط تكريت، فيما اعتقلت الشرطة 10 مسلحين من «داعش» في مناطق بيجي والشرقاط شمال تكريت. وفي الأنبار حيث ما زالت المعارك بين القوات الأمنية والجيش من جهة، ومسلحي العشائر من جهة أخرى الذين يقاتلون أيضا على جبهة ثانية عناصر «داعش». وقالت مصادر مسؤولة إن قوات من الجيش استعادت أجزاء من جزر الرمادي وقتلت 4 مسلحين من «داعش» وأصابت ثلاثة آخرين، وأحرقت 20 عجلة قادمة من الجانب السوري محملة بالأسلحة. وقال مسؤول أمني إن «قوات من الجيش استعادت أجزاء من منطقة جزيرة ألبو ذياب وألبو علي». لكن مصادر عشائرية نفت ذلك، وقالت إن العشائر تسيطر على كل المناطق التابعة للرمادي والفلوجة، وأن القوات الأمنية تنتشر على أطراف المدينتين دون أن تتمكن من دخولها. واستهدف انفجار سيارة مفخخة شمال الرمادي، مدخل منزل رئيس مؤتمر صحوة العراق أحمد أبو ريشة الموالي لحكومة المالكي، مما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة 7 بجروح. وفجر مسلحون مجهولون بعبوات ناسفة منزل النائبة عن القائمة العراقية إيمان موسى المحمدي شمال الفلوجة المضطربة، وسرقوا سيارتين مصفحتين من المنزل قبل أن يلوذوا بالفرار. وفي بغداد قتل مسلحون مجهولون يستقلون سيارة مدنية ضابطا في الجيش السابق لدى مروره بسيارته في قضاء الطارمية شمال العاصمة. وأصيب 5 مدنيين بانفجار عبوة ناسفة قرب سوق شعبي في منطقة سبع البور شمال بغداد. وفي حي أور شرق بغداد أسفر انفجار سيارة مفخخة عن مقتل شخصين وجرح 5 آخرين. وفي كركوك قتل عنصران من قوات الصحوة في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش بناحية تازةجنوب المحافظة. وفي محافظة ديالى أدى انفجار عبوة ناسفة قرب منزل في قرية بناحية أبي صيدا شمال شرق بعقوبة، إلى مقتل أحد أفراد العائلة وإصابة 5 جميعهم من نفس العائلة. وانفجرت عبوة ناسفة قرب محل لبيع الخضروات بسوق حي المفرق غرب بعقوبة، مما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة 4 آخرين. من جانبه قدم العلامة الديني الشيخ عبد الملك السعدي تعازيه بمقتل رجل الدين الشيخ خليل إبراهيم الندا الكبيسي الذي قتل إثر قصف الجيش لجامع الرمادي الكبير، متهما المالكي بتصفية مكون من مكونات العراق. ... المزيد الاتحاد الاماراتية