الزمان يوم الثلاثاء الموافق الثالث عشر من شهر ربيع الأول.. يوم فضيل- أول الأيام البيض- شهر مبارك - مولد خير البشر- عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. المكان المدينةالمنورة الحبيبة طيبة الطيبة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم.. إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أي قول أقول، وأي كتابة أكتب، في ذلك الزمان والمكان انتقل والدي الغالي الشيخ علي بن أسعد حجار إلى رحمة الله جلَّ في علاه، ومع جلل المصاب وعظم الفجيعة فإننا لا نملك إلا التسليم لأمر الله سبحانه والرضا بالقدر والقضاء والتدرع بالصبر والدعاء. كلما أمسكت قلمي لأكتب رثاءً لكم تضيع الكلمات وتتبخر العبارات وترتسم أمام عيني قسمات وجهكم الغالي المضيء بنور حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والدي الغالي يا أغلى من كل غالٍ.. كيف لنا أن نرثيك يا أبي.. أبدمع العين، أم بنبض القلب، بماذا أخط كلماتي، وأنا بعض منك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أقول كما علّمنا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: (إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبي لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون). أبي الغالي .. نعم الأب أنتم لم تتخرجوا من جامعات الدنيا، ولكنكم كنتم أنتم الجامعة التي لا مثيل لها على وجه الأرض، أبي الغالي تعلمت منكم الكثير والكثير.. تعلمت منكم المبادئ والقيم النبوية الشريفة.. وها أنا أتحدث بصيغة الجمع كما أوصيتموني دائمًا أن يكون حديثي بهذه الصيغة لكم ولمن قام مقامكم ولمن هم أكبر مني عمرًا وأدبًا واحترامًا وسوف أظل كما عهدتني على ذلك الأدب المديني الذي غرستموه فينا.. صوتكم أبي مازال في مسمعي باللهجة المدينية الرائعة يا ابنتي احفظي الله يحفظك، يا ابنتي سنة النبي الوتر عليه الصلاة والسلام، يا ابنتي أعطي الخير تلاقي الخير، يا ابنتي.. كيف لنا أن نرثيك يا أبي.. وكيف للمشاعر أن تنجح بالتعبير عن ألم الفقدان وجلل المصاب. اللهم يا حي يا قيوم أرحم أبي العبد الفقير إليك علي بن أسعد حجار واجعل قبره روضه من رياض الجنة اللهم افتح له أبواب جنتك وأبواب رحمتك أجمعين، واجعل مسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا. نسألك يا رحمن يا رحيم يا ذا الجلال والإكرام أن ترحمه من واسع رحمتك، فقد كان بنا رحيمًا ودودًا، وأن تترفق به فقد كان بنا حنونًا وعطوفًا ولا نزكيه على أحد فقد كان رحمه الله محبًا للخير وساعيًا له، اللهم تقبل منه وأجزه خير الجزاء وأعطه من خير ما أعطيت به نبيك محمد صلى الله عليه وبارك وسلم.. و»إنا لله وإنا إليه راجعون». سحر علي أسعد حجار - المدينةالمنورة صحيفة المدينة