لم يكن ميناء المكلا بمنأى عن عبث التدمير المتعمد للبنية التحتية لدولتنا الجنوبية العربية المحتلة ، على يد المتنفذين في نظام دولة الاحتلال اليمني ، التي جعلت منه موقعا بحريا آمنا للتخلص من البواخر بعد انتهاء عمرها الافتراضي ، أو التخلص مما تحمله على متنها من نفايات سامة أو غيرها من المواد المراد التخلص منها ، عبر مسرحية جنوح البواخر عند ساحل ميناء المكلا أو برميها بعيدا عن الأنظار ، على بعد عدد من الأميال البحرية في عرض البحر ضمن مياهنا الإقليمية الجنوبية العربية ، هذا العبث الذي يعاقب بموجبه وبنتائج أضراره ويخضع إلى أنظمة وقوانين محلية ودولية ، في ما يتعلق بمجال النقل البحري من ميناء بلد إلى آخر آو داخل إطار النقل البحري المحلي ، فهناك من يعي هذه الأمور ويعلمها ويدركها جيدا من ذوي العلاقة المشتركة ، وهم ملاك البواخر ووكلائها الملاحيون والهيئة العامة للمواني والمستأجرين لمثل هذه البواخر المتهالكة ، ممن تربطهم علاقة التخلص من المواد السامة وما شابهها ومن البواخر ذاتها ، في ميناء البلد الذي ستتم فيه مسرحية الموت وصفقة هلاك المواطنين ، إلى ما هنالك من المتعاملين في هذا العمل الإجرامي في حق بني البشر ، وكل كائن حي وبكل ما يحيط بالبيئة ، وللأسف هناك من هم قائمون على هذا الشأن بشكل مباشر في الهيئة العامة لحماية البيئة ، الذين يبدو أنهم لا يفقهون شيئا عن البيئة وما أدراك ما البيئة ، فبالتالي تنفذ هذه الفعال الإجرامية من أجل الكسب الإجرامي المحرم دوليا ، وليس المهم ماذا سيحل بالسكان من وباء قاتل أو موت جماعي ، إزاء الجهل في المسئولية أو التغاضي عن الفعل ذاته مقابل حجم المعلوم ! . ولإيضاح هذا الأمر وما يتعلق به كما أسلفنا ، وضع المختصون في قضايا تلويث البحار معاهدة بروكسل في العاشر من مايو عام 1952 بموادها رقم 83 ورقم 90 وأنشأت هيئات حماية البيئة المستوعبون لمهامهم ، والمحاكم المختصة ، وحزب السلام الخضر ومقره بألمانيا وجل أعضائه أكاديميون متطوعون ضد كل ما يضر بالبيئة ، في أي مكان في العالم دونما مقابل أوتمييز ، متى ما يجري التواصل معهم وهو المفروض العمل به حينها ، ولكن ربما لضغوطات السلطة المحلية التابعة للمحتل اليمني ، والحصول على المصالح الخاصة ، دورا في ما تسببت به الباخرة شامبيون - 1 Champion – 1) ) من كارثة تدفق زيت المازوت من على متنها كما قيل ، بينما هو في الحقيقية شحنة من الزيت الحارق من بقايا السيارات الذي يجري تجميعه في محلات تغيير زيوت السيارات ، والباخرة شامبيون - 1 تعد الباخرة الثالثة من بين البواخر التي تمكنت من تنفيذ مسرحية الجنوح ، حيث جنحت قبلها باخرة في بحر المكلا عند ساحل الكورنيش بحي السلام ، فارتطمت عمدا في عملية ملاحية مفبركة بالسد المانع من الكورنيش ، وقبلهما وبنفس الطريقة كانت مسرحية جنوح باخرة عملاقة على الساحل الواقع على طريق خلف - المكلا ، واللتان لا تحضرني الذاكرة عن أسمائهن . فدعونا نكشف الأسرار من وراء جنوح البواخر والتخلص من النفايات أيا كان نوعها ، فالمتنفذون في أي مكان من العالم يمارسون هذه الأفعال الإجرامية ، في المكان الذي يجدون فيه قبولا لأفعالهم ، وتبدأ الحكاية أو المسرحية بأن تعرضت الباخرة لكارثة الجنوح ، وهنا يتم استغلال شركات التأمين للتعويض على الباخرة وعلى ما تحمله على متنها من الشحنة ، حيث يتم التعويض لمالك الباخرة والتعويض لمالك الشحنة الوهمية ،من قبل الشركة المؤمن لديها أكانت محلية أو عالمية ، وكذلك تعويض آخر من قبل نادي الحماية والتأمين الدولي بلندنINTERNATIONAL INSURANCE AND PROTECTION CLUB ، على أن تكون الباخرة عضو في هذا النادي الدولي ، عبر عمليات تزوير وتحايل وصفقات تجارية يتفق عليها ، وفي الأخير تنتهي المسرحية بعملية إرسال متخصصين في تشليح الحديد الصلب ، وتقطيع الباخرة إلى أوصال يعاد تصديره للشركات المستوردة للحديد ، للاستفادة منه في إعادة التصنيع ، وهكذا يظل ميناء المكلا مرتعا بحريا لهذه الممارسات التجارية الإجرامية على يد المحتل اليمني ، فالسؤال الذي يفرض نفسه : أين الهيئة العامة لحماية البيئة وفرعها في المكلا من هذا ومما هو قادم ؟. موقع قناة عدن لايف