GMT 17:30 2014 الأربعاء 19 فبراير GMT 6:08 2014 الأربعاء 19 فبراير :آخر تحديث مواضيع ذات صلة بغداد: وجد شعراء عراقيون ان ما صرّح به ادونيس مؤخرا دلالة واضحة على ان النرجسية لديه اصبحت بمثابة احتقار للاخر، مشيرين الى ان من طبع الشعراء ان يكونوا نرجسيين ولكن ليس الى الحد الذي يلغي معه الاخر ويجعل من نفسه دكتاتورا، موضحين ان ادونيس وسواه من الأسماء الإشكالية ليسوا أصناما إلا في عقول من يصنمهم ويجعل منهم كائنات فوقية ومتعالية على البشر. وما قاله ادونيس في حوار معه هو: (ما أستطيع أن أوكده هو أن ما حققته في اللغة الشعرية والبناء الشعري وصل ألى مستوى لا سابق لمثله ولا يوجد في النتاج لراهن ما يضاهيه ويكاد أن يصبح من غير الممكن كتابة الشعر إلا بدءا منه ومن الآفاق التي يفتحها) وبالتأكيد ان الفكرة قابلة للنقاش حول نرجسية الشعراء التي تصل الى حد عدم رؤية الاخر وعدم الاعتراف بالاخر والتقليل من شأن الاخر فضلا عن صغار الشعراء الذين يخلقون لانفسهم اصناما يتباهون بها امام الاخرين ومحاولة التعالي بخاصية الاطلاع على اكثر مما هو محلي والتماهي مع الكلمات التي يقولها اولئك الذين يدعون انهم قدوة لهم او متأثرون بهم. عدم الاعتراف بالاخر محمد غازي الاخرس: أتصور أن النرجسية الفاقعة، سواء تجسدت به أم بغيره، ليست سوى مرض نفسي يحيل للفحولة العربية وأنا أعجب أن يكون من يدعي الحداثة نرجسيا بينما هي تقوم على التسامح والاعتراف بالاخر وعدم احتقاره وتجاهله. أنها مرض عربي بامتياز وأعتقد أنه لن تقوم للثقافة قائمة ما لم يخف أو يتلاشى ويحل بدلا عنه التواضع والاعتراف بأن الحقيقة ليست إقطاعية يهبها الآله لشخص ويحرم الآخرين منها. واضاف: ما اقوله عن أدونيس كان ضمن خطة قررت أن أجربها من باب إشاعة ما هو مفيد، أنا أكتب رسالتي للماجستير، وأمامي عشرات المصادر، وكنت قررت اختيار شذرات طريفة ونافعة ووضعها على صفحتي في (الفيس بوك) من باب إشاعة جو من المتعة الممزوجة بالمعلومات والآراء، لكن للأسف، يبدو أنني أخطأت ولن أكررها، الجدل حول الأسماء الصنمية يورث الكآبة. وتابع: من الممكن ان لا نستغرب ضحالة ما وصلت له الثقافة العربية من خلال ما يقوله عراب جيلين عن نفسه، تأملوا سجن النرجسية المريع وعدم الاعتراف بالآخر، أدونيس الذي يعده الكثيون إله الحداثة العربية. وختم بالقول: أدونيس يغمض عينيه عن الآخر، لا يراه حتى. يسأله أحدهم هل قرأت أدونيس منتحلا لكاظم جهاد ؟ فيجيب ومن هو كاظم جهاد ؟ كائن نرجسي !! فيما قال شاعر طلب عدم ذكر اسمه: لابد من القول ايضا ان اهمية ادونيس قد اصبحت جزءا من الماضي بعد طغيان سركون بولص وتأثيراته الكاسحة على بنية الشعر العربي برمته هذه حقائق يجب ذكرها لأدونيس من باب رد الجميل للرجل الذي خدم الشعرية العربية طوال سنين وسنين وسيكون نقيض هذا هو الجحود بعينه، عموما ينتمي تصريح ادونيس في حقيقة الامر الى ذلك الهراء الذي يكتبه منذ مايزيد على العشرين سنة ولا ينبغي اخذه مأخذ الجد، من حق ادونيس طبعا ان ينعم بثمار عمله لا نريد ان نبخسه حقه لقد اثر على بنية نسق شعري امتد لعقدين، مثلما قلنا قبل لحظات ويحتاج الى نوع من العزاء يكحل به عينيه بعد ان اوشكت ينابيع تجربته على الغروب. وختم حديثه بالقول: في الواقع رغم اننا لسنا بمستوى ادونيس ولا نطمح بهذا لكن الشجاعة تتطلب ان نقول اننا معشر الشعراء غالبا مانفكر بهذه الطريقة الضحلة من جانبه قال الشاعر احمد الشيخ علي: أدونيس وسواه من الأسماء الإشكالية ليسوا أصناما إلا في عقول من يصنمهم ويجعل منهم كائنات فوقية ومتعالية على البشر، وهذه مشكلة هؤلاء الذين وجدوا أنفسهم صغارا فهالهم أن يكون بعض البشر من الأدباء والفنانين ولاسيما الشعراء عظاما أو متعاظمين فخلعوا عليهم صفات الآلهة ووسموهم بالخوارق. واضاف: أنا عن نفسي أجد أدونيس كائنا نرجسيا، لكن نرجسيته لها ما يسوغها بشكل أو آخر، فاسمه لايكاد يغيب عن كل دراسة أو بحث في الحداثة الشعرية منظرا لها أو ناقدا فضلا عن حضوره فيها شاعرا له تجربة جديرة بالاحترام اتفقنا مع متنها أم لم نتفق. ذنب المطبّلين وقال الشاعر ابراهيم البهرزي: تصريحاته النرجسية لا اظنها صحيحة طالما الامر متعلق بقضية الشعر، ان هناك تخوما او نهايات، اللغة نفسها لا تعي انشطاراتها السرطانية، ان ادونيس على انجازاته المتفرد حقا على صعيد اللغة الشعرية يبقى وكما هو شأن كل صاحب مشروع ابداعي (مجرّبا )، الخواتيم بهذه الطريقة تعني عدم وجود (تجارب ) و(تجريب ) وهو امر تدحضه الوقائع، قد يكون الشعر في العالم كله يمر بازمة تواصل وانكسار لصالح الرواية والسينما تحديدا لكن البت بالطريقة التي يراها اادونيس اجدها مصادرة لنواميس التطور التي لا يمكن البت ولا حتى التكهن بها في مجالات الابداع الجمالي. واضاف: النرجسية حق مشروع لمثل ادونيس !! ولكنه لا يكتب قرائين لنخشى من الرد عليها، يمكن قبولها كجزء من شخصية ادونيس الشعرية، النرجسية في عند الشعراء مثل لحظات السكر تؤخذ هكذا دون الزام بموقف فيما قال الشاعر مروان عادل حمزة: ليس ذنبه بل ذنب المطبّلين الذين احدهم صار كأنه نباتات الظل لا يستطيع ان يحيا الا تحت ظل شجرة.. ولذلك صنعوا لهم آلهة وهياكل وبدأوا ينعقون تحت ظلالها.. اللهم اشهد اني لم اقرا يوما حرفا واحدا لأودونيس، انا اقرأ بقلبي قبل ان اقرأ بعينيّ. واضاف: هناك فئة من مثقفينا قاموا يلعبون دور العرّابين لأسماء بعيدة عنهم لا سمة غالبة فيهم الا لأنهم بعيدون، فيعملون جلسات خاصة لقراءات في شعراء لبنانيين او جزائريين او لا اعرف من اين، ليس لشيء الا لكي يقال عنهم انهم مطلعون على تجارب الدول الأخرى، واننا جهله لا نعرف احدا، لأني لم اقرّا لكل هذه الأنوات المتضخّمة هنا وهناك وتابع: هناك اسماء كبيرة ( عند المطبلين) لن تصعد المنبر ابدا لأنها مختبئة وراء اسمائها..لأنها تعرف انها بمجرد ان تصعد فان شمس الشعر ستطلع على خفافيشهم لذلك يمارسون التعليقات والتصريحات فقط.. فقط لا غير. لم يصل الى مستوى تصريحه وقال الشاعر الدكتور حسين القاصد: الجواهري قالها عام 1977 في ندوة الاذاعة والتلفزيون التي ادارها سعد البزاز وحاوره فيها كل من: علي جواد الطاهر والمخزومي وعناد غزوان ومحمد حسين الاعرجي.. قال نصا: لاجبل شعري من بعدي، والنرجسية ليست جديدة على الشعراء، لاسيما اذا تقدم بهم العمر فلايجدون سوى الاتكاء على اسمائهم وامجادهم، وان تتنرجس فهذا لايمنع الاخر من استهجان نرجسيتك او يقابلك يمثلها. اما تصريح ادونيس والرجل محق لأنه لم يكن شاعرا فقط بل اغنى المكتبة العربية اما شاعر فلا احبه شاعرا، هو عندي منظر اكثر مما هو شاعر، والخلاصة ان ادونيس علامة فارقة في الادب كونه منظرا وباحثا وشاعرا، مع انه شاعر لم يصل الى مستوى تصريحه، وحسبي ان زمن الجزم بالوحدانية ولّى وإلا لما قال احدنا شعرا بعد نوم المتنبي عن شواردها.. هي حمى المتنبي اصابت الجميع وتصيب القادمين ايضا اما الشاعر مهدي القريشي فقال: حديث ادونيس الاخير يفيض بالنرجسية , وهو معذور بذلك كونه عربيا اولا وشاعرا ومفكرا ثانيا.فالنرجسية مرتبطة ارتباطا عضويا ووثيقا باخلاقيات العرب وهذا ما جعلهم ينتجون احزاب قومجية شوفينية. ولو تصفحنا تأريخنا الادبي والشعري تحديدا سنؤشر على الكثير من الشعراء المتباهين بما ينتجون ويتسيدون انفسهم اعلى من الجميع ولنا بالمتنبي وغيرة خير مثال حتى نجد من هم اقل شأنا ( ثقافيا ) يزاحم الاخرين ويضع الهالات حول اسمه. واضاف: ان كل ما وصل اليه ادونيس لا يعطيه الحق ان يصادرحق الاخرين ويتسيد لوحده على قمة الابداع فالساحة تتسع للجميع ولكن بدرجات والقمة تتسع للكثير ايضا خرج على سياق الكليات العربية اما الشاعر والناقد علي حسن الفواز فقال: قد يكون ادونيس الشاعر المثير للجدل دائما، وقد يكون الاكثر حيازة للوعي المفارق في كتابة القصيدة، وقد يكون اكثر شعرائنا قدرة على التفكير داخل القصيدة، اذ توهبه هذه القدرة الحرية على التجاوز، والوضوح في رؤية مساحات التاريخ واللغة والجسد والسلطة...لكن الكتابة تظل دائما فعالية مباحة للمغامرة، وللكشف والتلصص، ولتشظية محمولاتها الرمزية والايديولوجية والدينية، وهذا الاحتياز رهين بالوعي، ورهين بمعطى ما يستمكنه الشاعر من ادوات، ومن مساحات قد تحرضه على التوغل بعيدا. واضاف: ادونيس شاعر خرج على سياق الكليات العربية المعروفة بمهيمناتها، وكان الاكثر جرأة في المواجهة والتصريح والوقوف بوجه تلك الكليات، وهذا جعله امام الكثير من التاويلات والمقاربات، بوضعه تارة داخل قميص الخطيئة الطائفية، وتارة في المعاداة العروبية، لكنه رغم كل هذا يظل شاعرا استثنائيا على مستوى صناعة شكل المغامرة، مغامرة الوعي في الكتابة، وفي حمل الفؤوس الاستعارية لفك التباسات وعينا ومحنتنا ازاء هروب التاريخ من المتحف الى شوارعنا ومقاهينا واحزابنا. وتابع: الشعر لعبة مباحة للمغامرين، وللثوار، وللمجانين ايضا، لكن ادونيس خلال نصف قرن كان استثنائيا في التعاطي مع اسرار هذه اللعبة...الزمن القادم قد يضعنا عند عتبات اكثر اشتعالا، لان الانسان مسكون بالثورة والتمرد على ذاته وعلى بضاعته وتاريخه ومتحفه...قد يكون في القول انوية مفرطة ومثيرة للجدل، وباعثة على التعالي، لكن يبقى للشاعر حقه في التصريح، لان الشاعر ليس رئيسا للجمهورية وليس هو قاضي القضاة في سيرة اللليالي، انه الشاعر الذي يضع العالم في جيبه او تحت قميصه او في جملته او عند غواية سريره. ايلاف