تقلص معدل إنتاج مزارع النخيل في مدينة الذيد من التمور بشكل حاد، ليصل إلى النصف بفعل أزمة شح المياه المستمرة، وهو ما كبد المزارعين خسائر مادية كبيرة. ويقدر مختصون في الزراعة عدد مزارع الذيد بما يتراوح بين 3800 إلى أربعة آلاف مزرعة، أصاب 35 في المئة منها جفاف كامل نتيجة نضوب المياه المستخدمة في السقاء. وأوضح ل «الرؤية» وكيل وزارة البيئة والمياه المساعد لقطاع الشؤون الزراعية والحيوانية المهندس سيف الشرع، أن الوزارة تولي أشجار النخيل الكثير من الاهتمام، بقصد رفع مساهمتها في الاقتصاد الوطني وتعزيز الأمن الغذائي. وأشار الشرع إلى أنه في هذا السياق جرى تدشين مبادرة «نخيلنا» من أجل تعزيز الجهود التي تهدف إلى تطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور. وتابع «تهدف الوزارة أيضاً إلى مكافحة الآفات عن طريق زيادة كفاءة عمليات مكافحة آفات النخيل في إطار الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات». وأبان الشرع أنه جرى تطوير مبادرة «نخيلنا» عام 2012 ، وتمثل المرحلة الثانية من الحملة الوطنية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء التي جرى تدشينها في أكتوبر 2009، بتوجيهات من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، في سبيل تحسين عمليات المكافحة ورفع كفاءتها والارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها للمزارعين. وأضاف «يجري عبر المبادرة تطبيق حزمة متكاملة من الإجراءات والتدابير، وتوظيف أحدث النظم والتقنيات في اكتشاف الآفات ومكافحتها ومعالجة الأشجار المتضررة، إضافة إلى الإرشاد الفني وبناء القدرات والتواصل مع مزارعي النخيل، وتعزيز أنشطة الإرشاد الزراعي، لزيادة مستوى الوعي بأهمية المكافحة المتكاملة لآفات النخيل، وصولاً إلى المستويات العالمية في التحكم بآفات النخيل المختلفة. وأفاد الشرع بأنه جرى توسيع نطاق عمل مبادرة نخيلنا لعام 2013 لتشمل المناطق الزراعية الثلاث (الشمالية والشرقية والوسطى)، بواسطة كادر فني يضم 21 فرقة بمعدل 63 عاملاً فنياً. وألمح إلى أن الوزارة تسعى إلى توسعة محاور المبادرة، إذ تجري صيانة 20 ألف مصيدة فرمونية بمعدل زيارتين كل شهر، مع استبدال المادة الغذائية للمصيدة والفرمون التجميعي، وجمع الحشرات وتصنيفها، ومن ثم التخلص منها بطريقة آمنة، إضافة إلى ترقيم المصائد بالمزارع. ووصف الشرع الآفات الزراعية بأنها أحد أبرز التحديات التي تؤثر على الإنتاج الزراعي، وأهم هذه الآفات سوسة النخيل الحمراء، وحشرة الدوباس، وحشرة الحميرة أو دودة البلح الصغرى، وحشرة عنكبوت الغبار التي تعرف محلياً باسم (المغبرة)، وحفارات عذوق النخل. وبيّن أن هذه الآفات وغيرها تعد خطراً على أشجار النخيل وتؤثر بصورة واضحة في جودة ثمارها، لافتاً إلى أن مبادرة نخيلنا ترتكز على مكافحة آفات شجرة النخيل الرئيسة، ورفع كفاءتها والارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها الوزارة لتنمية زراعة النخيل، ورفع مساهمتها في الاقتصاد الوطني والمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي. كما يجري عبر المبادرة صيانة ثلاثة آلاف مصيدة ضوئية بمعدل زيارتين كل شهر، والجدير بالذكر بأنه يجري تركيب مصيدة واحدة لكل 500 نخلة. وأردف أنه جرى تزويد العاملين بأجهزة حديثة للكشف عن الإصابة مبكراً، إذ تتميز تلك الأجهزة بأنها ذات تقنية حديثة تعتمد على تسجيل البصمة الوراثية للسوسة. من جهته، أبلغ «الرؤية» عضو مجلس بلدي الذيد سابقاً وصاحب مزرعة نخيل الدكتور خليفة عبيد بن دلموك، أن انخفاض إنتاج مزارع الذيد من التمور مرشح للزيادة في ظل نقص المياه. وأضاف أن قلة المياه ينتج عنها أمور سلبية عدة تطيح بإنتاج النخيل من التمور، إذ تؤدي إلى جفافها، وإنتاج نوعيات رديئة لا تتمتع بجدوى اقتصادية، ناهيك عن الأمراض التي تصيب أشجار النخيل. وألمح إلى أن مزرعته المكونة من ثلاثة آلاف نخلة كانت تنتج محصولاً سنوياً من التمور يصل إلى 51 طناً، تدر عليه ربحاً يقدر ب 250 ألف درهم، بيد أنه أثناء هذا الموسم لم يتمكن من تسويق أي صندوق نظراً لرداءة جودته. وأبان بأن مزرعته تعرضت نسبة كبيرة من أشجارها للجفاف، وهو ما تسبب في انخفاض المنتوج إلى 90 في المئة. ولفت إلى أن مزارع الذيد البالغ عددها نحو أربعة آلاف مزرعة، تعرضت نحو 35 في المئة منها للجفاف، وبالتالي توقفت عن الإنتاج، في حين أن أخرى تعاني شح المياه، وبالتالي انخفض المنتوج السنوي لمزارع الذيد بما يناهز النصف. وذكر ابن دلموك أن الحل يكمن في توفير مياه محلاة للمزارعين بسعر مدعوم، يستطيع أن يتحمله المزارع، ويفسح له المجال في الاستمرار في عملية الزراعة المجدية اقتصادياً. The post شح المياه يقلص إنتاج مزارع تمور الذيد 50 % appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية