لم يكن افتتاح المعرض السنوي العام لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية 32 مجرد عرض لنتاجات فنية جديدة، بل كان احتفاءً بإبداعات متميزة، تألقت فيها القصص، فحكت نفسها بنفسها، وتألق أصحابها وسط حضور فني وإعلامي كبير، وبرزت الأعمال الفنية فكانت شاهداً على عملية تطور مستمر وارتقاء فني متميز. المعرض الذي افتتحه مساء أول من أمس سمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة، في متحف الشارقة للفنون، بحضور عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، والمهندس وليد الزعابي وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالإنابة، ومنال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة، وهشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، سلط الضوء على نتاجات 29 فناناً إماراتياً وعربياً وأجنبياً، وقدم 130 عملاً فنياً، تنوعت ما بين الرسم والمنحوتات وأعمال الفيديو والأعمال التركيبية وغيرها، ونجحت ثيمة " قصص لم تحك بعد" التي اختارها ناصر نصر الله القيم الفني للمعرض، في أن تروي ما وراء الصورة واللون، وأن تسرد الحكايات الكامنة وراء امتزاج العاطفة بالعقل، ففسرت العوالم الخفية التي اختبأت خلف كل لوحة. ابتكار "البيان" التقت بالقيم الفني للمعرض، الذي أكد أن أعمال الفنانين كانت متميزة وظهر فيها الابتكار، وقال: من خلال اختياري لثيمة القصص، ارتأيت أن تكون الأعمال مختلفة، وظهر التنوع في الأعمال ما بين الفيديو والرسم ومنحوتات والأعمال التركيبية والتفاعلية، كما تعمدت التنويع في طبيعة الأعمال في كل طابق من طوابق المتحف، ليشهد المتلقي حالة بصرية متميزة ومتفردة، كما يظهر التنوع واضحاً في الخامات والمواد التي استخدمها الفنانون ، كما أكد الفنانون أن المعرض إضافة حقيقية لهم ولكل مبدع، فمن خلاله تفننوا في تقديم قصص جديدة ومختلفة، "البيان" التقت مجموعة منهم، لتتعرف على طبيعة أعمالهم والإضافة التي اكتسبوها. تأمل يدعو الفنان ناصر عبدالله في عمله "تأملات"، الناس للتأمل في المشاهد والقصص والحوادث، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، وعن عمله قال: أركز في "تأملات" على الربط بين فكرة التأمل وصناعة القصص، فالتأمل هو ما يصنع الفكر الإنساني والقيم التي يمتلكها الإنسان. وأضاف: أعتبر مشاركتي إضافة مهمة لي كون هذا المعرض من أهم المعارض الفنية وأعرقها، وقيمته تكمن في الدمج بين أعمال الفنانين الكبار والجدد معاً. ومن خلال "دقات اللوز"، استرجعت الفنانة هدى سعيد، طفولتها من خلال استحضار أوراق اللوز، وقالت: أتعامل مع الطبيعة في أغلب أعمالي، وارتبط تحديداً بشجرة اللوز التي تمثل الذاكرة لدي، وأتحدث من خلالها عن الزمن الذي يأخذني للماضي في بعض الأحيان، ويحط بي في المستقبل أحياناً أخرى. ومن خلال مشاركته الثانية في هذا المعرض، أكد الفنان معتصم الكبيسي أن المعرض العام متميز بكل ما فيه، مشيراً إلى أنه استخدم خامات جديدة وفكرة مبتكرة، وقال: ألهمتني ثيمة المعرض تقديم عمل مختلف، وأضاف لي الكثير إذ جعلني أروي قصة جديدة بخامات لم أستخدمها سابقاً. كما عبر الفنان خالد البنا عن الإضافة الجديدة التي اكتسبها من المعرض، فقال: يتميز هذا المعرض بأسلوبه الخاص والمختلف، ما دفعني لتقديم عملي بأسلوب مبتكر، وقدمت من خلال "المحدقون" الشخوص في العمل، وهذه إضافة جديدة لي. عناوين عناوين كثيرة حملتها زوايا المعرض السنوي العام لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، منها "مذكرات هاتفي 2014" لابتسام عبد العزيز، و"تجليات" لإسماعيل الرفاعي، و"قصص صامتة" لباتريشيا ميلنز، و"خيوط معلقة" لخولة درويش، و"أبجدية" لريم فلكناز، و"عدم حضور" لسالم المنصوري، و" ألوان صديقة" لعبدالرحيم سالم، و"العروس" لليلى جمعة، و"حالة" لماجدة نصر الدين، و"قصة الجفير وتحولاته" لمحمد القصاب، وغيرها من عناوين، صاغ عبرها الفنانون صوراً ذات دلالات فنية عميقة، وعكسوا من خلالها رؤاهم وابتكاراتهم المتميزة. البيان الاماراتية