عواصم-(ا.ف.ب): تدرس الحكومة السودانية والمتمردون الذين يقاتلونها في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق، اقتراحا صادرا عن وسطاء الاتحاد الافريقي بوقف فوري لاطلاق النار، وسط تبادل الاتهامات بين الجانبين بالوقوف وراء تعثر المحادثات بينهما. وقدمت الوساطة الافريقية المقترح الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس للحكومة السودانية ومتمردي الحركة الشعبية شمال السودان الاسبوع الماضي بعد تعثر جولة المحادثات بينهما في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا. وتبادل الطرفان الاتهامات بالتسبب في تعثر المفاوضات. وجاء في المقترح المؤرخ في 18 شباطفبراير ان طرفي النزاع "سيوقفان الاعمال العدائية من دون شروط وسيسهلان التوصيل الفوري للاغاثة للاشخاص المتضررين" جراء النزاع. وليس هناك ارقام عن عدد القتلى نتيجة للمواجهات بين الحكومة والمتمردين في المنطقتين والتي تتواصل منذ نحو ثلاث سنوات. لكن الاممالمتحدة تقدر عدد الذين فروا من منازلهم جراء القتال بحوالى 1,2 مليون مدني. وتحد الحكومة السودانية من تحركات عمال الاغاثة والصحافيين والدبلوماسيين الغربيين في مناطق الحرب، في حين تصل المساعدات الانسانية للمناطق التي تسيطر عليها الحكومة. واكد مسؤل كبير في الاممالمتحدة العام الماضي بانه لم تصل اي اغاثة للمناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية شمال السودان منذ عام 2011، مشيرا الى ان سكان هذه المناطق يقتاتون من "الجذور واوراق الاشجار" للعيش. وانقضت ايام عدة من المحادثات في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا الاسبوع الماضي دون ان يتحقق اي تقدم في اتجاه وقف القتال في المنطقتين. بينما يؤكد مصدر قريب من المحادثات ان الطرفين غادرا مقر المحادثات لدراسة مقترح الوسطاء الافارقة في مدة زمنية قدرها عشرة ايام. واعلن كبير وسطاء الاتحاد الافريقي رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي الاسبوع الماضي ان فريقي النزاع سيدرسان مقترح فريق الوسطاء من دون تقديم توضيحات اضافية حول مضمونه. ويتوقع ان تستأنف المحادثات في 28 شباطفبراير الجاري. واثناء الجولة السابقة قال رئيس وفد المتمردين ياسر عرمان ان الخرطوم تريد "تجميد" الحرب من دون ان تقدم حلولا للمسألة الانسانية او السياسية. واتهمت الحكومة المتمردين باثارة قضايا لا صلة لها بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق. وقال رئيس وفد الحكومة للمفاوضات ابراهيم غندور عند افتتاح الجولة ان الوفد سيركز على القضايا الامنية والسياسية والانسانية المرتبطة بجنوب كردفان والنيل الازرق. اما المتمردون فيؤكدون رغبتهم بمناقشة المسألة الانسانية اولا، ثم يريدون وقف الحرب في المناطق المهمشة كخطوة نحو "المؤتمر الدستوري القومي" للبحث في جذور النزاعات في البلاد. وانطلقت الانتفاضة الاثنية في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق والمجموعات المسلحة الاقدم في اقليم دارفور غرب البلاد نتيحة لشكاوى من تهميش اقتصادي وسياسي من قبل النظام الذي يسيطر عليه العرب في الخرطوم. وبعد يوم من تعثر المفاوضات، امطر المتمردون مدينة كادقلي عاصمة جنوب كردفان بوابل من صواريخ الكاتيوشا، وفق الاذاعة السودانية الرسمية (راديو ام درمان). كذلك تضمن المقترح الذي اطلعت عليه فرانس برس تشديدا على ضرورة اتخاذ الحكومة والمتمردين خطوات حاسمة نحو الحوار الوطني والاصلاحات الدستورية وتأكيدا على ان هذه العملية تقوم على مبادئ الديموقراطية والوحدة والتنوع اضافة لحقوق المواطنين والمساواة بينهم. كما اكد المقترح ان الحوار الوطني يجب الا يضر بمحادثات منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق. وذكرت مجلة "سيتزن" المستقلة الصادرة في الخرطوم باللغة الانكليزية الاحد ان بعض قادة حزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) يصرون على الحلول الجزئية وياملون في اضعاف التحالف بين الحركة الشعبية شمال السودان ومتمردي دارفور بالوصول لاتفاق منفرد حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق. جريدة الراية القطرية