أصيب عشرات الفلسطينيين، واعتقل آخرون، خلال مواجهات عنيفة في المسجد الأقصى مع قوات الاحتلال الإسرائيلية التي اقتحمت الحرم القدسي، في حين صعّدت المنظمات اليهودية التي تعمل لتحقيق أسطورة الهيكل المزعوم من دعواتها التحريضية على المسجد الأقصى المبارك، تزامناً مع مناقشة الكنيست اقتراحاً بفرض السيادة الإسرائيلية على الحرم القدسي، وهو ما أدانه الفلسطينيون، واعتبروا أنه مؤامرة إسرائيلية على الأقصى، وفيما أعلنت جامعة الدول العربية عن عقد اجتماع طارئ اليوم، لمناقشة التصعيد الإسرائيلي، حذّرت القاهرة إسرائيل من مغبّة إثارة التوترات الدينية من خلال التعرّض للمقدّسات. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا» أن القوات الإسرائيلية اعتقلت ثلاثة شبان فلسطينيين على الأقل، فيما أصيب عدد آخر بجروح، خلال اقتحام الشرطة المسجد الأقصى عبر باب المغاربة والسلسلة، وحاصروا المصلين بالمسجد القبلي، وأغلقوا بواباته بالسلاسل الحديدية، وأصيب آخرون من جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية. اقتحام الأقصى وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن قواتها اقتحمت الحرم القدسي بأعداد كبيرة من جهة باب المغاربة، بادعاء أن شباناً فلسطينيين ألقوا باتجاهها مفرقعات نارية. وقالت إن المواجهات وقعت على خلفية فتح باب المغاربة المغلق في معظم الأحيان، من أجل دخول مصلين يهود وزوار أجانب. وعلى الصعيد ذاته، صعّدت المنظمات اليهودية التي تعمل لتحقيق أسطورة الهيكل المزعوم، من دعواتها التحريضية على المسجد الأقصى المبارك، قبل ساعات من عقد برلمان الاحتلال جلسة لمناقشة الاقتراح الذي تقدم به النائب المتطرف موشيه فيجلن، بشأن بسط السيادة الإسرائيلية الكاملة على الأقصى بدلاً من الأردن. وجاءت هذه المواجهات والتصعيد الإسرائيلي بشأن الأقصى، قبل ساعات من مناقشة الكنيست الإسرائيلي، أول مرة، فرض السيادة الإسرائيلية على الحرم القدسي. اقتحام جماعي وفي السياق ذاته، أدرجت لجنة الداخلية والبيئة، برئاسة ميري ريجيب، عضو الكنيست عن حزب الليكود بيتنا، في جدولها اليوم الأربعاء، موضوع التحضير والاستعدادات لاقتحام جماعي للأقصى، بمناسبة عيد الفصح العبري الذي يوافق منتصف شهر أبريل الذي دعا إليه مكتب رئيس حكومة الاحتلال، ووزارات عدة، وعدد من منظمات الهيكل المزعوم. وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن الحكومة الإسرائيلية قررت «منح» جمعية «إلعاد» التي تنشط في مجال تهويد القدس الشرقية، ولا سيما في البلدة القديمة وضاحية سلوان المحاذية لها، سيطرة على أجزاء من باحة حائط البراق «المبكى». وقالت الصحيفة إن جمعية «إلعاد» ستحصل على السيطرة في القسم الجنوبي من باحة حائط البراق، وعلى «الحديقة الأثرية» المحاذية لها. مؤامرة إسرائيلية إلى ذلك، أدانت الرئاسة الفلسطينية أمس استمرار اقتحامات إسرائيل المسجد الأقصى، وما رافق ذلك من تصرفات تقوم بها شخصيات إسرائيلية رسمية، بمشاركة غلاة المتطرفين، وحذرت من أن «هذه الاعتداءات لا تشكّل خطراً على المقدسات فقط، بل تخلّف مناخاً سيؤدي إلى تزايد العنف والكراهية، وتحويل الصراع إلى صراع ديني خطر». جلسة الكنيست وبدأ الكنيست الإسرائيلي مساء أمس بمناقشة مسألة السيادة الإسرائيلية على الحرم القدسي الشريف. ودعا النائب الليكودي اليميني موشيه فيغلين الذي بادر إلى النقاش الحكومة إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الحرم القدسي. من جانب آخر، أعلن النائب العربي في الكنيست جمال زحالقة مقاطعة الكتل العربية في الكنيست الإسرائيلي الجلسة. حراك نيابي أردني في الاثناء، هدد 42 برلمانياً أردنياً من أصل 150نائباً، بتعليق حضورهم جلسات مجلس النواب إذا لم تقم الحكومة بطرد السفير الإسرائيلي في عمّان دانييل نيفو ، وسحب السفير الأردني في «فلسطين التاريخية» وليد عبيدات ردا على جلسة الكنيست الإسرائيلي لبحث رفع الوصاية الهاشمية عن المقدسات الإسلامية في مدينة القدس». اجتماع طارئ إلى ذلك قال الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح إن مجلس الجامعة يعقد اليوم اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة ليبيا، لبحث التحرك العربي المطلوب في مواجهة الهجمة الإسرائيلية الشرسة على المسجد الأقصى، والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، بناء على طلب دولة فلسطين، وبدعم من جمهورية مصر العربية. تحذير مصري على الصعيد ذاته ، قال وزير الخارجية المصرية نبيل فهمي، في تصريح أمس، إن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، وإن البلدة القديمة والمسجد الأقصى وساحاته وكل المقدّسات فيها «جزء لا يتجزأ من القدس الشرقية».وأعرب فهمي عن قلقه من «الأنباء الواردة عن قيام الكنيست الإسرائيلي ببحث موضوع بسط السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى». إصابات في غزة أصيب خمسة فلسطينيين بجروح، بينهم ثلاثة صحافيين أمس، إثر إطلاق نار وقنابل مسيلة للدموع من قوات الجيش الإسرائيلي بشرق غزة. وقال مسعفون إن خمسة فلسطينيين أصيبوا بجروح من جراء إطلاق نار وقنابل مسيلة للدموع من القوات الإسرائيلية تجاه تظاهرة في منطقة ناحل عوز شرقي غزة. وأضافوا أن بين المصابين ثلاثة صحافيين، هم: أحمد البايض، وأصيب بقنبلة غاز في يده، ويونس المغربي، بعيار ناري في قدمه، وناصر رحمة، بعيار ناري في ركبته. وكان عشرات الشبان الفلسطينيين توجهوا إلى المنطقة الحدودية في منطقة ناحل عوز شرقي غزة، في تظاهرة دعا إليها ائتلاف شباب الانتفاضة، في ذكرى مقتل 29 فلسطينياً في الحرم الإبراهيمي بالخليل في 25 فبراير 1994، برصاص مستوطن إسرائيلي. غزة يو.بي.آي البيان الاماراتية