قصف الطيران الإسرائيلي الليلة قبل الماضية «هدفاً» ل«حزب الله» اللبناني حليف دمشق، عند الحدود اللبنانية السورية، في غارة تأتي وسط تأكيد إسرائيل على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أنها تقوم «بكل ما هو ضروري» للدفاع عن أمنها. في حين التزم «حزب الله» والجهات الرسمية في لبنان وسورية الصمت. وقال مصدر أمني لبناني ل«فرانس برس»، إن الطيران الإسرائيلي نفذ الليلة قبل الماضية غارتين على هدف ل«حزب الله» في منطقة من سلسلة الجبال الشرقية الحدودية. وروى سكان في منطقة البقاع (شرق) أنهم سمعوا صوت تحليق كثيف للطيران الاسرائيلي على علو منخفض، قبل أن يسمعوا صوت انفجارين قويين. وأشار السكان إلى ان القصف طال منطقة في سلسلة جبال لبنان الشرقية، التي تشكل الحدود الطبيعية بين لبنان وسورية. واكتفى الجيش اللبناني، أمس، بالقول «إن أربع طائرات حربية تابعة للعدو الإسرائيلي خرقت الأجواء اللبنانية من فوق البحر غرب شكا (شمال) باتجاه الشرق، وصولاً إلى منطقتي بعلبك والهرمل»، في شرق البلاد. وأشار إلى ان هذه الطائرات «غادرت الأجواء من فوق البحر مقابل بلدة الناقورة» في الجنوب. وقال الإعلام المقرب من الحزب ان الغارة وقعت في الجانب السوري. ونقلت قناة «المنار» عن مصادر أمنية نفيها حصول الغارة داخل الأراضي اللبنانية، ناقلة عن «شهود عيان» قولهم انها كانت من الجانب السوري. وكتبت صحيفة «الأخبار» اللبنانية المقربة من الحزب، أمس، «مرة جديدة تنفذ إسرائيل غارة جوية في سورية»، مشيرة إلى أن «الغارة وقعت في منطقة قريبة جداً من الأراضي اللبنانية، قبالة بلدة جنتا البقاعية». وفي حال تبين ان الغارة وقعت داخل لبنان، ستكون المرة الأولى التي تستهدف اسرائيل هدفاً ل«حزب الله» في الداخل اللبناني منذ نهاية حرب عام 2006. وسبق لإسرائيل ان قصفت مراراً مناطق في سورية منذ اندلاع النزاع فيها منتصف مارس 2011. وفي حين لم تتبن إسرائيل عمليات القصف هذه بشكل مباشر، ألمحت مراراً إلى أنها لن تسمح بنقل اسلحة متطورة إلى الحزب الشيعي، عدوها اللدود الذي يشارك منذ أشهر في القتال إلى جانب القوات النظامية السورية. وقال أستاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية وضاح شرارة، إن «اللافت هو ان الصحافة القريبة من حزب الله تنفي وقوع الغارة (في لبنان)، وتذكر أن قواعد اللعبة بين إسرائيل وحزب الله تستبعد حصول غارات في داخل لبنان، لكن فقط في سورية». في السياق، أكد نتنياهو، أمس، أنه يقوم «بكل ما هو ضروري» للدفاع عن اسرائيل. ورداً على سؤال حول الغارة في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل التي تزور القدسالمحتلة، قال «نقوم بكل ما هو ضروري للدفاع عن امن إسرائيل». وتطرق نتنياهو إلى إيران، وقال إنه «على الرغم من أقوال (الرئيس الإيراني حسن) روحاني، فإن إيران لم تغير سلوكها، وهي مستمرة في وجودها بالأراضي السورية وتشارك في الحرب الأهلية هناك، وتزود المنطقة بالمقاتلين والأسلحة يومياً». وأضاف أن «إيران تستخدم ممثليها، أي حزب الله، وتواصل الجهود التي لا تنتهي من أجل الحصول على سلاح نووي وصواريخ طويلة المدى وعابرة للقارات، وبإمكان هذه الصواريخ الوصول إليكم في أوروبا، ولألمانيا وللولايات المتحدة». وطالب نتنياهو الدول العظمى بوضع هدف لمحادثاتها مع إيران «وهو منع إيران من مواصلة الإنتاج والوصول إلى قدرات نووية». وفي حين رفض الجيش الإسرائيلي الإدلاء بأي تعليق، نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحات أدلى بها رئيس أركانه الجنرال بيني غانتز، أول من أمس، وحذر فيها من نقل الأسلحة من سورية إلى «حزب الله». وقال «نحن نراقب من كثب نقل الأسلحة بجميع أنواعها على كل الجبهات، هذا أمر سيئ للغاية وحساس جداً، ومن وقت لآخر، وإذا لزم الأمر فإن شيئاً قد يحدث». وكان الأمين العام للحزب حسن نصرالله، أعلن في التاسع من مايو ان «سورية ستعطي سلاحاً نوعياً للمقاومة لم تحصل عليه حتى الآن»، وذلك بعد ايام من الكشف عن استهداف إسرائيل شحنات أسلحة قرب دمشق، قالت تل أبيب إنها كانت تنقل إلى الحزب. الامارات اليوم