لندن- (د ب أ): اتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير نشرته أمس القوات الإسرائيلية بأنها "أظهرت استخفافاً واضحاً بحياة البشر من خلال إقدامها على قتل عشرات المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال، في الضفة الغربية خلال السنوات الثلاث الماضية مع إفلات أفرادها شبه التام من العقاب" . وأعلنت المنظمة ومقرها لندن فى تقريرها الصادر أمس أنها وثقت استشهاد 22 مدنيا فلسطينيا في الضفة الغربية في 2013 عام، أربعة منهم من الأطفال. ووفقا للأرقام الصادرة عن الأممالمتحدة، كان عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية على أيدي القوات الإسرائيلية في عام 2013 أكبر من إجمالي عدد الذين استشهدوا منهم في عامي 2011 و2012 معا. وخلصت المنظمة في تقريرها إلى أنه منذ يناير 2011، تعرض 261 فلسطينيا، بينهم 67 طفلا، لإصابات خطيرة جراء إصابتهم برصاص القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وجاء في التقرير: "منذ يناير 2011، أُصيب عدد مذهل قوامه أكثر من 8000 فلسطيني فى الضفة الغربية، بما في ذلك 1500 طفل، بإصابات خطرة جراء الاعتداء عليهم بوسائل أخرى غير الرصاص مثل الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع ". وأشار التقرير إلى "تكرار لجوء الجنود وأفراد الشرطة الإسرائيليين إلى استخدام القوة التعسفية والمسيئة ضد المحتجين السلميين في الضفة الغربية، كما أنهم يتمكنون من الافلات من العقاب، حيث أن ذلك يتم كما لو كان تنفيذا لسياسة معتمدة". ويصف التقرير الذى يحمل عنوان "سعداء بالضغط على الزناد"، استخدام إسرائيل للقوة المفرطة في الضفة الغربية، و تصاعد إراقة الدماء، وانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة جراء استخدام القوات الإسرائيلية للقوة غير الضرورية والتعسفية والوحشية بحق الفلسطينيين منذ يناير 2011. وأوضح أنه "على صعيد جميع الحالات التي عاينتها منظمة العفو الدولية، لم يظهر أن الفلسطينيين الذي قُتلوا على أيدي الجنود الإسرائيليين كانوا يشكلون تهديدا مباشرا وفوريا لحياة الآخرين لحظة مقتلهم. وفي بعض الحالات، ثمة أدلة تشير إلى أنهم كانوا ضحايا لعمليات قتل عمد قد ترقى إلى مصاف جرائم حرب". وفي معرض تعليقه على الموضوع، قال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية، فيليب لوثر": "يعرض التقرير مجموعة من الأدلة التي تُظهر وجود نمط مروع من عمليات القتل غير المشروع وإلحاق الإصابات بالآخرين دون داعٍ تمارسه القوات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية". وأوضح التقرير أن عددا من الضحايا أصيبوا بطلقات في الظهر، مما يوحي بأنه قد جرى استهدافهم أثناء محاولتهم الفرار، وأنهم بالتالي لم يشكلوا تهديدا حقيقيا لحياة عناصر القوات الإسرائيلية أو غيرهم. وفي بضع حالات، لجأ عناصر القوات الإسرائيلية المحصنين تحصينا جيدا إلى وسائل مميتة بغية قمع المحتجين من قاذفي الحجارة، ما أدى إلى إزهاق الأرواح دون مبرر. وناشدت المنظمة السلطات الإسرائيلية "كي توعز إلى قواتها بضرورة الإحجام عن استخدام القوة المميتة، لا سيما استخدام الرصاص الحي والرصاص المعدني المغلف بالمطاط إلا في حالات الضرورة القصوى التي تستدعي حماية الأرواح. ويتعين على السلطات أن تراعي حق الفلسطينيين في التجمع السلمي". كما تهيب المنظمة بالولايات المتحدة وباقي أعضاء المجتمع الدولي تعليق جميع عمليات نقل الذخائر والأسلحة وغيرها من المعدات إلى إسرائيل. وفي رد فعل على التقرير، اتهم الجيش الاسرائيلى في بيان منظمة العفو الدولية "بأنها لا تعى على الاطلاق" التحديات التى يواجهها في الضفة الغربية، وأنها تتجاهل العنف الفلسطينى. جريدة الراية القطرية