أعرب ذوو طلبة في مدارس حكومية وخاصة، عن تخوفهم من تزايد العنف بين الطلبة، وتعرض أبنائهم للإيذاء اللفظي والجسدي من طلبة أكبر سناً منهم، في ظل تكاسل المشرفين وغياب الإشراف والرقابة المدرسية، فيما قالت إدارة الإرشاد الطلابي في وزارة التربية والتعليم، إنها اتخذت حزمة إجراءات من شأنها القضاء على المشكلة تماماً، تضمنت تنفيذ برنامج تدريبي للمختصين النفسيين في المدارس، يؤهلهم للتعامل مع المظاهر السلوكية السلبية في المجتمع المدرسي. وتفصيلاً، طالب ولي أمر طالب، خلف البلوشي، بضرورة وضع المدارس خططاً تنظيمية لإدارة سلوك الطلاب ومراقبتهم أثناء فترة الفسحة، وفي أوقات الدخول والخروج، لمنع أية مشاجرات أو احتكاكات بينهم، خصوصاً بعد تكرار الحوادث الطلابية داخل المدارس، سواء كانت نتيجة مشاجرات أو مزاح. إدارة سلوك الطلبة أفاد مجلس أبوظبي للتعليم، بأنه يلزم المدارس بوضع خطط لإدارة سلوك الطلبة، وإعداد سجلات لهم تحتوي على بيانات دقيقة، تتعلق بالحضور اليومي والسلوكيات، كما طلبت مراجعة وتحديث خطط إدارة سلوك الطلبة سنوياً، على أن تتضمن الطريقة التي تعاملت بها المدرسة مع البيانات المتعلقة بالحوادث السابقة، بهدف تحديد نقاط القوة والضعف في إدارة المدرسة لسلوك الطلبة. وقال ولي أمر طالب بالصف السادس، محمد الأسواني، إن ابنه تعرض للضرب أكثر من مرة من طالبة أكبر منه سناً، ولم تكن الإجراءات التي اتخذتها المدرسة لمواجهة هذا الموقف ترتقي للحد الذي يحول دون تكرارها، لأن إجراءها بشكل عام هو استدعاء ولي أمر الطالب أو الطالبة المشاكس ومطالبته بمعالجة هذا السلوك العدواني. فيما أشارت إيمان عبدالحليم، إلى أن ابنها أصبح يكره الذهاب إلى المدرسة بعد أن تعرض للضرب داخل الحافلة المدرسية، التي غالباً ما يشترك فيها طلاب من صفوف وأعمار مختلفة. من جانبه، قال الاختصاصي الاجتماعي حسن صالح: «العنف المدرسي لا يقتصر على عنف المدرسين على الطلاب، بل هناك عنف آخر يمارسه الطلاب مع بعضهم بعضاً وهو لا يقل خطورة عن سابقه»، مشيراً إلى أن «المدارس تضم طلبة مختلفين في الطباع والعادات، ما يعتبر سبباً للتصادم بينهم، ويترك نتائج سيئة على المديين القريب والبعيد». فيما أفادت الاختصاصية الاجتماعية، سناء أحمد، بأن ضبط النظام داخل المدرسة، وتنظيم حركة الطلاب في الفسحة، يعودان إلى اجتهادات تخص كل مدرسة على حدة، وكيفية متابعة إدارتها لسلوك الطلاب، موضحة أن «مشاجرات الطلاب في المدارس لا تعتبر ظاهرة، ومازالت حالات فردية يجب القضاء عليها». وأشارت إلى أن مشاجرات الطلاب ومشاحناتهم لا تتم في وقت الفسحة فقط، إنما من الممكن أن تحدث داخل الصف المدرسي، أو أثناء الخروج أو الدخول إلى المدرسة. وقالت مديرة مدرسة أشبال القدس الخاصة أمية علوان، إن «الإدارة المدرسية يجب أن تضع خطة واضحة لإدارة سلوك الطلبة، ومنع أية مشاجرات بينهم، ومحاولة شغل أوقاتهم بأنشطة مفيدة»، لافتة إلى أن الطلاب من رياض الأطفال حتى الصف الثالث لهم فسحة في توقيت مغاير لفسحة الطلبة من الصف الرابع حتى السادس، أو فسحة الطلبة من الصف السابع إلى التاسع، أو الخاصة بالصف العاشر حتى الثاني عشر، حيث يتم تقسيمهم وفق تقارب الأعمار والهوايات، لمنع المشكلات التي تقع معظمها بين الطلبة من الصف السادس حتى ال10، لأنها فترة المراهقة. وأشارت إلى ضرورة اختيار مشرفات ومناوبات يتمتعن بنشاط يمكّنهن من المتابعة الدقيقة للطلبة والوجود في الأماكن التي تساعدها على متابعة الطلاب عن قرب، مشددة على ضرورة وجودهن في الساحة المدرسية قبل نزول الطلاب، ليتمكنّ من تأدية عملهن بصورة جيدة. وأكدت إدارة الإرشاد الطلابي في وزارة التربية والتعليم، أنها اتخذت إجراءات عدة من شأنها معالجة المشكلة والقضاء عليها، تضمنت تنفيذ برنامج تدريبي للمختصين النفسيين في المدارس حول المظاهر السلوكية السلبية وطرق التعامل معها، فضلاً عن أنه تم إصدار لائحة الانضباط السلوكيّ للطلبة، وإعداد دليل المدرسة في إجراءات التعامل مع مواقف ومشكلات الطلبة، ودليل الطالب السلوكيّ لمختلف المراحل التعليمية. الامارات اليوم