استدعت أوكرانيا جميع قوات الاحتياط استعداداً لأي نزاع مسلح بعد تفويض البرلمان الروسي الرئيس فلاديمير بوتين للتدخل العسكري في أوكرانيا، الأمر الذي دفع حلف شمال الأطلسي لعقد جلسة طارئة لبحث التصعيد في البلاد، وسط تحذير أمريكي وتهديدات دولية أخرى، ومخاوف من كارثة إنسانية بسبب تدفق اللاجئين الأوكرانيين إلى روسيا. واتهم حلف شمال الأطلسي أمس روسيا ب «تهديد السلم في أوروبا» داعياً موسكو إلى «وقف أنشطتها العسكرية وتهديداتها» لأوكرانيا، فيما تصاعدت التحذيرات الغربية من تدخل عسكري روسي في هذا البلد. وأفاد الأمين العام للأطلسي أندرس فوغ راسموسن قبيل بدء اجتماع الأزمة في بروكسل بأن «ما تقوم به روسيا في أوكرانيا ينتهك مبادئ شرعية الأممالمتحدة، هذا الأمر يهدد السلم والأمن في أوروبا»، مضيفاً «على روسيا أن توقف أنشطتها العسكرية وتهديداتها». وبدأ سفراء الدول ال 28 الأعضاء في الحلف اجتماعهم ظهر أمس في مقر الأطلسي في بروكسل، قبل لقاء نظيرهم الأوكراني. ويندرج هذا الاجتماع في إطار تحرك دبلوماسي مكثف في محاولة لردع روسيا عن التدخل في أوكرانيا، وذلك بعدما أرسلت تعزيزات إلى شبه جزيرة القرم حسب الحكومة الأوكرانية، حتى أن رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك اتهم موسكو ب «إعلان الحرب» على بلاده. وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً، ويجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم، وتحدث مصدر أوروبي أمس عن إمكان عقد اجتماع وزاري للحلف الأطلسي، وربما قمة أوروبية لرؤساء الدول والحكومات الأسبوع المقبل. ويعقد اجتماع الحلف الأطلسي بناء على طلب بولندا التي اعتبرت أنها «مهددة» بتدخل عسكري روسي محتمل في أوكرانيا، ويتضمن البند الرابع في معاهدة الأطلسي أن الدول الأعضاء «تتشاور في كل مرة تعتبر إحداها أن الاستقلال السياسي لأحد الأعضاء ووحدة أراضيه وأمنه مهددة». ويشير البند الخامس إلى موضوع الدفاع المشترك ويتضمن تقديم مساعدة إلى أحد أعضاء الحلف في حال تعرض لهجوم، بما في ذلك القوة العسكرية، لكن هذا البند لم يطبق سوى مرة واحدة إثر اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة لبدء العملية العسكرية في أفغانستان. ونبه مصدر دبلوماسي إلى أنه في ما عدا إدانة ما تقوم به روسيا والدعوة إلى نزع فتيل التصعيد، ينبغي عدم توقع الشيء الكثير «الملموس» من اجتماع السفراء، لافتاً إلى تداعيات ذلك على التعاون بين الأطلسي وموسكو وخصوصاً في ملفي أفغانستان ومكافحة الإرهاب. وأمس «علقت» فرنسا وبريطانيا مشاركتهما في الاجتماعات التحضيرية لقمة مجموعة الثماني المقررة في مدينة سوتشي يونيو المقبل، فيما هددت الولاياتالمتحدة وكندا بعدم حضور قمة سوتشي، المدينة التي استضافت أخيراً دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي شكلت واجهة لروسيا في عهد بوتين. لكن الضغوط الغربية لم تمح سابقة جورجيا العام 2008، فيومها، لم تتمكن الدول الغربية من منع روسيا من خوض حرب مفاجئة قبل أن تعترف باستقلال منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الجورجيتين المواليتين لروسيا. وأمل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس ب «وساطة، إما مباشرة بين الروس والأوكرانيين وإما عبر الأممالمتحدة أو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا». وسحبت أوكرانيا أمس سفن خفر السواحل من ميناءين في القرم ووجهتهما إلى قاعدتين أخريين في البحر الأسود، في مؤشر على أن القوات الروسية تستكمل سيطرتها على شبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود. The post الناتو: روسيا تهدد السلم في أوروبا appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية