محمد عدوى وسط كل الليالى السوداء التى نعيشها، بين حيطان اليأس والملل، وغابات الحزن الحقيقى هناك دائما شجرة أمل فروعها تظلل علينا لتقلل من حرارة الاتحادية والتحرير والدماء التى تسيل والساسة الذين يراوغون والمشايخ الذين يدعون على الناس بالباطل، بعيدا عن هؤلاء تبقى شجرة الأمل وفروعها، يبقى بسمة هانى رمزى وقهقهة باسم يوسف، هؤلاء هما بسمة مصر الآن فى ظل حروبها ومعاركها هؤلاء وحدهما القادران على نزع الهموم وتثبيط الفرحة ولو للحظات هى عمر البرنامج. الأول كوميديان فريد ينسج خيوط الضحكة بعفوية الممثل المهموم بوطن شارك كثيرا فى التعبير عن الأمة، والثانى جراح شاطر مهمته القلوب، وهو على كرسى المذيع يروح عنها ويسعدها، والحقيقة وأنه وإن كان هناك رابط متواصل بين ما يقدمه هانى وبين ما يقدمه باسم، وهو بحثهما عن الابتسامة إلا أن هناك فروقا جوهرية على مستوى التصنيفات، فى برنامج الليلة مع هانى لم نرَ هانى رمزى إعلاميا رغم أنه يقدم البرنامج، لكنه يواصل بحثه عن الضحكة كممثل أكثر يقدم كوميديا الموقف أحيانا، ويقدم الكوميديا السوداء أحيانا أخرى.. والفالس فى كثير من الأحيان وحتى ضيوفه الذين يشاركون فى البرنامج تشعر أنهم هم أيضا صاروا كوميديانات رغم جديتهم المعروفة، وفى برنامج «البرنامج» الضحك يصل أحيانا إلى حد البكاء فذلك هو باسم يوسف الساخر الذى يشارك بتعبيراته وتعليقاته فى الأحداث الساخنة فتكتشف الجانب الساخر فيها وهو يقدم جرعة مفرطة من الضحك بدون أى سقف، وهو أقرب إلى الكاتب عنه إلى مقدم البرامج ونموذج يصعب أن تقدمه على الشاشة إلا إذا كنت تملك مقومات خفة الدم وأن تكون معجونا بروح هذا الشعب بإفيهاته و«ألشاته» بنفس القدر الذى تتمتع فيه بثقافة خاصة، والحقيقة أن هانى رمزى وباسم يوسف نجحا فى ادخال البسمة وترك علامة مهمة على المستوى الإعلامى. فرغم أنها التجربة الأولى لهانى فإنه استطاع أن يثبت أقدامه بسرعة، وساعده على ذلك بدون شك وجود فريق عمل مميز تشعر من خلاله التعاون بينه، وبينهم وأشعر أن هانى يتقدم يوما بعد يوم، أما باسم الذى اختار الدخول فى معارك كثيرة ربما يصاب من خلالها، والحقيقة أنه كاد يصاب من أقرب الناس له، وأعنى زملاء المهنة والقناة إلا أنه مازال ورغم صغر تجربته يستطيع أن يختار موضوعات كبيرة متحديا ومفاجئا الجميع، وندعو الله أن يسلمه فى ظل ظروف لا يعلم مداها غير المولى ومن بشر لا تؤمن إلا بالعبوث، وطبيعى جدا أن تهددهم الضحكة..