الخرطوم: قال خبراء ان تعليق المفاوضات بين الحركة الشعبية الناشطة في شمال البلاد والحكومة السودانية سيزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد التي فقدت نحو'75′ من عائدات النفط التي كانت المصدر الرئيسي للإيرادات الحكومية والعملات الصعبة اللازمة لإستيراد الغذاء، بعد انفصال جنوب'السودان'في 2011. وأعلنت لجنة الوساطة الأفريقية أمس الُلاثاء إنهاء المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية/قطاع الشمال وتعليقها إلى أجل غير مسمى. وكانت المفاوضات بين الطرفين قد إستؤنفت في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في الأول من مارس/آذار الجاري، بعد مهلة عشرة أيام من انطلاقها في الثالث عشر من فبراير/شباط الماضي. وتعد الحركة الشعبية في قطاع الشمال أحد الأذرع المنشقة من'الحركة الشعبية الاُم'التي أسسها جون قرنق في جنوب السودان عام 1983، إثر إعلان الرئيس السوداني السابق جعفر نميري إلغاء اتفاقية أديس أبابا التي أنهت 17 عاما من القتال بالجنوب. وقال اُستاذ الاقتصاد الدكتور السماني هنون ان الفترة المقبلة ستشهد تدهور في الحالة المعيشية للمواطن السوداني، إثر انهيار المفاوضات بين الطرفين وتعليقها إلى أجل غير مسمى.وأشار إلى أن الأحداث السياسية في السودان ستنعكس على معدلات الإقتصاد الرئيسية، وسترفع معدلات التضخم وستؤدي إلى تدهور سعر صرف العملة المحلية. وإستقر سعر الدولار أمام الجنيه السوداني عند 8.20 جنية لأكثر من شهر في السوق الموازي، الأمر الذي أرجعه هنون إلى أرتباك الموقف في الأسواق الموازية. وأوضح هنون أن الإقتصاد السوداني يعاني من عدد من الإشكالات المرتبطة بالتوترات السياسية، آخرها توقف التعامل المصرفي بين السودان وعدد من المصارف الخارجية. فقد أخطر عدد من المصارف السعودية والغربية بنك السودان المركزي بوقف التعامل مع المصارف السودانية منذ بداية مارس/آذار الجاري.وقال بنك السودان المركزي نهاية الشهر الماضي ان لدى المصارف السودانية ‘بدائل وشبكة متنوعة من المراسلين في المنطقة العربية والأوروبية والأسيوية، بما يساعد على تسهيل حركة التحويلات والتجارة الخارجية للسودان'. وتوقع هنون ممارسة ضغوط على العملة الوطنية خلال الفترة القادمة في الأسواق الخارجية، مما يعمل على ارتفاع أسعار الدولار في الأسواق الموازية.وحدد بنك'السودان'المركزي السعر التأشيري للدولار أمس ‘ب5.7075 جنيه، وحدد أعلى سعر عند 5.9358 جنيه، وأدنى سعر عند 5.4792 جنيه.ويشهد السوق الموازي إقبالا كبيرا على النقد الأجنبي من قبل التجار المستوردين والمستثمرين في ظل العرض المحدود من جانب البنوك.وقال عصام بوب اُستاذ الإقتصاد في جامعة النيلين ان الحرب التي يقودها قطاع الشمال من الحركة الشعبية في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان تعمل على تآكل موارد السودان الشحيحة، وسيمنع مواطني المنطقتين من ممارسة نشاطهم الإقتصادي.وأضاف أن بلاده فقدت نحو 60′ من الأراضي الزراعية بسبب الحروب والنزاعات الدائرة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.وقال ان السودان مهدد هذا العام بحدوث مجاعة في منطقي النيل الأزرق وجنوب كردفان، في حال إستمرار الحرب وتعنت الطرفين في الوصول إتفاق.وأشار بوب إلى أن إنتاجية المحاصيل تراجعت على نحو كبير، مما ينذر بمجاعة في الأقاليم مع وجود أحتمالات بانتقال المجاعة إلى وسط السودان. ايلاف