استضافت العاصمة الإيطالية روما، أمس الخميس، المؤتمر الوزاري الدولي الثاني لدعم ليبيا، وحذر عدد من المتدخلين من دقة المرحلة التي تمر بها ليبيا وعبر آخرون عن القلق من عدم تسجيل تقدم كبير باتجاه بناء دولة عصرية فاعلة وذات سيادة مبنية على مبادئ احترام القانون وحقوق الإنسان . وترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وفد الإمارات المشارك في المؤتمر إلى جانب وفود من حوالي 40 دولة ومنظمة . كما حضر الى روما رئيس البرلمان الليبي نوري أبو سهمين والحكومة علي زيدان ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان والممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا طارق متري ووزراء خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف والمانيا فرانك والتر شتانماير وفرنسا لوران فابيوس . وطالبت الدول المشاركة في المؤتمر السلطات الليبية برسم الملامح الجديدة لبناء الدولة والتوجه نحو التنمية وبناء دولة المؤسسات ونبذ العنف، بحسب ما أكد رئيس البرلمان الليبي نوري أبو سهمين . وأضاف أن الدول المشاركة في المؤتمر عبرت عن وقوفها وحرصها لتقديم الدعم الكامل لليبيا، وتأكيدها دعم المسار الديمقراطي في ليبيا وفق الآلية الديمقراطية التي ارتضاها الشعب الليبي من خلال صندوق الانتخاب، ونبذهم لأي مظاهر انقلابية عسكرية . أكد نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أن ليبيا مازالت تحتاج إلى المزيد من الدعم، وما قدمته المنظمات الإقليمية والدولية المعنية حتى الآن لا يزال غير كافٍ مقارنة بحجم التحديات المطروحة، مشددا على ضرورة بذل المزيد من الجهود من قبل الدول والمنظمات الإقليمية والدولية لخلق آليات عمل فاعلة وجدية لتنسيق مساعي دعم خيارات الشعب الليبي وما يحدده من أولويات، وبما يخدم مصالحه الوطنية العليا أولا وأخيرا ويحفظ لليبيا أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها وشعبها . وفي افتتاح المؤتمر، نبهت وزيرة الخارجية الايطالية فيديركا موغيريني إلى أن "التقدم في ليبيا بعد الدكتاتورية بطيء جدا وهو ما لا يتيح اعمال مساعدة المجتمع الدولي"، موضحة "ان المشاريع الجيدة كثيرة لكن امكانية تنفيذها هي المشكلة" . وتابعت "إن الحل لاستقرار ليبيا يجب أن يأتي من ليبيا ذاتها ولا توجد طرق مختصرة" لتحقيق هذا الهدف مشيرة من جهة اخرى الى "مسؤولية ليبيا تجاه جيرانها" الذين يشهدون اوضاعا دقيقة في مصر وتونس والنيجر وتشاد والسودان والجزائر . وابدت وزيرة الخارجية الايطالية قلقها من "انتقال الأسلحة بصورة خارجة عن كل سيطرة" في بلد شاسع مؤكدة دور الأممالمتحدة في فرض الاستقرار في ليبيا . واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الوضع في ليبيا "مقلق جدا"، متحدثا عن مشاكل أمنية ووضع سياسي "غير مستقر" . وصرح فابيوس للصحافيين على هامش المؤتمر ان "الوضع مقلق جدا بسبب ضعف ضمان الامن والاعمال والمخاطر الارهابية لا سيما في الجنوب ولأن الوضع السياسي غير مستقر" . كما شدد على أهمية اللقاء المنعقد في روما، بعد عام على لقاء أول في باريس . وقال "للمرة الأولى اجتمع عدد هائل من البلدان، من بينها الصين وروسيا اللتان لم تحضرا من قبل" هذا المؤتمر "المفيد" و"المشجع" . وافادت مصادر دبلوماسية غربية انه على ليبيا العثور على وسائل تنظيم "حوار وطني فعلي" والعمل على "جلوس الجميع حول طاولة" لتجاوز مشاكل "تداخل الشرعيات" بين الحكومة والسلطات المحلية في كل منطقة والقبائل . كما اقترحت الدول الغربية مساعدات ملموسة جديدة على مستوى الامن، لا سيما مبادرة من المانيا وفرنسا لانشاء مخازن أسلحة وضمان أمنها . وقالت الخارجية الروسية إن على المجتمع الدولي أن يضمن دعماً مشتركاً لجهود القيادة الليبية من أجل استقرار الوضع الداخلي في البلاد . ونقلت وسائل إعلام روسية،، عن بيان للخارجية أن موسكو تعتبر من الضروري ضمان دعم مشترك من قبل المجتمع الدولي لجهود السلطات الليبية الهادفة إلى إحلال الاستقرار في البلاد والتغلب على المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وضمان الأمن والنظام باحترام استقلال وسيادة ليبيا . (وكالات) الخليج الامارتية