اتهمت الولاياتالمتحدة النظام السوري بالمراوغة في تعامله مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وأنه يرفض التفاوض بجدية بشأن تدمير المنشآت التي تستخدم في إنتاج الغازات السامة، فيما واصلت طائرات النظام قصفها المركّز على منطقة يبرود، وشنت هجمة مماثلة على حلب، بينما لم تر منظمة الحظر تأخيراً في عمل البعثة المشتركة. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامانثا باور إن سوريا ترفض التفاوض بشأن تدمير منشآت إنتاج الأسلحة الكيماوية لديها، مشيرة إلى أنها على وشك تفويت موعد نهائي جديد. وكتبت باور تغريدة على موقع «تويتر» قالت فيها إن «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تحاول التوصل إلى اتفاق لتدمير منشآت إنتاج الأسلحة الكيماوية، وسوريا ترفض التفاوض بجدية، وهي على وشك تفويت موعد نهائي آخر». وجاء هذا الموقف بعدما قدّمت دمشق إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية اقتراحاً منقّحاً يهدف إلى إتمام إزالة جميع المواد الكيماوية فيها، قبل نهاية أبريل المقبل. لا تأخير بدورها، اعتبرت المنسقة الخاصة للبعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأممالمتحدة سيخريد كاخ أن الجدول الزمني الجديد الذي اقترحته سوريا، بشأن نقل أسلحتها الكيماوية، لن يؤخر من عمل البعثة المشتركة. وأشارت كاخ إلى أن البعثة أزالت أو دمّرت نحو ثلث الأسلحة الكيماوية السورية، قائلة إن الإحصاءات ستتغير في الأيام القليلة المقبلة، حيث تتوقع البعثة المشتركة القضاء على نحو 40 إلى 41 في المئة من المواد الكيماوية السورية. انتصارات ل »الحر« ميدانياً، حققت كتائب المعارضة المسلحة انتصارات في كل من خان شيخون بريف إدلب وتل درة والكافات بريف مدينة حماة، في حين واصلت قوات الجيش النظامي غاراتها على كل من أحياء حلب بالصواريخ والبراميل المتفجرة، وسط استمرار الاشتباكات بمحيط مدينة يبرود الاستراتيجية بمنطقة القلمون. وأكد ناشطون أن كتائب المعارضة سيطرت على حاجز تجمع ضهرة النمر في خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، والذي يعتبر ثاني أكبر حواجز النظام في المدينة. وذكرت شبكة شام أن العملية تمت بمشاركة كل من حركة أحرار الشام وجند الأقصى ولواء خطاب ومجاهدي الشام. وأفاد ناشطون بأن العملية أسفرت عن مقتل 15 عنصراً من جيش النظام على الأقل، كما أدت إلى تدمير مستودعات الذخيرة في الحاجز، ما تسبب في نشوب حريق ضخم. كما أسفرت العملية عن اغتنام ذخائر وعتاد عسكري، فضلاً عن تدمير عربات وثلاثة مدافع وجرافة، إضافة إلى سيارة محملة بالذخيرة والصواريخ. قوات النظام وكشف مركز حماة الإعلامي عن مقتل عشرين عنصراً من قوات النظام بين تل درة والكافات بريف حماة الشرقي جراء استهداف سيارة كانت تقلهم بعبوات ناسفة، كما تم تدمير دبابة لهم في مورك في الاشتباكات التي دخلت يومها ال34. وسمع دوي انفجار ضخم في حي طريق حلب بمدينة حماة، بعد انفجار سيارة مفخخة استهدفت حاجز مؤسسة الدواجن بريف المدينة الجنوبي الذي تسيطر عليه قوات النظام، ما خلف قتلى وجرحى بصفوفهم. كما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن انفجاراً عنيفاً هز حي الأرمن بمدينة حمص الذي تقطنه غالبية من الطائفة العلوية وأتباع الديانة المسيحية ما أدى إلى مقتل 15 شخصاً. معركة يبرود واستهدفت القوات النظامية يبرود والتلال المحيطة بها في منطقة القلمون بأكثر من عشرين غارة جوية، وعشرة براميل متفجرة، وفق ما ذكرته شبكة سوريا مباشر. كما تعرضت مدينة دوما أمس لقصف عنيف بالهاون خلف عدداً من الجرحى. فيما أعلن اتحاد التنسيقيات أن طيران النظام شن غارات بالبراميل المتفجرة على أحياء مدينة حلب، في حين شهدت المنطقة الصناعية اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة وقوات الأسد. هجومان في الرقة وفي محافظة الرقة (شمال)، أفاد المرصد السوري عن تفجيرين انتحاريين «داخل الفرقة 17» شمال مدينة الرقة. وأوضح المرصد أن مقاتلين من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) فجرا نفسيهما في مقر الفرقة، وتلت ذلك اشتباكات عنيفة بين عناصر التنظيم والقوات النظامية السورية. وأشار إلى سقوط عدد من القتلى في صفوف القوات النظامية نتيجة التفجيرين. تسوية تطيح وزير دفاع حكومة المعارضة أفضت تسوية سياسية عسكرية بين قيادات المعارضة السورية في الخارج، عقدها رئيس الائتلاف أحمد الجربا، إلى استقالة وزير الدفاع في الحكومة المعارضة المؤقتة أسعد مصطفى، وإعادة هيكلة المجلس العسكري. وذكر بيان للائتلاف السوري المعارض لقوى الثورة والتغيير أن «اجتماعات رئيس الائتلاف، على مدى اليومين الماضيين مع القيادات العسكرية للجيش الحر، أفضت إلى استقالة كل من مصطفى، ورئيس هيئة الأركان سليم إدريس». وأضاف بيان الائتلاف أن الاجتماعات خلصت إلى النتائج الآتية: «قدم مصطفى وزير الدفاع في الحكومة استقالته وقبلت، وأن نوابه يعتبرون في حكم المستقيلين، وكذلك قدم اللواء إدريس استقالته من رئاسة هيئة الأركان العامة، وعيّن مستشاراً لرئيس الائتلاف للشؤون العسكرية». وأضاف البيان أنه «تم الاتفاق أيضاً على توسعة المجلس العسكري الأعلى وزيادة عدد أعضائه، بحيث يسعى الحضور (في الاجتماعات هذه) إلى تطبيق مضمون القرار». وتابع أن «الحضور وقعوا على هذا الاتفاق، وهم رئيس الائتلاف، وقائد الجبهة الجنوبية العميد زياد الفهد، وقائد الجبهة الشمالية العقيد عبدالباسط الطويل، وقائد الجبهة الغربية والوسطى العقيد مصطفى هاشم، وقائد جبهة حمص العقيد فاتح حسون، وقائد الجبهة الشرقية المقدم محمد العبود، ورئيس المجلس العسكري في درعا العقيد أحمد النعمة، والقائد الثوري للجبهة الجنوبية وبشار الزعبي». وأوضح البيان أن الجربا كان أنهى اجتماعات على مدى اليومين الماضيين مع مصطفى، ومع رئيس الأركان العميد عبد الإله البشير، ورئيس هيئة الأركان السابق للجيش السوري الحر اللواء إدريس. يشار إلى أن هذه التسوية السياسية العسكرية بين القيادات جاءت إثر الخلافات السياسية والعسكرية بين أقطاب في المعارضة يقال إنها انعكاس لخلافات أطراف دولية في الوضع السوري. البيان الاماراتية