لم تكن «النطحة» التي وجّهها المدرّب آلان باردو المدير الفني لفريق نيوكاسل يونايتد صوب دافيد ميلر لاعب هال سيتي خلال مباراة الفريقين السبت الماضي بالدوري الإنجليزي الحادثة الأولى من نوعها بهذا الشكل، فقد شهدت الملاعب عدّة وقائع مشابهة اكتسبت في بعض الأحيان شهرة أوسع وأثارت جدلاً أكبر بين جماهير الكرة. ولعل النطحة الأبرز في تاريخ اللعبة تلك التي صوّبها الأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان لصدر المدافع الإيطالي ماركو ماتيراتزي خلال نهائي كأس العالم 2006، والتي نال إثرها بطاقة حمراء انتهى بها مشواره في عالم كرة القدم ولم يضره إيقافه لاحقًا 3 مباريات بسبب تلك الواقعة. حالات عديدة واعتادت ملاعب الكرة على مثل هذه الحوادث خلال العقدين الأخيرين ففي عام 1995 تلقّى الإسكتلندي دونكان فيرجسون مهاجم رينجرز حكمًا بالسجن 3 أشهر نتيجة قيامه بنطح منافسه جون ماكستاي مدافع رايث روفرز خلال مباراة بالدوري الإسكلتندي في 16 أبريل 1994، لكنه كان حينها ترك النادي والبلد بأسرها واتّجه لإنجلترا ليلعب بألوان فريق إيفرتون. وشهد كأس العالم 1998 حالة أخرى كان بطلها الأرجنتيني آريل أورتيجا الذي نطح الحارس الهولندي إدوين فان دير سار أثناء مباراة منتخبي بلديهما في ربع نهائي البطولة ليقوم الحكم المكسيكي أرتورو كارتير بطرد اللاعب مباشرة. وفي دور ال16 من كأس العالم 2002 طرد الحكم البرتغالي فيتور بيريرا المدافع رافايل ماركيز في الدقيقة 88 خلال مباراة منتخب بلاده المكسيك أمام أمريكا بسبب نطحه لكوبي جونز لاعب وسط منتخب «العم سام». وخلال مباراة مصر والجزائر بالدور نصف النهائي لكأس الأمم الأفريقية 2010 أقدم الحارس الجزائري فوزي شاوشي على نطح الحكم البينيني الشهير كوفي نتيجة غضبه من طريقة تنفيذ ركلة جزاء سدّدها حسني عبدربّه لاعب الفراعنة، لكن كودجا اكتفى بمنح الحارس إنذارًا فقط مما تسبب في حرمان الأخير من المشاركة في إدارة مباريات كأس العالم 2010 بحجة عدم إشهاره البطاقة الحمراء المباشرة لشاوشي الذي طّرد قبيل نهاية اللقاء بعد حصوله على إنذار آخر. وثمة حالة نطح أخرى اكتسبت شهرتها من حدوثها عقب واقعة زيدان - ماتيراتزي بأشهر قليلة عندما اعتدى الكاميروني صامويل إيتو مهاجم إنتر ميلان وقتذاك على على السلوفيني بوشتيان سيزار مدافع كيفو في مباراة بالدوري الإيطالي 21 نوفمبر 2010، غير أنّ الحكم جيانلوكا روكي لم يفطن لها قبل أن يتم إيقاف إيتو 3 مباريات بعد الاحتكام لشريط الفيديو الخاص باللقاء. وتختلف دوافع اللاعبين للقيام بهذا السلوك إلا أنّ القاسم المشترك هو الشعور بالضغط نتيجة التأخّر في النتيجة مما يخرجهم عن شعورهم لدى تعرّضهم للاستفزاز أو الاحتكاك خلال الكرات المشتركة. صحيفة المدينة